تأملات
الملحمة النسائية
بقلم .. سعيد جمال الدين … للمرة الثانية وربما الثالثة يقف العالم أجمع مبهوراً بالدور الكبير الذى تقوم به المرأة المصرية من إصلاح حال بلادها .. ويرفع لها القاصى والدانى القبعة إجلالاً واحتراماً لموقفها الوطنى العظيم .. ففى أقل من عام تتحدى المرأة ظروفها وتقف جنباً إلى جنب وطنها وللمرة الثالثة تؤكد السيدات والفتيات المصريات أنهن من يصنعن تاريخ وتقدم بلادهن ويقفن على مسافة واحدة من الشيوخ والرجال والشباب ولن أكون ظالماً إذ أؤكد أنهم يتقدمون بخطوات على الرجال..وهذا لا يقلل من شأن المشاركة من قبل الرجال فى الإنتخابات التى شهدتها مصر خلال الأسبوع الماضى وتصدرت المرأة المصرية فى كافة ربوع مصر المشهد على المستوى المحلى والإقليمى والدولى بإصرارها على إختيار مستقبلها ومستقبل أولادها .. حقاَ يوماً بعد الآخر تؤكد على انها شريك أساسى فى المجتمع والعملية الديمقراطية، ولها دور كبير فى إعادة رسم الخريطة السياسية المصرية .
فتلك المرأة التى ارتفع صوتها الإنتخابى بصورة فاقت الرجال فى ثورتى 25 يناير و 30 يونيو، ومؤخراً فى الإنتخابات الرئاسية تؤكد على إنها هى القادرة على حسم نتيجة الإنتخابات ولتختار من تراه الأنسب والأفضل لقيادة مصر بكل وضوح لإستكمال خارطة الطريق وتحقيق الديمقراطية المنشودة ، وإنما إدراك لما كَفَله الدستور من حقوق ومكتسبات لها بدءا من ديباجته ومرورًا بجميع مواده .
إن ما شهدته الأيام الثلاثة للعملية الإنتخابية من طول طوابير النساء فى مراكز الإقتراع يعد رسالة من كل إمرأة مصرية مفادها أن صوتها أمانة لايجوز التفريط فيها ، وأنه قد آن الأوان لتعلن وتعبر عن إرادتها الحرة وتبهر العالم من جديد فى ثانى استحقاق سياسى بعد ثورة 30 يونيو المجيدة.
إننى على المستوى الشخصى لم أشك لحظة واحدة فى أن تتراجع المرأة المصرية عن دورها الطبيعى فى الحفاظ على أسرتها وعائلتها ولهذا إنتفضت وقامت بواجبها فى الحفاظ على أسرتها اوعائلتها الكبيرة والعريقة مصر الشعب المصرى ، ولم يفاجأ الشعب المصرى بنسائه سواء فى الداخل اوالخارج ، وإنهن لم يتأخرن ولو لحظات عن تلبية نداء الوطن فى ظل من يحاول تحويل دفة الإعجاب للدور البارز لهؤلاء السيدات وإختزال مشاركتهن وفرحتهن بإستعادة مصر بعد إختطافها من قبل الجماعات الإرهابية والمحظورة فى صورة الفرحة والرقص أمام اللجان وإتهامهم لهن ما بين الفجور والرذيلة والعيب خاصة وإنها لم تستجب لما دعت إليه العديد من الجماعات الإرهابية بمقاطعة الإنتخابات.
لقد كان الدور الكبير الذى قامت به وزارتا الدفاع والداخلية من تأمين العملية الإنتخابية بشكل لم يسبق له مثيل أحد الأسباب المشجعة للمشاركة النسائية وعدم تخوفهن من تعرضهن لأى انتهاك أو اعتداء من أى نوع يعوق عن الإدلاء بصوتها فى الإنتخابات لتخرج مشاركتها فى أبهى مظاهر هي تلك المشاركة منقطعة النظير من قبل المرأة المصرية وفرض نفسها بقوة على هذا المشهد السياسى .
ان المرأة المصرية محل تقدير حقيقي دون مجاملة أو مزايدة، ولا يمكن لأحد إنكار الدور الكبير الذى تقوم به لخدمة مجتمعها التي تمثل صمام الأمان في الأسرة وهى الأم والأخت والزوجة والابنة، ومسئوليتها تجاه المجتمع كبيرة جدا، فهى من تشعر بالمخاطر قبل أي شخص، ومن هذا المنطلق تشارك بإيجابية في بناء هذا الوطن.
إن أي برنامج إصلاحي يعد له الرئيس عبد الفتاح السيسى يجب أن يصب في الأساس لصالح المرأة المصرية، فهي مواطنة تشعر بالقصور في كل المجالات بجانب مطالبها الخاصة، والتى تحتاج إلى إرداة سياسية لوجودها داخل العمل العام، بالدور والحضور السياسي للمرأة المصرية وتفاعلها في المجتمع حتي تتمكن من القيام بدورها بثقة وشعور عميق بأهمية ما تقوم به لوطنها.
ان بناء مصر لا يقوم على جناح واحد ولابد من مشاركة المراة فى عملية التنمية وبناء مصر تقديرا للدور الذى قامت به المرأة على مدار التاريخ واهمية المشاركة الفعلية فى المسار والعمل السياسى، ورفع الوعى حتى تأخذ دورها المشارك، لانها النصف الاخر للمجتمع . إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ..وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.. وعلى الله قصد السبيل.