Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

خبير آثار : إضافة التراث للآثار إثراءاً للعمل الأثرى وتعميق للمضمون الحضارى للآثار

خبير آثار : إضافة التراث للآثار إثراءاً للعمل الأثرى وتعميق للمضمون الحضارى للآثار 
 

القاهرة "المسلة" … أشاد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بإضافة التراث لمسمى وزارة الآثار لتصبح وزارة الآثار والتراث مؤكداً أن التراث المصرى القديم والمسيحى والإسلامى المتعلق بالآثار يستحق المزيد من الاهتمام والدراسات الوثائقية المتعلقة به مما سجل على جدران المعابد والمقابر ومما كتب بالمخطوطات ومما تعبر عنه  اللقى الأثرية المكتشفة كمدلول حضارى للتراث ومما تناقلته الأجيال من أحاديث متواترة ومن مظاهر الاحتفالات الشعبية فى الموالد المسيحية والإسلامية والعادات الشعبية المتعلقة برحلة المحمل الشريف.

 

ويؤكد د. ريحان أن هناك العديد من القصص والأساطير المتعلقة بتاريخ مصر القديمة ومنها أسطورة إيزيس وأوزوريس التى  تحكى كيف غدر ست بأخيه أوزوريس الذى كان يبغض فيه جمال وجهه ورجاحة عقله وحمله رسالة المحبة والخير بين البشر فدبر مكيدة للقضاء عليه واتفق مع أعوانه من معبودات الشر على أن يقيموا لأوزوريس حفلاً تكريماً له ثم أعد تابوتاً مكسى بالذهب الخالص بحجم أوزوريس وزعم أنه سيقدمه هدية لمن يكون مرقده مناسباً له ورقد فى التابوت كل الضيوف ولم يكن مناسباً لأى أحد حتى جاء دور أوزوريس فأغلق عليه ست التابوت وألقوه فى نهر النيل وانتقل التابوت من النيل عابراً البحر المتوسط حتى وصل للشاطئ الفينيقى فى أرض ليبانو عند مدينة بيبلوس وهناك نمت على الشاطئ شجرة ضخمة وارفة الظلال حافظت على التابوت المقدس من أعين الرقباء وبحثت عنه المحبوبة إيزيس على طول شاطئ النيل واختلطت دموعها بماء النيل حتى فاض النهر وعثرت عليه على شاطئ بيبلوس وتحمل الأسطورة معانى الحب والإخلاص للمحبوب وكانت آثار مصر على نهر النيل مسرحاً لهذه الأسطورة وكذلك احتفاليات المصرى القديم بعيد شم النسيم فى الليلة الأولى أو ليلية الرؤيا وما يصاحب ذلك من سباقات رياضية بالقوارب فى النيل وخروج للحدائق وأطعمة معينة لها مدلول حضارى وفوائد صحية وهى المستمرة حتى الآن.

 
ويضيف د. ريحان بأن التراث المسيحى يتجسد فى رحلة العائلة المقدسة وما يتعلق بها من مأثورات شعبية تحتاج لتجميعها كما يتجسد فى الموالد المسيحية الخاصة بالسيدة  العذراء  فى الصعيد وموالد القديسيين وصور وأشكال هذه الاحتفاليات والموسيقى القبطية وما تجسده من معانى راقية لهذا الفن كما اشتهرت أوانى معينة يطلق عليها " أوانى الحجاج " لها شهرة عالمية وهى أوانى من الفخار يحملها المسيحيون فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء وكشف عن هذه الأوانى بمواقع الحفائر بسيناء وعدة مناطق بمصر وهناك نماذج عديدة لها بالمتحف القبطى والمتاحف العالمية  وكان يملؤها المقدّسين المسيحيين من بئر قرب قبر القديس مينا (بدير أبومينا حالياً) لنيل البركة وطلب الإستشفاء وكانت تصنع من الفخار فى مصانع بالمنطقة وعليها صورة القديس بارزة ووارتبطت بقصة القديس مينا الذى رفض عبادة الإمبراطورية الوثنية فى عهد دقلديانوس ورفض السجود للآلهة وخرج إلى الصحراء متوحداً .

ويتابع د. ريحان أن التراث الإسلامى تجسّد فى رحلات الحج إلى مكة المكرمة ومظاهر الاحتفالية الشعبية بخروج المحمل الشريف فمنذ عام 675هـ فى عهد الظاهر بيبرس كان المحمل  يدور بالقاهرة دورتين الأولى فى رجب لإعلان أن الطريق آمن لمن أراد الحج والثانية فى شوال ويبدأ الموكب من باب النصر وكان الناس يخرجون للفرجة على المحمل الشريف ويقود القافلة أمير الحاج وهو القائد العام للقافلة كلها وفى أيام المماليك كان السلطان هو الذى يعين أمير الحاج كل عام وكانت مهمته إختيار زمن التحرك وسلوك أوضح الطرق وترتيب الركب فى المسير والنزول والحراسة وقتال من يتعرض للقافلة ومن أشهرهم الأمير سلار نائب السلطنة وكان أميراً للحاج عام 703هـ وكانت له أفضال عديدة حتى عم الخير فدعوا له يا سلار كفاك الله شر النار وكان يرافق القافلة قاضى المحمل وللرفق بالحيوان كان هناك شخص مهمته مراقبة الدواب وحالتهم الصحية يطلق عليه أميراخور وهناك مقدم الضوئية وهو قائد حاملى المشاعل التى توقد بالزيت وبعضها بالخشب ومقدم الهجانة الذى يشرف على أكسية الجمال التى تتصف بشئ من الأبهة للحرص على جمال القافلة أثناء السير وهناك الشعراء ولهم أشعاراً عديدة وكان هناك رجل إعلام يسير مسرعاً للقاهرة بعد نهاية الرحلة ليبشر السلطان والرأى العام بأحداث الرحلة وما صادفهم من مشقة وعدد الوفيات مما يعتبر أول وكالة أنباء فى التاريخ.

 
ويؤكد د. ريحان أن تجميع هذا التراث وإحياؤه وحسن استثماره كمادة للتنمية يثرى العمل الأثرى ويسهم فى زيادة التنشيط السياحى لزيارة  الآثار ويعزز من قيمة التواصل الحضارى هذا علاوة على استثمار التراث المتميز لكل محافظة مثل التراث النوبى المتمثل فى البيت النوبى والمنتجات التراثية والفنون والموسيقى وكذلك التراث السيناوى من شعر وموسيقى وعادات وتقاليد ومسكنهم ومأكلهم وملبسهم الذى يجسد حياة البادية وكل هذا جزءاً لا يتجزء من منظومة الحضارة المصرية الشاملة.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله