تأملات
سوء الخلق السياحى..!
بقلم – سعيد جمال الدين
أعترف بأن ما أراه هذه الأيام فى القطاع السياحى من خلافات ونزاعات ومساجلات ومناوشات يندى لها الجبين وأشعر بخزى كبير مما أستمع إليه عبر الإتصالات التليفونية وعلى صفحات التواصل الإجتماعى من التدنى بلغة الحوار والإساءة البالغة لأنفسنا ولغيرنا حتى وصلت لغة الحوار للأسف الشديد غلأى "قلة الأدب" والألفاظ النابية .. لقد صعقت حينما قمت بفتح إحدى صفحات التواصل الإجتماعى "الفيس بوك" ووجدت احد أصحاب شركات السياحة وهو يقوم بالرد على أحد زملاءه بالقطاع وكأنه "……" للاسف لن أستطيع كتابة اللفظ لكونه يخدش الحياء العام ويقع تحت طائلة السب والقذف ..
فلماذا وصل بنا الحوار فى مناقشة العديد من القضايا ربما تكون مصيرية وربما تكون هامشية إلى هذا الحد .. فعبر رحلتى الصحفية التى تزيد عن 30 عاما لم أر فى حياتى .. ما اشاهده حاليا وما استمع غليه من ألفاظ ربما يمكن أن نسمعها "غصب عن الواحد "فى الشارع صادرة من شخص يمكن أن يكون مخبولا أو لم يحسن أهله فى تربيته .. ونقول أن ما يصدر عنه" ألفاظ شوارع ".. ولكن هالنى بالفعل" قلة الأدب "التى تخرج من شخص أو أشخاص نحسبهم على القطاع السياحى ما بين مستثمر أو خبير فى مجال عمله .. فقديما قالوا لنا أن الإختلاف فى الرؤى لا يفسد للود قضية "وأن هناك التسامح والتغاضى عمن أساء إليك .. فلقد تربينا على إحترام الصغير للكبير وتوقير من هم أكبر منك سنا، وأهمية هذا الإحترام لكونه يخلق جيلا متمسكا بتعاليم دينه وخلقه .
لقد إسترجعت شريط ذكرياتى السابقة وعدت للوراء حينما كانت هناك عمالقة فى العمل السياحى لم يبخلوا يوما ما عن طلب المساعدة وتقديم يد العون لمن يحتاجون لهم وخاصة من هم فى السراء .. ولا نعرف يوما ما من قدم هذه المساعدة .. فكانت سمو أخلاقهم هى عنوانهم. . الرقى فى التعامل .. الرقة فى المعاملة .. الذوق والإحسان والبر مع الفقير .. مازلت أتذكر الراحل العظيم أحمد زكى عبد الحميد ذلك العملاق الذى كنا ومازلنا نتعلم من أخلاقياته الإنسانسة والعملية، والراحل العظيم – والعظمه لله وحده – محمد نسيم "نديم قلب الأسد " ،والراحل عبد الحميد فرغلى دهيس، والراحل العزيز محمد صديق لهيطة، وأطال الله فى عمره العزيز الغالى" المحمدى حويدق "كل هؤلاء صنعوا بداخلنا جبل صعب أن ينال من سمو الأخلاق .. نعم .. نجحوا عبر مشاهدتنا لهم وهو متحابون فى أن يغرسوا فينا الحب والصدق والوفاء والأمانة وحسن المعاملة ..
وهم لم يخترعوا شيئا جديدا ولكن ورثوا عن أهاليهم هذه الصفات الطيبة وأكثر وبالتالى نقلوها بالفطرة إلينا .. كنا نرى الإبتسامة والحفاوة البالغة فيما بينهم .. كانوا متنافسين فى أعمالهم .. ولكن كانوا متحابين فى الله .. لم ينظروا إلى الأخرين بنظرة جشع أو إهانة حتى فيمن هو أقل منهم ماديا أو حتى سنا ..
مازلت أرى هؤلاء جميعا وهم بالمناسبة رواد تحملوا المصاعب من أجل مصر .. نعم من أجل مصر .. فهم كانت لهم قصب السبق فى التنمية السياحية بمختلف أنواعها .. لقد كان لنسيم، وحسين سالم ،وأحمد زكى عبد الحميد ، المبادرة والسبق فى تنمية سيناء، وكان المحترم "المحمدى حويدق "له السبق فى التنمية الشاملة فى البحر الأحمر وكان له المبادرة فى انشاء أول قرية سياحية فى الغردقة فى الوقت الذى كان البعض يتخوف من فكرة السفر إلى البحر الأحمر ..
اتذكر الراحل محمد صديق لهيطة وقرينته السيدة المحترمة (أمال أدهم لهيطة) رفيقة حياته التى شدت من اذره وبادرت بإقامة أول قرية سياحية بسفاجا (مينا فيل) للسياحة العلاجية فى الوقت الذى كان أمامهم الفرص للإستثمار فى مواقع أفضل وأسهل ولن تتكلف ما تم إنفاقه لهذه القرية. .
مازلت أتذكر الراحل عبد الحميد فرغلى دهيس وإبتسامته التى لم تعيب لحظه ومدى رقته فى التعامل مع الأخرين ولهجته الصعيدية التى لم تفارق لسانه حتى وفاته وإعتزازه بنفسه وبالأخرين ..
وإذا تحدثنا عن الرواد فهناك العديد والعديد ممن لهم أيدى بيضاء فى الحياة سطروا بأعمالهم حروف من الذهب والنور فى تاريخ مصر .. تحلوا بالأخلاقيات فكان سيرتهم أطول من أعمارهم .. إننا نشد من كتابتى فى هذا ضرورة أن نترفع عن الإساءة للأخرين .. وأن نستمسك بالعروة الوثقى .. وأن نعلوا عن الخلافات بسمو الأخلاق .. وأن نتسامح عمن أساء إلينا، وأن يكون من هم قادة بالقطاع قدوة لزملائهم من الشباب الذين يقتدون بهؤلاء .. وبدلا من شحنهم ببطاريات "الإساءة وقلة الأدب" وعدم إحترام الكبير .. نعلمهم ما اشار إليه كتابنا الكريم "القرآن الكريم" و "السنة النبوية" بحست المعاملة .. حتى يتذكروا ممن تعلموا منهم بكل الخير بدلا من لعنهم فى الدنيا والآخرة ..
إنى أريد الا الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت .. .. وإليه أنيب .. وعلى الله العظيم قصد السبيل