ميزة الأردن في السياحة…
بقلم :خالد الزبيدي
يشهد القطاع السياحي جدلا واسعا حول السياسات السياحية من حيث الترويج ونفقاته الذي تنفذه هيئة تنشيط القطاع، بخاصة وان نمو المقبوضات السياحية لاتواكب المخزون السياحي الاردني من جهة، والاوضاع الاقليمية والتقلبات وضعف الاستقرار في معظم عواصم الربيع العربي من جهة اخرى، اذ يؤكد خبراء ومستثمرون في السياحة ان للاردن ميزة حقيقية في القطاع، وان مساهمته في الناتج الاجمالي تتراوح ما بين ( 13 الى 14) في المائة، وان ارتفاع التكاليف والضرائب المباشرة تضعف قدرة مكاتب السياحة والسفر وشركات النقل الجوي على تقديم عروض مغرية لاستقطاب المزيد من الافواج السياحية ومد فترة اقامتهم في المملكة، بما يعود بصورة ايجابية على ايرادات السياحة على الاقتصاد الكلي.
ان زيادة بدل اصدار تذاكر السفر الى 48 دينارا على الشخص الواحد تعدّ من اعلى الضرائب من نوعها، علما بان كلا من تركيا ومصر ولبنان وتونس تستوفي ثلث ما يدفعه المسافر الى الاردن، الى جانب ارتفاع الرسوم بدل دخول مواقع الجذب السياحي بشكل خاص مدينة البترا، يضاف الى ذلك بدل الادلاء السياحيين، وارتفاع اسعار الاقامة في الفنادق المصنفة، اذ يؤكد اصحاب الفنادق ان الضريبة المباشرة وغير المباشرة تحول دون تقديم الفنادق اسعارا جاذبة للسياح، لذلك نجد معظم الفنادق في المواقع السياحية في البحر الميت والعقبة والبترا لاتحقق نسب التشغيل المأمونة سنويا؛ ما يعرضها لتحقيق الخسائر برغم الامكانيات المتاحة للاستفادة من الطاقة الفندقية التي لا تُشغل الا في المواسع وفترات الذروة.
اما معاملة السياح فتحتاج الى مجهود وطنى للارتقاء بالمعاملة مع الزوار الذين يبحثون اولا الترويح والامان والاقامة باسعار منافسة بالمقارنة مع المناطق المحيطة بخاصة شرم الشيخ وتركيا بعد ان هجر السياح سورية ومصر ولبنان لاسباب امنية بالدرجة الاولى، وفي هذا السياق فان قضاء ثلاثة الى اربعة ايام في شرم الشيخ او تركيا تقل عن نصف الكلفة لاقامة نفس الفترة في الاردن، لذلك على اصحاب القرار المعنيين بالسياحة اعادة النظر في مجموعة من القرارات لاطلاق حملة ترويجية لاستقطاب السياحة في هذه الايام، وتشجيع شركات السياحة والسفر وشركات الطيران لعمل تكاملي بما يعود بالنفع على جميع الاطراف والاقتصاد الوطني.
وعلى سبيل المثال تقدم مصر لكافة شركات الطيران دعما سخيا لاستقطاب المزيد من السياح، وتدفع 100 دولار لكل مقعد فارغ على الرحلة شريطة ان تحمل الطائرة 55% من حمولتها، لذلك نجد هذا الاهتمام والاجتهاد للتشغيل الى شرم الشيخ بأسعار منخفضة، ومصر تحاول الخروج من حالة التباطؤ الى انتعاش القطاع السياحي برغم ضعف الاستقرار الداخلي، لذلك علينا ان نستفيد من تجارب الاخرين، فالمعيار الاول والاهم …كيف نزيد مقبوضاتنا السياحية… وهذا هو المطلوب.
نقلا عن الدستور