اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الترويــج الســياحى..و«التســول» الســياحى … بقلم : مصطفى النجار

الترويــج الســياحى..و«التســول» الســياحى

 

بقلم : مصطفى النجار …  آثار مقالنا الخميس الماضى على هذه الصفحة، والذى كان تحت عنوان «مكاتب مصر السياحية بالخارج ..والإغلاق المنتظر»، اهتماما كبيرا، وكنا قد طرحنا فى هذا المقال ضرورة إعادة دراسة أوضاع هذه المكاتب وأشرنا إلى أنه يمكن إغلاق عدد كبير منها ومراقبة أوجه الانفاق فى عدد آخر وفى مكاتب بعينها.

 

المهم تلقينا ردودا عديدة تليفونية ومكتوبة على هذا المقال كلها تصب فى تأييد وجهة النظر التى طرحناها.. وكان أولها اتصال تليفونى مطول من إحدى السيدات التى تعمل فى مجال التسويق السياحى بشركة فنادق عالمية فى مصر والتى أكدت لنا أهمية هذه القضية مشيرة إلى ضرورة الترويج السياحى لمصر فى الخارج بشكل يوضح الصورة الحقيقية لمصر، كما طالب بذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي.

 

وقالت هذه السيدة الخبيرة فى التسويق إنها كانت فى جولة تسويقية لفنادقها فى ألمانيا مع قيادات الشركة هناك وانهم نظموا لقاءات مع إعلاميين من ألمانيا وتحديدا فى مدينة ميونخ وكانت المفاجأة لها مذهلة، ـ على حد قولهاـ حول صورة مصر من خلال الترويج السياحى الذى اعترضت عليه بشدة إحدى الصحفيات الألمانيات فى حوراها معها… وقبل أن تقول لى ماذا قالت هذه الصحفية أكدت لى فى البداية أنها ترى أن وزير السياحة يقوم بجهود كبيرة بالفعل، لكن يبدو أنها تحتاج إلى إعادة نظر لأن الصحفية الألمانية قالت لها إن هناك فرقا كبيرا بين الترويج والتسول السياحى فلا يمكن أن يطل علينا وزير السياحة المصرى أو المسئولون عن المكتب فى ألمانيا، ويناشدونا زيارة مصر وتحاصر دعوات لزيارة مصر نحن كصحفيين وطبعا «مجانا».

 

إن هذه الطريقة تؤكد أن مصر فيها حاجة «غلط» خاصة أن هذه الدعوات يتواكب معها عروض لزيارة مصر بسعر يورو واحد للغرفة فى الليلة أو ما شابه ذلك… إن هذه الطريقة أو التسول BEGGiNG كما قالت بالحرف الواحد ليست مطلوبة للترويج إلى مصر.. فنحن نعرف مصر جيدا.

 

وبالتالى كما قالت الصحفية الألمانية إن هذا التوجه المصرى خطأ والأولى أن يتوجهوا للسائح الذى سينفق فى مصر وليس الذين ستنفقون عليهم، وذلك بتوضيح الصورة الحقيقية عن مصر وعن حقيقة ما يحدث فيها ولمواجهة الأخبار من نوع الأخبار الإخوانية التى تشير إلى كثرة القتلى والعنف فى مصر حتى ولو كانت اخبارا مفبركة.

 

وقالت الخبيرة المصرية فى التسويق إن زملاءها فى التسويق من الأجانب أكدوا أهمية كلام هذه الصحفية الألمانية، وقالوا بالفعل إن الترويج والتركيز يجب أن يتوجه للسياح لا إلى الصحفيين وليس بتنظيم المناسبات والأحداث والبطولات الوهمية غير المفيدة لمصر .. وصحيح أن تغيير الصورة والانطباع الخاطئ يحتم الاتصال بالصحفيين والإعلام لكن لا يجب أن يتحول الترويج إلى تسول يضعف موقف السياحة المصرية، إن تفكير المكاتب المصرية بالخارج يجب أن يتغير تماما ويتوجه الانفاق إلى الطريق السليم.

