’لبنان يحب الحياة‘… حملة تروّج للمعالم السياحية المحلية
بيروت " المسلة " … تحت شعار "لبنان يحب الحياة" (Live love Lebanon)، يستعد لبنان لموسم سياحي حافل بالبرامج والنشاطات السياحية التي أعد لها المسؤولون بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني وناشطين شباب. فبعد سنوات ثلاث من موسم سياحي صيفي ابتعد فيها لبنان عن الخريطة السياحية العالمية بفعل الأزمات الأمنية والسياسية، أطلق وزير السياحة ميشال فرعون في 18 أيار/مايو الجاري، خطة وزارة السياحة "لبنان يحب الحياة" في محاولة لتنشيط قطاع السياحة في البلاد.
عن هذه الخطة التي تحتفي بمعالم لبنان التاريخية، ومطبخه التقليدي وتراثه، تحدث الوزير ميشال فرعون .
بداية، هل الوضع اللبناني بشكل عام مهيأ لموسم سياحي واعد؟
ميشال فرعون: إن الحكومة الحالية ومنذ ولادتها عملت على تحصين الأمن، ونجحت الخطط التي وضعتها وطبقتها في أكثر من منطقة. الأمن اليوم أفضل بكثير من دول أخرى يعتمد اقتصادها على السياحة. فالحكومة التي ضمنت بيانها الوزاري فقرة تنص على تحريك القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وفي مقدمها السياحة التي تعاني تدهوراً كبيراً، عملت على تحصين الأمن، والمشاكل الاجتماعية، وتحريك عجلة السياحة لأهميتها على صعيد الإنتاج وفرص العمل ومداخيل المناطق وخزينة الدولة.
استتباب الأمن جعلنا نستعيد الثقة بالسياحة اللبنانية مع تسجيل ارتفاع نسبة الحجوزات في الفنادق وشركات السفر. وهنا لا بد من الإشارة إلى انه برغم كل الظروف الأمنية الدقيقة التي مرّ بها لبنان، لم يتعرض أي سائح لمشكلة أمنية. نجاح الخطة الأمنية سمح لنا اليوم بتطوير السياحة والترويج لها داخلياً وإقليمياً وعالمياً.
هل تتوقعون عودة العرب بعد رفع الحظر عن مجيئهم إلى لبنان؟
فرعون: نعم، والدليل الحجوزات التي بدأت تشق طريقها إلى الفنادق. فالسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري أبلغنا أن المملكة رفعت الحظر عن سفر السعوديين إلى لبنان. وبالمقابل، هناك ضوء أخضر لمجيء كل العرب والخليجيين والسياح الأجانب إلى لبنان. لذا علينا حسن استقبالهم وضيافتهم، مقابل الاستمرار بالخطة الأمنية والسهر على ما يمكن أن يواجه السياح من مشاكل لتذليلها.
أطلقتم مؤخراً حملة "لبنان يحب الحياة". فماذا تتضمن؟
فرعون: هذه الحملة جاءت نتيجة جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئات من المجتمع المدني والقطاع الخاص، وشركة طيران "الميدل إيست" لتطوير بعض الآليات في خدمة القطاع. ونجحنا بشهرين في خلق دينامية جديدة. أنشأنا موقعا إلكترونيا جديدا للوزارة باسم "لبنان يحب الحياة"، وطورنا موقعاً خاصاً للسياحة المناطقية الذي يلقي الضوء على معالم وميزات مناطق وقرى لبنانية سياحية. وبانتظار أن تبصر مواقع إلكترونية أخرى النور عائدة للقطاع الخاص، طورنا عددا كبيرا من البرامج السياحية التقليدية، والسياحة البيئية، بما يسمح للسائح مهما كانت جنسيته أن يستمتع بها وبرزمة لا تتعدى الألف دولار لستة أيام.
ما الذي تتضمنه البرامج السياحية؟
فرعون: إنها برامج موجهة لمختلف الأذواق، وتشمل الفن والثقافة والطبيعة والمعالم الدينية والمهرجانات، هذا عدا عن حياة الليل. رسمنا مع شركائنا دروباً جديدة للسياحة، منها درب النبيذ الذي يسمح للسائح باكتشاف خريطة لبنان لزراعة الكرمة وإنتاج النبيذ، ودرب العسل بحيث يتجول السائح وفق مسار مرسوم في القرى والمناطق التي تربي النحل وتنتج العسل.
ما أهمية هذه الدروب وما الجديد الذي تقدمه؟
فرعون: خرجنا بخطة تروج لكل المناطق والقرى اللبنانية وفق دروب صنفت بحسب ما تشتهر به من معالم، من جزين مروراً بالشوف وجبل لبنان وكسروان، وصولاً إلى البقاع والشمال. تكشف هذه الدروب ما تتميز به كل منطقة وقرية من معالم جمالية وبيئية وتراثية وصولاً إلى المطبخ التقليدي. السياحة في لبنان عديدة ومتنوعة إذ كل قرية ومنطقة لديها خصوصيتها السياحية.
الخطة بدروبها الجديدة، علماً أنها معروفة من عدد من المواطنين، تسلط الضوء على أنواع جديدة من السياحات المعتمدة عالمياً، كسياحة المشي في الطبيعة، وممارسة رياضة الدراجات والتسلق والتحليق وغيرها من الرياضات. إننا بمفهوم السياحة التي أطلقنا، نساعد المناطق على تطوير نفسها سياحياً والترويج لها عبر المواقع المستحدثة.
إلى أي مدى ساعدكم المجتمع المدني في رسم هذه الخطة؟
فرعون: كثيراً، فخطتنا مشتركة، والحملة صريحة وصادقة لأنهم نظموها قبلنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بادر شباب لبنان إلى تصوير محيطهم والترويج له.
عندما وصلتُ إلى وزارة السياحة، وجدت دراسة تعود إلى 2007 تتضمن معلومات عن كل المعالم السياحية في كل المناطق، فأحضرنا القطاعات التي تعمل على السياحة الداخلية، وهيئات المجتمع المدني وناشطين شباب يروجون للبنان السياحة، وينتظرون تسليط الضوء رسمياً على مواقعنا السياحية العديدة، ووجدنا معهم إمكانية تطوير المواقع السياحية المناطقية ضمن برامج وخطط ورزم، وحملة ترويج لها. أطلقنا دينامية جديدة، وحدثنا وإياهم الأولويات، ووضعنا يدنا بيد القطاع الخاص لما لديه من إبداع، للإطلاق الحملة والترويج للسياحة.
هل تعد إذن بصيف مزدهر؟
فرعون: أعد من قلبي بصيف واعد. وكمسؤول أقول بحذر نعم نحن أمام صيف واعد، ولدينا معطيات أمنية وبنى تحتية لصيف واعد.
المصدر : الشرفة