القاهرة : سعيد جمال الدين
"المسلة"…. تسببت حالة الإنحسار السياحى وتراجع الإيرادات السياحية خلال الفترة الماضية فى إجبار شركة أيادى للإستثمار والتنمية والتى يرأسها أسامة صالح وزير الإستثمار الأسبق والرئيس الحالى للشركة لخفض القيمة المستهدفة للإغلاق الأول لصندوق السياحة ليصبح 50 مليون جنيه بدلاً من 250 مليون جنيه كما كان مخططاً له.
فقد أكد أسامة صالح أن الظروف التى تمر بها السياحة المصرية كانت وراء هذا القرار فى ظل التراجع الكبير فى حجم الإيرادات السياحية والتى كانت وراء عزوف المستثمرين خلال الفترة الماضية فى ضح إستثمارات جديدة فى هذا القطاع الهام .
قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة أيادى القابضة ،إننا كنا نتطلع حينما أعلنت الحكومة نيتها لتأسيسه أن يكون القيمة المستهدفة للإغلاق الأول أن يصل إلى 250 مليون دولار، وأدت أزمة نقص العملة إلى تراجع الصندوق عن جمع أمواله بالدولار، واتجهت التوقعات حينها إلى استبدال قيمة الإغلاق الأول بما يعادلها بالجنيه المصرى أى بحوالى 2.25 مليار جنيه (وفقاً للسعر الرسمى للدولار)، إلا أن التوقعات لم تتطرق نهائياً إلى أن تصبح قيمة الإغلاق الأول بـ 250 مليون جنيه فقط.
يذكر أن البنك المركزي المصري قد أعلن فى تقرير حول الإيرادات السياحية ، تراجعها خلال الشهور التسعة الأولى من العام المالى 2015/2016 وهى الفترة التراكمية ( يوليو 2015 وحتى مارس 2016 ) بنسبة تصل إلى 40.5% حيث بلغت 3.3 مليار دولار في الـ9 أشهر الأخيرة، أن الإيرادات السياحية ، مقابل 5.5 مليار دولار في الفترة نفسها من العام المالي قبل الماضي، بفارق 2.2 مليار دولار.
وأن الإيرادات السياحية سجلت تراجعاً في الربع الثالث من العام المالي الماضي بنسبة 44%، بنهاية الربع الثاني من العام نفسه مسجلة 550.5 مليون دولار، مقارنة بـ981.1 مليون دولار، بفارق 430.6 مليون دولار.
من ناحية أخرى أوضح حسام هيبة مدير الاستثمار بشركة «الأهلى للتنمية والاستثمار»، التى تتولى إدارة الصندوق، أن شركته تسعى خلال جولاتها الترويجية للإغلاق الأول للمشروع، لجمع مبلغ يزيد عن 250 مليون جنيه، واصفاً المبلغ بالضئيل جداً أمام احتياجات قطاع كبير فى حجم قطاع السياحة، والذى سيحتاج إلى المليارات من الجنيهات لدعمه.
أشار إلى أن شركته التقت مؤخراً مع 7 شركات متعثرة فى قطاع السياحة لدراسة ملفاتها وتحديد امكانية تمويلها من الصندوق، إلا أن احتياجات الشركات السبع تجاوزت مبلغ المليارى جنيه ما يؤكد عدم كفاية المبلغ المستهدف حالياً لتفعيل جدوى تأسيس الصندوق.
أوضح أنه فى المقابل سيصعب مستهدف مالى مرتفع فى ظل التشوهات التى اصابت قطاع السياحة على خلفية الأزمات المتتالية التى واجهها الأعوام الماضية، والتى ستعوق قدرة مديرى الصندوق على جمع أموال للصندوق، ما دفع الجهات المسئولة عن تأسيسه لخفض سقف توقعات الإغلاق الاول إلى 250 مليون جنيه، للتسريع فى تفعيل نشاط الصندوق حتى لا يتعطل عند الوصول لمرحلة جمع الأول.
ومن المتوقع بدء الحملات الترويجية لصندوق دعم السياحة خلال الربع الاخير من العام الحالي، على أن تنتهى إدارة الصندوق من جمع الإغلاق الأول ومن ثم بدء نشاط الصندوق مطلع عام 2017.
وكان الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء قد أشار فى أحدث تقاريره عن حركة السياحة الوافدة لمصر خلال شهر مايو 2016 إلى أن عدد السائحين الوافدين من كافة دول العالم 431.8 ألف سـائح خـلال شهر مايو 2016 مقــابل 894.6 ألف سائح خلال شهر مايو 2015 بنسبة انخفاض قدرها 51.7% ومن أهم الدول التي أثرت في نسبة الانخفاض روسيا الاتحادية بنسبة 61.3 % , تليها المملكة المتحدة بنسبة 12.9 %, ألمانيا بنسبة 10.0 % , ثم إيطاليا بنسبة 4.2 % .، وأن أعـدد الليالـي السيـاحية التى قضاهـا السائحون بلغ 2.5 مليـون ليلة خلال شهـر مايو2016 مقابل 8.6 مليون ليلة خلال نفس الشهــر لعام 2015 بنسبة انخفاض قدرها 71.4٪ ويرجع ذلك لإنخفاض ليالى سائحى أوروبا الشرقية بنسبة 94.9 ٪ وكانت لروسيا الإتحادية النصيب الأكبر في هــــذا الانخفاض بنسبة 99.2%.
وهو ما قابله إنخفاض متوسط مدة إقامة السائح المغادر 6 ليلة خلال شهر مايو 2016 مقابل 9.7 ليلة خلال نفس الشهر لعام 2015.