 

أما رد الفعل الثانى المهم عن مقالنا الخميس الماضى فقد جاءنا مكتوبا من السيد السفير أحمد رزق، مساعد وزير الخارجية الأسبق ويؤيد تماما وجهة نظرنا حيث يقول:

 

عزيزى الأستاذ…. أود أن أعرب عن تقديرى واحترامى لما تثيرونه من قضايا استراتيجية مهمة لتصوير قطاع السياحة على أسس موضوعية بعيدا عن الشعارات الرنانة والمزايدات التى لا تخدم القضية وإنما تصب فى أغلب الأحيان فى خانة المصالح الذاتية للبعض سواء كانت مؤسسات أو أشخاصا، وأشير فى هذا الصدد إلى مقالكم الصريح بعنوان «مكاتب مصر السياحية بالخارج .. الإغلاق المنتظر»، حيث اتفق تماما مع ما أوردتموه من حقائق بشأن ضرورة مراجعة جدوى استمرار مكاتبنا السياحية فى الخارج، ولقد تشرفت بالعمل كدبلوماسى فى العديد من الدول منها السعودية وإيطاليا، ثم سفيرا فى الأردن وانتهاء بالصين، ولى بعض الملاحظات فى هذا الشأن.

 

1ـ من اللافت للنظر التركيز على السياحة الصينية بينما لم يزد عدد الصينيين القادمين إلى مصر فى أى السنوات عن 100 ألف صيني، وهذا الرقم يشمل ثلاث فئات، السياح، ورجال الأعمال والصينيين العاملين فى مصر سواء بصورة قانونية أو غير قانونية، والمسافرين الترانزيت إلى دول شمال إفريقيا أو الدول الإفريقية على رحلات مصر للطيران التى تسير ثمانى رحلات أسبوعية من بكين وجوانزو وتقدم عددا من المزايا المحفزة، أى أن عدد السائحين الصينيين فى تقديرى لا يتجاوز بأى حال 50 ألفا فى العام.

2ـ يوجد مكتب سياحى يعمل فى بكين ولا أعلم حتى اللحظة حجم ميزانيته، ولكن المشاهد ـ وقد شاركت فى العديد من فعالياته وفوجئت بتكلفة بعضها الباهظة من ايجار للمكان واستقدام لفنانين ومذيعين وانفاق على المأكولات وغيرها ـ أنه يتصرف فى ميزانية ضخمة لا تتوفر لأكبر سفاراتنا فى العالم، أضف إلى هذا حجم الانفاق على الدعاية فى وسائل الإعلام والمواصلات وغيرها، وكنت دوما أتساءل وزملائى عن جدوى هذا الانفاق فى ظروف بلد يئن من أزمة اقتصادية طاحنة، ولا أريد أن أشير إلى أن بعض ملاحظاتى كانت تسبب فى بعض الأحيان فى عدم ارتياح زميلى المستشار السياحى الذى كان يؤدى مهامه بمهنية عالية أشهد له بها، ولكن كان من الضرورى للمكتب صرف المبالغ المخصصة قبل تاريخ ورود مخصصات الميزانية الكبيرة الجديدة.

 

ـ تزور بعض البلاد العربية كل عام بعثات للترويج السياحي، ومنها الأردن حيث كنت سفيرا، والسؤال هل الأمر يحتاج إلى ترويج سياحى فى عمان، بينما عدد الأدنيين الذين يزورون شرم الشيخ يكون فى معظم الأحيان أكبر من الأردنيين الزائرين للعقبة الأردنية، ولا أريد أن أتحدث عن الجهود التى كانت تبذلها السفارة مع الأشقاء الأردنيين للتحضير لبعثة الترويج ولتقديم كل التسهيلات حال قدومها والتى تضم عددا كبيرا من مسئولى وزارة السياحة والفنانين والصحفيين وغيرهم، ناهيك عن التفاصيل.

 

4ـ لقد كان فى الفترة السابقة أى حديث يمس السياحة أو رجال الأعمال مثلا ـ رغم نبل الهدف ـ من الأمور غير المرغوب فيها لأسباب لا تمت لمصلحة الوطن، وآن الأوان فى مصر الجديدة أن يتم تغليب الصالح العام فى نظرتنا للأمور فى الكثير من مجالات حياتنا.

 

السفير أحمد رزق ـ مساعد وزير الخارجية الأسبق

 

{ السيد وزير السياحة.. القضية عندك والكلمة لك!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله