الرياض "المسلة" ….. تحظى المهرجانات السياحية المقامة حاليا خلال هذا الصيف في مناطق المملكة والتي تصل إلى 73 مهرجانا بإقبال وتفاعل المواطنين والسياح.
وتميزت فعاليات المهرجانات بتنوعها وشموليتها ومراعاتها التجديد، حيث تشمل فعاليات تراثية وتاريخية وترفيهية ورياضية وفنية وتسويقية وفلكلورية وصحراوية وبيئية ورياضة المغامرات والمنتجات الزراعية والتراثية وغيرها، حيث تراعى طبيعة كل منطقة وميزاتها في وضع خطط هذه المهرجانات.
وأكد عبد الله المرشد مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الهيئة تضع خطة للإعداد لمهرجانات كل موسم واجازات وخاصة إجازة الصيف بالتنسيق والتعاون مع مجالس التنمية السياحية في المناطق، وتقوم إدارة البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة بعقد اجتماعات وورش عمل قبل بدء الموسم مع شركات تنظيم الفعاليات ومع المسئولين في اللجان المنظمة والإدارات المعنية بالمهرجات في امارات وأمانات المناطق وذلك لاختيار الفعاليات والأنشطة المناسبة لكل مهرجان والإمكانات المتاحة له.
وقال المرشد إن الهيئة تحترم جميع الآراء والانتقادات وتستقبل عبر وسائلها ومركز الاتصال السياحي كل الملاحظات، فهناك أكثر من 700 فعالية ونشاط داخل هذه المهرجانات، ومنها فعاليات يطالب بها الكثير رغم تكرارها، مؤكدا الحرص على إيجاد فعاليات جديدة كل عام.
وأبان المرشد الكثير يخلط بين المهرجانات السياحية وبين بعض الأنشطة التي تقوم بها بعض المراكز والمجمعات التجارية والتي انتشرت في فترة سابقة ملاحظات على بعض أنشطتها والهيئة لا علاقة بها ولم ترخص لها.
وأوضح أن هناك إقبالاً كبيراً على الفعاليات السياحية لكونها أصبحت من العوامل الاقتصادية التي تستفيد منها المجتمعات المحلية، ولما تحمله من فوائد للمناطق والمحافظات، حيث تتسم بتأثيرها المباشر في اقتصاديات المناطق والمواطنين الناتجة عن زيادة الحركة السياحية المحلية والطلب على الخدمات التي تقدم للسياح، بالإضافة إلى مساهمتها في تسويق المنتجات التراثية والزراعية والترويج للأنشطة والحرف والصناعات اليدوية، وتوفير فرص العمل لقطاع عريض من سكان المناطق التي تقام بها المهرجانات والفعاليات وخاصة فئة الشباب.
وتابع أن الهيئة أعلنت عن البرنامج التطويري الشامل للفعاليات السياحية في المملكة خلال الفترة ما بين عامي 2014-2018م، ليكون قادراً على مواكبة إقبال المواطنين على الفعاليات وتطلعهم لتطويرها، ومتزامناً مع اكتمال مرحلة بناء مفهوم الفعاليات السياحية في البرنامج السياحي في المملكة، حيث تحول تنظيم الفعاليات السياحية إلى عمل احترافي تديره شركات متخصصة.
وأكد مدير عام البرامج والمنتجات السياحية أن الهيئة تسعى دائما للارتقاء بمستويات قطاع الفعاليات والمهرجانات بالمملكة بالتوازي مع الخدمات المكملة لها، وتهيئة المكملين في المناطق والقطاع الخاص لتقديم منتج سياحي متكامل للسائح، لافتا إلى أن الفعاليات يجب أن تكون جاذبة ومتقنة بدرجة مرضية وعالية، وتتطور مع السنوات بإشراف مباشر من هيئة السياحة ومن جهات ذات الاعتبار أو ذات القدرة على تطويرها.
وأشار المرشد إلى أن هيئة السياحة منذ أن بدأت وهي تعي أنه بدون التعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص في تطوير الخدمات السياحية لا يمكن أن تقوم السياحة بأعمالها وهذا ما انتهجته الهيئة ومازالت تعمل عليه.
وقال مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة إن هناك انعكاسات اقتصادية حدثت اليوم على قطاع السياحة، كما تم إيجاد شباب سعودي يُدير الفعاليات بشكل احترافي من خلال قطاع منظمي الرحلات السياحية والفعاليات الذي لم يكن موجود أبدا، ولم يكن ليوجد لو لا المنهجية الهادئة لتشجيعهم وتحفيزهم وتعليمهم، كل ذلك مؤشرات تعطي دلائل كثيرة على أن السياحة الوطنية مقبلة على نقلة كبيرة في جميع النواحي.
