القاهرة "المسلة" …. بدأت فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر مستقبل مصر "المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب ودور مؤسسات الدولة المصرية تحت عنوان (ظاهرة الإرهاب ومفهوم الدولة والمفاهيم المتشابكة ) بالمجلس الأعلى للثقافة بأمانة د. أمل الصبان , ترأس الجلسة د.إكرام بدر الدين رئيس المؤتمر ومقرر لجنة العلوم السياسية، شارك فيها د.جمال زهران أمين عام المؤتمرفى بحثه بعنوان" التمييز بين مفهوم الإرهاب ومفاهيم الاستقلال والمقاومة والتحرير"،حيث تحدث عن ضرورات الوعي بالتميز بين الإرهاب والمقاومة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، ، وأنه من الصعب مواجهة الإرهاب بالقوة الصلبة التي تتمثل في أدوات القوة من جيش وشرطة, بل تستلزم المواجهة الشاملة بجميع القوى المجتمعية من أجل تحقيق نتائج حاسمة لحل تلك المشكلة ، مشيراً أن الإرهاب الاّن يستخدم كآلية لتنفيذ مخططات دول عظمى لتنفيذ المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة العربية بشكل خاص ، والدول الإسلامية كذلك، وأكد على ضرورة التمييز بين الإرهاب والمقاومة ، فيظل كل ما يقوم به المواطن الفلسطيني هو عملا مقاوما يسعي لتحرير الدولة من النهر إلى البحر، فالمقاومة هنا متاحة أتاحها التاريخ والشرع القومي ، واختتم حديثه بأن الإرهاب جريمة ضد الإنسانية.
وتحدثت د.حنان كمال فى بحثها بعنوان" مفهوم الدولة فى فكر وممارسات جماعات الإرهاب " عن إنشاء الحركة الإسلامية المعاصرة بالتزامن مع الإعلان رسميا عن سقوط الخلافة الإسلامية عام 1924 في تركيا على يد أتاتورك ، وأكدت أن التفاوت في جميع حركات الإسلام السياسي في المنهج الفكري والسياسي اندرج نحوهدف إحياء الخلافة ليصبح من أهم أهدافها الرئيسية بإعتبارها الشكل المتصور لمفهوم الدولة في فكر تلك الحركات الاسلامية ،وتطرقت إلى موقف جماعة الأخوان المسلمين من مسائلة الخلافة فهم علي يقين بأن الخلافة رمز الوحدة الإسلامية ومظهر الارتباط بين أمم الإسلام جميعا ، ويجب على المسلمين التفكير في أمرها والاهتمام بشأنها, لذا نجد أن الإخوان المسلمين بهذا الفكر يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعدادها في رأس المناهج المتبعة التي يسعون لتعميمها .
ضمن فعاليات مؤتمر مستقبل مصر: المواجهة الشاملة لظاهرة الإرهاب ودور مؤسسات الدولة المصرية، بمشاركة كل من: د. طارق فهمى، و د. محمد مرسى، و د. نجاح الريس، وترأسها.د. حورية مجاهد ، وقد تحدث.د. طارق فهمى فى بحثه الذى حمل عنوان " دور الدول الكبرى وأجهزتها المخابراتية في صنع الإرهاب وتمويله" قائلًا: "هناك عدد من التحديات التي تتعلق بظاهرة تمويل الإرهاب من قبل بعض الدول الكبرى، وعبر أجهزة معلوماتها لعل من أهمها ما يتعلق بإمكانية التوصل إلى اتفاق عام حول الدور الذى لعبه الاقتصاد وأجهزة المعلومات في الإرهاب ومدى إمكانية أن تصبح الاعتبارات الاقتصادية والأمنية، مثل الفقر وعدم المساواة ونقص الفرص السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفساد المالى والإدارى ذات أهمية فى فهم ظاهرة الإرهاب وفى تحديد السياسات والاستراتيجيات المطلوبة لمكافحته، كما يرتبط التحدى الثانى بمدى العلاقة المتداخلة والمعقدة بين عمليات تمويل الإرهاب وغيرها من أشكال الجريمة العابرة للحدود مثل الجريمة المنظمة وغسل الأموال، وما تثيره من إشكالية قانونية خاصة عند البحث عن إجراءات المكافحة والمجابهة، وهو ما يأخذ وقتًا طويلاً وممتدًا، ويأتى التحدى الثالث حول مدى إمكانية نجاح بعض تجارب مكافحة تمويل الإرهاب خاصة فى منطقة الشرق الأوسط عمومًا ودول الخليج على وجه الخصوص، ويتعلق التحدي المركزى والجوهرى بمدى الارتباط بين عمليات تمويل الإرهاب عبر أجهزة المخابرات الدولية والتنمية بأشكالها المختلفة.
