خطط ورؤى وتجارب خارجية لإصلاح التعليم بمؤتمر تطوير العملية التعليمية بشرم الشيخ
شرم الشيخ – كتب د.عبدالرحيم ريحان
تحت رعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء نظمت وكالة الشرق الأوسط للتدريب والاستشارات برئاسة الدكتور وائل النشار المؤتمر الدولى "تطوير العملية التعليمية رؤى مستقبلية لتحقيق تنمية مستدامة" بالمركز الدولى للمؤتمرات بشرم الشيخ فى الفترة من 20 إلى 23 يوليو.
وأكد الدكتور وائل النشار رئيس المؤتمر بأن المؤتمر حظى بمشاركة اليابان وتايلاند وكوريا الجنوبية والإمارات والسعودية والمغرب والجزائر والعراق، والجامعات المصرية ومنها جامعة الأزهر وعين شمس وأسيوط والمنيا ودمياط والعريش، ووزارة البترول، وعددا من مؤسسات المجتمع المدنى.
وأضاف بأن المؤتمر شرف بحضور وزراء سابقون وهم الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبقن والدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة الأسبق، والدكتور حسين العاطفى وزير الرى الأسبق ،وكبار العلماء والخبراء فى اليونسكو والتربية والتعليم والصحة النفسية، وقد تم عرض تجارب متقدمة فى تطوير التعليم مثل التجربة اليابانية ،والفنلندية وغيرها.
محاور المؤتمر
تضمن المؤتمر أربعة محاور محاور الأول تطوير العملية التعليمية وتشمل برامج التعليم والرؤى التى تواكب المستجدات العالمية وجودة التعليم ،وربط المناهج باحتياجات السوق ،وإصلاح قاعدة التعليم (التعليم الأساسى) وقمته (التعليم العالى) .
والمحور الثانى أهمية التكنولوجيا فى مجال التعليم وعرض لنماذج من الدول التى حققت نجاحا فى مجال تكنولوجيا التعليم.
والمحور الثالث مستقبل التعليم والتنمية المستدامة ،وتناول أهمية اللغة العربية فى التحول إلى مجتمع المعرفة وابتكار طرق إبداعية لتدريس اللغة الإنجليزية ،وتطبيق معايير وآليات الجودة فى التعليم والاستثمار فى التعليم مدخل للتنمية المستدامة ،وإيجاد مصادر لتمويل البحث العلمى ودعم النظام التعليمى بوسائل وحلول الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات .
وأما المحور الرابع فشمل دور المشاركة المجتمعية فى تطوير العملية التعليمية ،ويشمل ضرورة تفعيل وسن اللوائح والقوانين التى تنظم التعاون المشترك بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات المجتمع المدنى، ودور المجالس الشعبية فى دعم العملية التعليمية وتطويرها، وإعلاء قيمة العمل التطوعى ومساهمة المجتمع المدنى فى الدعم المالى لخدمة المدارس فى العملية التربوية، وتنفيذ المشروعات ودور المؤسسات التعليمية فى خدمة المجتمع المحلى ومواجهة المشاكل الاجتماعية والبيئية.
الجلسة الافتتاحية
أكد الدكتور وائل النشار رئيس المؤتمر بأن عقد مؤتمر خاص بالتعليم لأن التعليم أقوى سلاح تهزم به أعتى الجيوش وقوى الشر بكل أنواعها التى تنشر الإرهاب فى شتى بقاع الأرض ،ورحب بالسادة الحضور وشكر الحضور الكريم وتلبية الدعوة من السادة الوزراء السابقون وهم الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق ،والدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة الأسبق، والدكتور حسين العاطفى وزير الرى الأسبق، والدكتور محمد حسين عويضة رئيس نادى أعضاء هيئات التدريس ،والدكتور عبد الله سرور رئيس نقابة علماء مصر تحت التأسيس.