وأضاف المرشد:" لم يكن موجودا في المملكة قبل سنوات قليلة ولا منظم فعاليات سياحية، بينما يحتضن القطاع اليوم عدد من المنظمين الناضجين المهنيين ومنهم مجموعة مميزة جدا وأخرى مبتدئة، وهذه تتطور مع الزمن بالفعاليات المتقنة".
وأوضح أن هناك مشروع متواصل لتأهيل للشباب العاملين في قطاع كبير وهو تنظيم الفعاليات، لاسيما وأن لذلك انعكاسات اقتصادية على الشباب الفرد والأسرة السعودية.
وتابع:" اليوم لما تتحدث عن تأهيل الشباب العاملين في تنظيم الفعاليات تجد هناك قطاع كبير (نسبي) من الشباب السعودي الذي يعمل ويسترزق ويجني رزقه من هذه الفعاليات، والانعكاسات الاقتصادية على الشباب السعودي والمواطن السعودي أصبحت كبيرة".
ولفت مدير عام البرامج والمنتجات في الهيئة، إلى أن بعض الأفكار السياحية الحديثة والفعاليات يُمكن أن تُنفذ بدرجة عالية جدا حتى تصل إلى مرحلة الإبهار، وهذا مهم، الإبهار والجاذبية للسائح، والفعاليات كانت في وقت سابق تتم في المملكة من خلال فرقة خارجية أو منظم خارجي، وقد يكون مستثمر واحد سعودي هو المستفيد، وهنا يجب التأكيد على أهمية أن يكون للوطن بشبابه ونشاطه دورا في إبراز قطاع الفعاليات مع أهمية التكامل مع القطاعات الأخرى لتقديم منتج متميز.
وأضاف:" السائح عندما يذهب للاستمتاع بموقع سياحي لا يفكر في عملية الفائدة الاقتصادية الوطنية، بل يذهب للاستمتاع، والواجب علينا أن نُلبي هذا الأمر لكن بالطريقة التي نرى أنها ستكون مستدامة، والاستدامة أن نكون قادرين على تقديمها بذات الطريقة كل مرة مع التطوير في الأداء، وعندما تنفذ فعالية واحدة بإتقان وبوجود ممكّنات اقتصادية أو زمانية أو إرادة إدارية في منطقة أو شركة أو سوق قد لا تجدها في مكان آخر".
ويتميز صيف المملكة هذا العام بإقامة العديد من البرامج والعروض المتنوعة والمهرجانات التي تزيد بنسبة 30% عن العام الماضي.
ومن المتوقع أن توفر مهرجانات الصيف ما يزيد عن 7000 فرصة عمل مؤقتة للشباب في تنظيم المهرجانات خلال فترة إجازة الصيف التي تقارب 115 يوم.
وتشهد الفعاليات الصيفية عدة ملامح للتجديد، من خلال فعاليات وبرامج أكثر جودة، وأكثر جاذبة وترفيهية وإفادة، مع زيادة فعاليات الشباب والنساء والأطفال، والفعاليات الثقافية والتراثية والرياضية والمغامرات، في ظل إشراك الشباب والأهالي في تطوير وتنظيم الفعاليات بصورة أكبر، وإبراز مقومات الوطن وقيم المجتمع من خلال الفعاليات، وكذلك تنظيم مشاركة المجتمعات المحلية بالمهرجانات وتسويق منتجاتها.
كما أنه سيتم تنظيم المزيد من البرامج السياحية وتطويرها عن العام الماضي إلى أكثر من 70 برنامجاً وتوفير برامج سياحية بوقت كافي قبل الصيف، وأيضاً تصميم أكثر من 100 برنامج لرحلات عيش السعودية في مختلف مناطق المملكة لزيارة المواقع التاريخية والأثرية والمتاحف ومعالم التطور الثقافي والاقتصادي والحضاري والأهالي.
فيما تجاوز حجم العوائد الاقتصادية للفعاليات السياحية في المملكة العام المنقضي 1436هـ أكثر من (11 مليار ريال) من خلال المهرجانات التي تجاوزت 300 مهرجان وفعالية، ومن المتوقع أن تزيد هذا العام عن 15 مليار ريال.
وحسب مصدر في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فقد تجاوز حجم الاستثمار في قطاع الفعاليات العام 1436هـ أكثر من (100 مليون ريال) من خلال عمل واستثمار أكثر من 130 شركة ومؤسسة في هذا القطاع، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم الاستثمار في مهرجانات هذا العام 150 مليون ريال.
وقد عملت الهيئة على تأسيس صناعة تتضمن أنشطة مختلفة ومنها الفعاليات ولا تمثل هذه الأنشطة وحدها الفعاليات بل هي جزء مهم منها مثل الأسواق النقل والمطارات وغيرها.