خبراء يطالبون بالترويج للسياحة الاردنية الثقافية من خلال الدراما والمسرح والشعر
عمان " المسلة " … تعتبر المملكة الاردنية مركزاً ثقافياً مهماً في المنطقة , ورغم تنوع وتعدد انواع السياحة فيها كالسياحة العلاجية والاستشفائية والدينية والرياضية والترفيهية والعلمية , الاّ ان السياحة الثقافية تحتاج وفقا لخبراء الى مزيد من الاهتمامات والدراسات ومراكز البحث والخبرة .
وفي هذا السياق يرى نقيب الفنانين ساري الاسعد ان المنتج الدرامي جزءٌ لا يتجزأ من السياحة الثقافية ، ويصب في صلبها ، مشيرا الى ان الاتراك يستخدمون اعمالهم الدرامية في الترويج لبلدهم حيث ساهموا في رفع مستوى الدخل القومي من خلال تقديمهم للجماليات وللمدن التركية في مسلسلاتهم التي عن طريقها اصبحنا نعرف تركيا عن كثب .
ويقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان الدراما جزء مهم من الترويج السياحي للاردن ، معربا عن اسفه لان السياحة الثقافية ما تزال تحتاج الى جهود وقرارات لتمكين المبدع الاردني من القيام بدوره في اظهار جماليات المكان الاردني عبر الكلمة والصورة.
ويطالب الاسعد وزارة السياحة والاثار والمؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص بالالتفات الى اهمية دور الكاتب والفنان في ترويج الاردن سياحيا خاصة ان لدينا اليوم العديد من الاسماء اللامعة في الثقافة والفنون التي يقبل على نتاجهم الكثير من الاشقاء العرب.
كما ان البيئة الاردنية تحظى بمعالم وشواهد حضارية تهم شرائح انسانية متنوعة في هذا العالم ويقع على كاهل المبدع الاردني تقديمها بالوان من التعبير الابداعي مثل الشعر والرواية والفيلم والمسلسل الدرامي واللوحة التشكيلية.
ويقول الاسعد ان منتج الدراما الاردنية يحمل الرسالة الوطنية الاردنية بمضامينه وجوهره وجوّانيته ، مؤكدا اننا نحتاج الى منتج عالي الجودة يحفز السائحين من مختلف دول العالم على زيارة الاردن والتعرف على جمالياته كون جمالياته واثاره لا تروج دراميا .
وبحسب الاكاديمي الدكتور يوسف ربابعة من جامعة فيلادلفيا فان هناك وباستمرار أفكارا جديدة وغير مألوفة في مجال السياحة ، تجعل المكان مرغوبا ومميزا ومطلوبا، ولأن الدول تتنافس في الحصول على الزوار والسائحين .
وينوه بان هناك طرقا متعددة ومبدعة يمكنها أن تكون بديلا مناسبا للسائح حين يزور بلدا معينا، وفي العادة فإن السائح يفضل زيارة الأماكن التاريخية والتراثية والمدن القديمة، ويهرب من صخب المدن والأسواق ، وبما أنه يوجد في المملكة الكثير من المواقع الأثرية فإن بالإمكان جعل الزيارة لهذه الأماكن مجدية ومفيدة من خلال إعداد برامج ثقافية تعاين المكان وتسرد تاريخه..
وقد يتحقق ذلك كما يقول من خلال مسرحية مثلا أو فيلم أو شعر أو أي نوع من أنواع الآداب الأخرى، بحيث تكون هذه البرامج معدة بطريقة فنية جيدة تثير اهتمام السائح ، وتوفر له تجربة خاصة، وخبرة يتذكرها ويستمتع بها.
ويشير الدكتور ربابعة الى انه زار سابقا شلالات نياجارا التي ما زال يتذكرها , اذ شاهد من خلال برنامج الزيارة فيلما يحكي أسطورة اكتشاف هذه الشلالات , مبينا انه يمكننا استغلال مثل هذه الأماكن السياحية ثقافيا، وتقديم أفكارنا وثقافتنا للعالم برسالة ممتعة وسلسة .
ويطالب رئيس قسم الإدارة السياحية بجامعة الشرق الأوسط الدكتور إبراهيم بظاظو بربط التعليم السياحي في المملكة مع احتياجات سوق العمل الذي يمثل إحدى الركائز الأساسية لمستقبل السياحة الثقافية في الأردن بشقيها الداخلي والخارجي , لأن الشباب من الذكور وإلاناث يمثلون الطلب المستقبلي على السياحة الداخلية .
ويؤكد اهمية الدور المحوري لوزارة التربية والتعليم في تعزيز الوعي السياحي الثقافي ، والتوعية بأهمية السياحة من حيث أنها مصدر واعد يتيح آلاف الفرص الوظيفية للشباب الأردني برواتب مجزية، إضافة إلى الواجهة الحضارية التي نطل من خلالها على شعوب العالم للتعريف بعراقة وأصالة المجتمع الأردني وتراثه الثقافي الضارب في أعماق الحضارة الإنسانية.
وينوه بانه ومن ناحية أخرى يجب التركيز على المسؤولية الوطنية الملقاة على نظام التربية والتعليم في المملكة بإمداد قطاع السياحة بالكوادر الوطنية المؤهلة لسد احتياجاته المتعددة في مختلف المجالات ذات الصلة بالعملية السياحية.
ويعتبر الدكتور بظاظو ان للوعي السياحي الثقافي أهمية كبيرة في تدعيم مفاهيم السياحة في المملكة مشيرا الى ان تعميق مفهوم هذا الوعي يساعد في تعزيز الانتماء والولاء الوطني الأردني من خلال استشعار أهمية المكتسبات الوطنية الناجمة عن السياحة ، والاعتزاز بالمقومات السياحية ومظاهر الحضارة والمواقع الأثرية في المملكة والمحافظة عليها.
ووفقا له , فالوعي السياحي ثقافيا يعمل على تعميق مفاهيم تتعلق بتقبل أفراد المجتمع الأردني للسياحة وللمجموعات السياحية على اختلاف دينها وعاداتها والتعامل بإيجابية ما يمكنهم من تطبيق سلوكيات حضارية تعكس طبيعة المجتمع الأردني ، وتشجيع مبدأ احترام وفهم وقبول الآخرين على اختلاف اديانهم وثقافاتهم , وهذا يتأتى من خلال إيجاد جمعيات تطوعية من مختلف الأعمار مثل "جمعية أصدقاء السائح الثقافي " ، لذا يجب أن يفتح المجال لإنشاء مثل هذا النوع من الجمعيات للعضوية فيها من مختلف الفئات العمرية ومن الذكور والإناث.
وتقول الباحثة والكاتبة الاردنية هديل قطناني ان مجال السياحة والسفر يتفق تماما مع عالم الضيافة, حيث يعملان معاً في ذات الاطار والاتجاه ولهما ذات النظرة المكملة لبعضهما البعض, وسبب ذلك تطور مسار العالم وهو أول الاسباب لجعل هذا المجال ينمو , وقد بدأت ظاهرة التغيير الدراماتيكي في القرن العشرين , وتحديدا فترة الحرب العالمية الثانية , حيث كان التغيير بعد العام 1945 لا مثيل له , الى ان ازدهر اكثر واكثر في القرن الواحد والعشرين .