وأشار الدكتور إبراهيم حسنى أمين عام وكالة الشرق الأوسط للتدريب والاستشارات إلى أن انعقاد المؤتمر انطلق من أهمية قضية التعليم باعتبارها القضية الأولى لأى تطور وتقدم لمصرنا الحبيبة وكافة الدول العربية ،ومن هذا المنطلق تحرص الوكالة على تشجيع الباحثين والعلماء.
وأوضح الدكتور عبد الله سرور رئيس نقابة علماء مصر بأن النقابة خاصة بأعضاء هيئات التدريس لإعداد الخطط والبرامج لجودة العمل، بينما أشار الدكتور محمد حسين عويضة رئيس نادى أعضاء هيئات التدريس بأن الإصلاح يجب أن يسبق أى عملية تطوير وبدونه لا يتحقق التطوير ،ويشمل الإصلاح الاقتصادى وضرب مثلا برئيس جامعة القاهرة وكيف نجح فى تدبير موارد للجامعة أسهمت فى تطوير الجامعة.
وأكد الدكتور حسين العاطفى وزير الرى الأسبق على اعتبار قضية التعليم أمن قومى وأن البيروقراطية تحد من عملية تطويره، وطالب بربط أهداف التعليم بالتنمية المستدامة، وأن الاهتمام بالعلماء ورعايتهم هو جزء لا يتجزء من العملية التعليمية وضرب مثلا بعدة دول حققت طفرة كبرى فى التعليم مثل الصين وكوريا الجنوبية والإمارت والسعودية ، وأن مصر تمتلك العقول وتحتاج لمناخ وبيئة صالحة للتعليم ، وطالب بتفعيل المجلس الاستشارى للبحث العلمى وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ ما يخرج عن المؤتمر من توصيات.
وطالب الدكتور جمال عبد الحى رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر حيث طالب بعودة نظام انتخاب العمداء ورؤساء الجامعات حيث ثبت من وجهة نظره أنه الأفضل، بينما تضمنت كلمة الدكتور أيمن فريد أبوحديد وزير الزراعة الأسبق مقترحات لإصلاح التعليم تشمل إعادة صياغة طرق التعليم فى مصر للتوجه إلى تشجيع الابتكار والإبداع ، وعدم الاعتماد على التلقين وتحقيق التآلف بين التعليم الحكومى والخاص والدولى والاهتمام باللغة العربية.
واختتم الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق الجلسة الافتتاحية وتطرق لخطته السابقة لإصلاح التعليم وقد شارك فى إعدادها كبار علماء مصر، وهى خطة إصلاح التعليم 2007 – 2012 المكونة من 12 برنامج وكانت تتطلب 45 مليار جنيه يتم توفيرها فى خلال خمس سنوات، ووضع بها هيكلة لإصلاح نظام الثانوية العامة بحيث تكون مرحلة نهائية لا تؤهل لدخول الجامعات وتقسيم الكليات إلى 4 قطاعات لها اختبار قدرات مع المجموع المؤهل ،لذلك منها قطاع طبى وقطاع هندسى وقطاع نظرى ،كما تضمنته خطته كيفية تنمية مهارت الشباب بما يتفق مع احتياجات العالم ومنظومة القيم وزرع القيم منذ رياض الأطفال بحيث يتشرب الطفل حتى سن 6 سنوات القيم من خلال اللعب ،ثم تبدأ مرحلة المعلومات التى تعتمد على الابتكار.
التجربة الفنلندية
وشملت أبحاث اليوم الثانى عرضا للتجربة الفنلندية فى تطوير العملية التعليمية قدمه الدكتور إبراهيم حسنى وفنلندا حاصلة على المركز الأول على مستوى العالم فى ترتيب التنافسية لجودة التعليم لعام 2014 ،وقد اعتمدت على عشرة قواعد لإصلاح وتطوير التعليم وهى إلغاء الواجب المدرسى الذى يرهق التلميذ بالمنزل، وتحقيق إشباع الطفل من اللعب والانضباط المدرسى، وإلغاء الحشو الزائد فى المناهج، وتنمية مهارات التركيب والتشكيل والربط وتحقيق المشاركة الجماعية فى صنع القرار من أولياء أمور وإداريين بالمدرسة ،ورعاية المدرسين تربويا ومهنيا وأكاديميا.
