تخصيص مواقع لأسواق الحرف اليدوية في السعودية
الرياض " المسلة " … قال لـ "الاقتصادية" الدكتور جاسر الحربش المشرف العام على البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع" في الهيئة العامة للسياحة والآثار، إن البرنامج بالتعاون مع الجهات المعنية، ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية، سيعملون على تخصيص مواقع لأسواق الحرف في مختلف المناطق، إلى جانب مراكز للإبداع الحرفي ومواقع للحرفيين والحرفيات.
وأشار إلى أن البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية "بارع"، الذي تم تأسيسه بقرار من مجلس الوزراء الموقر وبمبادرة من الهيئة وشركائها من أجل المحافظة على هذا الجزء من التراث الوطني، حريص كل الحرص على توفير الفرص والمواقع لجميع الحرفيين في شتى مناطق السعودية، وقد أسفرت جهود الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية في المناطق، ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية عن هذه المبادرة المهمة والتي ستتولى أمانات المناطق والبلديات تخصيصها.
وأوضح الحربش أن هذا المسار تم تفعيله أخيراً، ويعمل البرنامج الوطني (بارع) على إتمام هذا المشروع الضخم لاستيعاب جميع الحرفيين والحرفيات، وهناك خطة عمل في الوقت الراهن يتم بموجبها تقييم المواقع المقترحة، وبناءً على نتائج هذه الخطة يتم اعتماد تأهيل المواقع التي يتم تقييمها وفقاً للاشتراطات المطلوبة لتكون سوقاً حرفية دائمة، وقد تشمل هذه الأسواق قاعات لورش العمل والتدريب.
وتابع: "كما أن الهيئة أقرت منذ عام 1426هـ، خطة تنفيذية للمحافظة على التراث العمراني في المملكة وتنميته، وتشمل هذه الخطة برنامج تنمية القرى التراثية، وبرنامج تحسين مراكز المدن التاريخية، وبرنامج تأهيل وتطوير الأسواق الشعبية بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وقد أتاحت الهيئة من خلال هذه البرامج كماً كبيراً من فرص العمل للحرفيين تحت مظلة مؤسسات وجمعيات متخصصة في أعمال الترميم، وصناعة الأبواب الخشبية التراثية، ومزاولة البناء بالحجر، والطين، وغيرها من الخدمات، وقد ساهمت تلك المشروعات في توفير مواقع مميزة لأعداد كبيرة من الحرفيين والحرفيات من المجتمعات المحلية المرتبطة بتلك المواقع، لعرض منتجاتهم وبيعها لزوار القرى التراثية والأسواق الشعبية، بهدف زيادة دخلهم وتحسين أوضاعهم المعيشية وتوفير فرص عمل لهم ولأبنائهم مع المحافظة على هذا الجزء من التراث الوطني".
وتسعى السعودية إلى تنمية قطاع الحرف والصناعات اليدوية تنمية متوازنة ومستديمة تحقق تنوعاً ثقافياً وثراء اقتصاديا، انطلاقاً من كون النشاط الحرفي إرثا وطنياً يعكس الهوية الثقافية والأصالة الوطنية للمنتجات اليدوية، ومجالاً لتوفير فرص العمل لجميع فئات المجتمع وزيادة لدخل المواطنين، ومصدراً لتنمية الموارد الاقتصادية وعاملاً لإنعاش الحركة التجارية والسياحية.
كما ربطت الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا القطاع مع مسارات تطوير التراث الوطني في المواقع والبرامج السياحية والفعاليات التي تعمل على تنظيمها أو الإشراف عليها، عبر التوعية والتعريف بأهمية تطوير الحرف اليدوية بإصدار العديد من النشرات التعريفية عن أنواع الحرف والصناعات اليدوية في السعودية وتوزيعها في الملتقيات والمهرجانات المحلية والدولية، وشاركت الهيئة، بصفتها شريكاً استراتيجياً مع الشركاء بصفة عامة ومع جمعية حرفة بصفة خاصة، في تدشين حملة المبادرة الوطنية لدعم الأسر المنتجة في مجال الحرف والصناعات اليدوية.
وفيما يخص الاهتمام بالحرفيين، أنشأت الهيئة مراكز للحرفيين لتنظيم عملهم في مجمعات بدلاً من تشتتهم في مواقع متعددة ولتشجيعهم على الاستمرار في العمل وتبادل الخبرات بينهم والاستفادة من الخدمات وجوانب الدعم التي توفرها الجهات الحكومية مع مساهمات من بعض رجال الأعمال.
وتعمل الهيئة مع مؤسسة البريد السعودي لتسويق منتجات الحرف والصناعات اليدوية إلكترونيا عبر موقع سوق القرية، كما تمكنت الهيئة من إيجاد منافذ تسويقية مع بعض المراكز التجارية في الرياض وجدة وتبوك والدمام لتسويق منتجات الأسر المنتجة من خلال وضع باركود على كل قطعه حرفية.