شركات دولية تلغي رحلاتها الى تونس ومراقبون يحذرون من انهيار الموسم السياحي
البرلمان التونسي يستجوب وزيرين حول التطبيع ودخول سياح إسرائيليين
تونس "المسلة"…. بدأ المجلس التأسيسي التونسي بمساءلة وزيرة السياحة والوزير المكلف بالأمن في وزارة الداخلية حول دخول عدد من السياح الإسرائيليين للبلاد، فيما أعلنت بعض شركات السياحة الدولية إلغاء رحلاتها إلى تونس.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المجلس (البرلمان) قرر عقد جلسة علنية لمساءلة الوزيرين بعد مطالبة الحكومة بجعلها سرية وتأخيرها لعدة مرات نظرا لحساسية الموضوع وأثره على السياحة في البلاد.
وخلال جلسة المساءلة، أكد الوزير المكلف بالأمن رضا صفر أن إجراءات دخول الإسرائيليين تتم بشكل طبيعي ودون أي مشاكل منذ عدة عقود، مشيرا إلى أن ما أثار جدلا حول الأمر هو رفض أحد مسؤولي ميناء ‘حلق الوادي’ السماح للإسرائيليين بالعبور ومنعهم من قضاء 6 ساعات في تونس وهو ‘أمر مخالف للتعليمات وتصرف ذاتي’.
وأشار إلى أن هذا الحادث تسبب بحملة اعلامية ودبلوماسية بالخارج تتعلّق بـ’التمييز الذي تقوم به الدولة التونسية تجاه بعض الاديان وبصفة خاصة الدين اليهودي’.
وكانت مصادر إعلامية أشارت مؤخرا إلى دخول حوالي 60 سائحا إسرائيليا إلى تونس عبر ميناء ‘حلق الوادي’ في العاصمة بهدف زيارة كنيس ‘الغريبة’ في جزيرة ‘جربة’، وهو ما أثار استياء بعض النواب. ودعا بعضهم لحجب الثقة عن وزير السياحة آمال كربول، فيما حذر بعض السياسيين من استغلال القضية لتحقيق مكاسب سياسية لدى بعض الأطراف.
ونظم بعض العاملين في القطاع السياحي وقفة مساندة لوزيرة السياحة التونسية أمام البرلمان تزامنا مع جلسة مساءلتها من قبل النواب.
وأشاد الأمين العام المساعد للاتحاد الوطني للتاكسي السياحي المنصف الفرشيشي بجهود كربول في خدمة السياحة التونسية، مشيرا إلى أن بعض شركات السياحة البحرية ألغت رحلاتها المبرمجة إلى تونس على خلفية الجدل المثار حول دخول السياح الإسرائيليين للبلاد.
وأشارت مصادر لوكالة الأنباء المحلية ‘وات’ إلى ان شركتين دوليتين مختصتان بالسياحة البحرية ألغتا 16 رحلة مبرمجة إلى تونس بسبب ‘عدم وضوح الرؤية وغياب المعلومات الاكيدة حول السماح للسياح الاسرائيليين بالدخول الى تونس′.
وأشار مراقبون إلى أن هذا الأمر قد يتسبب بخسائر مادية تتجاوز مليون دولار، فضلا عن أثره السلبي على سمعة السياحة كأهم مورد للاقتصاد التونسي.
وتوقع رجل الأعمال التونسي روني الطرابلسي بتأثير الحادث على عدد السياح الوافدين لمعبد ‘الغريبة’ بجزيرة جربة (جنوب شرق) خلال موسم ‘الحج الذي سيبدأ بعد أيام، متوقعا أن ينخفض العدد إلى النصف (حوالي ألفي زائر).
وأضاف في تصريح إذاعي ‘تونس كانت تسمح للإسرائيليين بالدخول منذ العهد البورقيبي وتواصلت هذه العملية حتى في فترة حكومة الترويكا’، مشيرا إلى أن ‘صحافيين من التلفزيون الاسرائيلي دخلوا إلى بلادنا لإنجاز ريبورتاجات حول الثورة التونسية’ (دون أي مشاكل تذكر)’.
وكان وزير الحكومة مهدي جمعة أكد مؤخرا أن نجاح الموسم السياحي في البلاد مرتبط أساسا بنجاح موسم ‘الغريبة’، وأشارت وزارة الدفاع في وقت لاحق إلى أنها أعدت منظومة أمنية وصحية متكاملة لحماية السياح الوافدين على جزيرة ‘جربة’.