فيما تحدث د.محمد مرسى فى ورقته البحثية وعنوانها:"التنظيمات الجهادية الإرهابية… التحول فى الهيكل التنظيمى للجماعات الإرهابية إقليميًا وآليات المواجهة"، والذى اعتمد فيه على عرض بعض الدراسات التى أعدت من قبل أحد أهم المراكز البحثية، ومن خلال متخصصين فى مجال مكافحة الإرهاب، وهو مركز "الدراسات الاستراتيجية التابع لوزارة الدفاع الإسبانية" والذى جاء بغرض تقديم المساعدة على إجراء مواجهة فعالة وجادة للقضاء على هذا الخطر العالمى، ويركز البحث فى عرضه لهذه الدراسات على ثلاثة محاور: الأول هو تحليل التغير فى هيكل المنظمات الإرهابية وطرق تمويلها المعروفة أو المحتملة؛ الثانى يركز على تقنية اكتساب المهارات، وآليات وأساليب التدريب الحديثة وإعداد الكوادر فى المنظمات الإرهابية وفقًا للأهداف الجديدة لهذه الجماعات مع التركيز على المحيط الإقليمى، المصادر الخارجية والداخلية التي تعتمد عليها فى التعليم والتدريب والإعداد، أساليب التعاون فيما بين هذه التنظيمات بغرض اكتساب المعرفة التقنية والتكنولوجيا اللازمة، والمحور الثالث يركز على قدرة الدولة فى الشرق الوسط على مكافحة الإرهاب والنماذج المقترحة للدفاع عن وجودها فى ظل عولمة الظاهرة وكيفية التقليل من المخاطر المتوقعة في معركتها ضد الإرهاب وأهدافه.
وقالت د.نجاح الريس فى ورقته البحثية التى جاءت بعنوان "دور الدول الإقليمية في صنع وتمويل الإرهاب"، واصفًا الإرهاب بأنه تلك الظاهرة التى تسعى إلى بث الرعب والخوف في نفوس الأبرياء، وارتكاب جرائم تنكرها الشرائع السماوية والطبيعة الإنسانية والقوانين الوضعية، وهى بطبيعة الحال مرفوضة أينما ارتكبت وكائنًا من كان مرتكبها، وينتشر الإرهاب حيث يغيب الوعي والفكر المستنير مع ضعف أداء مؤسسات الدولة خاصة التعليم والثقافة والمؤسسة الدينية. أيضًا تدنى الحالة الاقتصادية وغياب أو تأخر الإصلاح السياسى.
كل أو بعض هذه العوامل تمثل أسبابًا لانتشار جماعات التطرف التي تستخدم الخطاب التحريضي ضد الدولة ومؤسساتها, هذا الخطاب يتسم بالثنائية في طرح الأفكار مثل الخير والشر والجنة والنار ودار السلم ودار الحرب ونحن وهم… الخ. لكن السؤال المطروح بشدة هل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الكبرى أعضاء التحالف الدولى ضد داعش مع ما تمتلكه من إمكانيات تكنولوجية وعسكرية لا تستطيع هزيمة تنظيم إرهابى معلوم الهوية ومحدد المكان، إضافة إلى أن طبيعة الأرض السورية والعراقية منبسطة سهلة نموذجية في الحروب التقليدية؟
الإجابة تستطيع ولكن لاستمرار الضغط على الدول الإقليمية لابتزازها وإهدار ثرواتها وتحقيق مشروع تفكيك وإضعاف الدول العربية.