المادة 19- 20 من الدستور
وتضمنت الأبحاث دراسة الدكتور السيد سلامة الخميسى عن الفجوة بين المدرسة المصرية الراهنة والمدرسة المأمولة، وطالب بتطبيق المادة 19 من الدستور من أن التعليم حق لكل مواطن هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية ،والمادة 20 عن التزام الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومى للتعليم لا تقل عن 4 ٪ من الناتج القومى.
وطالبت الباحثة رانيا أشرف محمد مدرس رياض أطفال بضرورة وجود مدارس رياض أطفال منفصلة، والحد من كثافة الفصول وتطبيق التطور التكنولوجى والاهتمام بمدرسين رياض الأطفال ومساواتهم بباقى المدرسين فى الترقية ،وأشارت دراسة الدكتورة نور الهدى لمزايا نظام الساعات المعتمدة بالجامعات ومدى مساهمته فى تطوير التعليم ووصوله للمستوى الدولى.
تجربة مصرية
وعرض المؤتمر لتجربة مصرية أشاد بها الجميع وهى تجربة مدير مدرسة بالدقهلية فى التعاون مع المجتمع المحلى لتلبية احتياجات المدرسة وتوفير الأثاث وتشجير المدرسة وتنظيفها وهى مدرسة الشهيد مصطفى الوتيدى بقرية بشلا بالدقهلية ،ومشاركة المدرسة فى كل المناسبات الدينية والوطنية بالقرية ،وأوصت دراسة الدكتورة سماح مصطفى الأمين وعنوانها "رؤية مستقبلية لتطوير التعليم ومواجهة تحديات العصر "بضرورة إعلان أهداف خطط التنمية التى تضعها الدولة ،ودراسة احتياجات سوق العمل من القوى العاملة وتحقيق التوازن الكمى والكيفى فى التوسع فى التعليم، وإعادة النظر فى نظام ومناهج الثانوية العامة ومراعاة ظروف المجتمع حين تطبيق أى تجربة من الخارج، وابتكار أساليب تقويم متنوعة.
متطلبات تفعيل التكنولوجيا
وشملت الأبحاث دراسة الباحثة قدرية السيد السعيد وعنوانها "متطلبات تفعيل استخدام التكنولوجيا فى التعليم" ،وهى متطلبات تشريعية لضمان الاستخدام الأخلاقى الآمن ومتطلبات إدارية وهيكلية تتمثل فى إعادة هيكلة البنية الإدارية بالتعليم لتصبح جزءا أصيلا من البنية الإدارية للتربية والتعليم العربى ، ومتطلبات مادية من التمويل والدعم، ومتطلبات بشرية تتمثل فى الكوادر المؤهلة والمدربة ،ومتطلبات دولية وإقليمية تتمثل فى التعاون الإقليمى والدولى لتبادل الخبرات ، ومتطلبات ثقافية ولغوية تتمثل فى دعم حركة الترجمة ،ومتطلبات إعلامية لتسويق الفكر التكنولوجى عربيا من دراسات وندوات ومؤتمرات ،علاوة على المتطلبات التعليمية وتشمل المناهج والمقررات والأنشطة التعليمية.
واختتم المؤتمر فعالياته بتوزيع الدروع على المكرمين من الوزراء السابقون وكل من أسهم فى إنجاح المؤتمر وشكر الدكتور وائل النشار رئيس المؤتمر اللجنة التنظيمية للمؤتمر، وعلى رأسها الدكتور أيمن حسونة الخبير فى التربية والتعليم وكرمه على مجهوده فى إنجاح المؤتمر ،وتم تجميع مقترحات للتوصيات من الحضور لاختيار المناسب منها وإعلانها لاحقا.