السعودية تسجل أول حالة اشتباه بـ «إيبولا».. و10 أيام لإعلان نتائج التحاليل
جدة "المسلة"… بعد تعليق المملكة تأشيرات الحج لثلاث دول إفريقية (سيراليون, غينيا، وليبيريا) إثر إعلان منظمة الصحة العالمية خروج فيروس إيبولا في شرق إفريقيا عن السيطرة، سجلت المملكة أول حالة اشتباه بفيروس إيبولا، لمواطن سعودي أربعيني تاجر ذهب قادم من سيراليون بإفريقيا خلال شهر رمضان.
ورصدت وزارة الصحة أمس الأول في أحد مستشفيات مدينة جدة، حالة مرضية لمواطن سعودي في العِقد الرابع من العمر، ظهرت عليه أعراض الإصابة بأحد فيروسات الحمى النزفية، بعد رجوعه من رحلة عمل إلى سيراليون، خلال شهر رمضان المنصرم, ونتيجة تشابه أعراض هذه الإصابة بأعراض الإصابة بفيروس إيبولا، اتخذت وزارة الصحة عددا من الإجراءات, للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس.
وأكد لـ "الاقتصادية" مصدر مطلع في مستشفى الملك فهد العام أن المريض المشتبه بإصابته بـ"إيبولا"، يوجد في مستشفى الملك فهد العام، خضع لعزل مشدد بالمستشفى في الدور الأول، بعد وصوله من أحد المستشفيات الخاصة بجدة، وهو في حالة حرجة، بعد إرسال عينة للتحاليل لمختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا.
وأوضح المصدر أن ظهور النتائج من المختبرات الدولية يستغرق عشرة أيام، مشيرا إلى أنه لا توجد إلى الآن استراتيجية معينة لمكافحة "إيبولا" تحديدا، ولكن يجري تطبيق المعايير والاستراتيجية لمكافحة جميع أنواع الفيروسات ومن ضمنها إيبولا.
وأشار المصدر إلى أن الفحص والتحاليل تجرى للشخص المصاب، أما المخالطون له فيتم وضعهم تحت المراقبة والعزل الصحي، ولا تؤخذ العينات إلا بعد ظهور الأعراض، مؤكدا أنه لم تظهر الأعراض على أحد منهم.
وحول انتشار الفيروس، أبان المصدر أن ذلك يختلف بحسب الإجراءات المتبعة لمكافحة العدوى، مبينا أن المشتبه في إصابته بإيبولا يوضع في غرفة عزل مخصصة لإيبولا، لافتا إلى أن المستشفى خصصت أقساما للعزل بحسب الأمراض.
من جهته، أوضح مصدر مقرب من المريض "رفض ذكر اسمه", أن الأعراض ظهرت على المريض قبل يومين, وتم التوجه به إلى أحد المستشفيات الخاصة بجدة, مشيرا إلى أن المريض كان سليما منذ وصوله من سيراليون خلال رمضان الماضي.
وأكــــــد لـ"الاقتصادية" طبيب مكافحة العدوى في أحد المستشفيات العامة في جدة، ضرورة إغلاق المستشفى وفحص المباشرين له في المستشفى والمنزل، مبينا أن خطورة إيبولا تفوق كورونا، حيث إن انتشاره سريع جدا، ويعتبر من أسرع الفيروسات انتشارا، ويقضي على المريض خلال ثلاثة أيام، ويعد من الفيروسات النزفية، يحتضنه المصاب في فترة تتراوح ما بين يومين إلى 21 يوما، ويرتفع معدل الوفيات به من 25 إلى 90 في المائة.
ولفت إلى أن الإجراءات الاحترازية لعزل "إيبولا" مختلفة وأكثر تشددا، حيث يعد حربا جرثومية لها ملابس وكمامات معينة، ويقتضي رفع درجة تبريد المبنى، ويرتفع معدل الوفيات للمصابين بالمرض من 25 إلى 90 في المائة، في ظل عدم وجود لقاح فعال، مشيرا إلى أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها بريطانيا أخيرا لوجود حالة اشتباه بعزل المستشفى ومنع الدخول والخروج منها وتطويقها بجيش من الحرس، حتى يتم التأكد من الحالة، مشددا على ضرورة أن تمنع منظمة الصحة العالمية دخول وخروج المسافرين للدول التي سجلت حالات "إيبولا" في إفريقيا.
هذا وأكدت الاختبارات الأولية التي أجريت في مختبر متخصص عدم إصابة المريض بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكانية الإصابة بأي من الفيروسات النزفية، كالحمى الصفراء والخمرة، لما لها من أعراض مشابهة، إضافة إلى قيام الوزارة بإرسال عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا، علما بأن هناك عددا محدودا جدا من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم.
وقد تم الكشف عن الحالة المشتبه بها من قبل نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة الذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها من المرافق الطبية في المملكة.
وكانت المملكة منذ شهر نيسان (أبريل) الماضي قد اتخذت خطوة استباقية بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول إفريقية هي سيراليون وليبيريا وغينيا بسبب تفشي فيروس إيبولا بتلك الدول, وتقوم وزارة الصحة من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في مطارات وموانئ المملكة بمعايير التحكم في العدوى وكيفية التعامل مع هذه الحالات.