جهود تونسية لإنجاح الموسم السياحي
تونس " المسلة " … تسعى تونس إلى استغلال النجاح السياسي الذي حققته لتقديم صورة جديدة لسياحتها معتمدة في ذلك على شبكات التواصل الاجتماعي. ومنذ توليها لمنصب وزيرة السياحة أكدت أمال كربول أنها ستقوم باستغلال الهدوء السياسي والتحسن الأمني الذي حققته تونس في الترويج للسياحة وجذب الزوار من مختلف البلدان.
ويشير الخبراء إلى أن السماح لشركات النقل الجوي المنخفضة التكلفة بالعمل في تونس قد يساهم في إحياء السياحة التونسية حسب ما أورده موقع كابيتاليس الأربعاء 16 أبريل. ومن المتوقع وضع الصيغة النهائية لاتفاق للأجواء المفتوحة تجري حاليا مناقشته بين تونس والاتحاد الأوروبي في مايو. والبعض يتوقع أنه سيجعل السفر إلى جوهرة شمال إفريقيا في المتناول.
وفي مقابلات مع وسائل إعلام غربية يوم 26 فبراير قالت كربول "أقول للسياح الغربيين تعالوا إلى تونس أول ديمقراطية في العالم العربي، وعيشوا لحظات تاريخية وادعموا الانتقال الديمقراطي في تونس، وتعالوا أيضا للاستمتاع بجمال شمس تونس وشواطئها وصحرائها". ونشرت الوزارة عدة أشرطة ترويجية للمناطق السياحية على الإنترنت، والتي تدعو إلى زيارة تونس الحرة والديمقراطية.
وقالت كربول إن الحملات الدعائية التقليدية للسياحة التونسية "تُكلف أموالا كثيرة، وأثرها يكون على المدى الطويل، وتونس مواردها المالية محدودة جدا". وأضافت "إذا سار كل شيء على أحسن ما يرام فإن توقعاتنا تشير إلى أننا قد نستقبل 7 مليون سائح في 2014". واعتبر وائل الحمراوي ممثل إحدى وكالات الأسفار أن التسويق للدستور التونسي الجديد وما تبعه من توافق هو أفضل صورة ترويجية للبلاد في الخارج.
وأشار إلى أن هذا الموسم بدأ بتسجيل مؤشرات إيجابية مع ارتفاع طفيف في الحجوزات للأشهر القادمة خاصة من السوق الفرنسية. وارتفعت نسبة السيّاح الوافدين على تونس بنسبة 12% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2014 مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حسب إحصائيات وزارة السياحة.
واستقبلت تونس من 1 يناير إلى 20 مارس 2014 نحو 858.870 سائح. وارتفعت المداخيل السياحية بنسبة 2.4 في المائة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت 476.6 مليون دينار. وتوقع المجلس العالمي للسياحة في تقرير نُشر يوم 24 مارس، توفير 232.500 منصب عمل مباشر في قطاع السياحة في تونس هذه السنة، بزيادة 1.9 في المائة مقارنة مع 2013.
وحسب نفس التقرير، من المنتظر أن يساهم القطاع ككل بمبلغ 5 مليار دولار(3.6 مليار يورو) أي بنسبة 15.2 في المائة من النشاط الاقتصادي التونسي لسنة 2014. لكن العاملين في القطاع غير مقتنعين تماما. فتحي الشريف تاجر للمنتجات التقليدية بالمدينة القديمة بتونس العاصمة، أكد أن المسؤولين عن السياحة في تونس يتحدثون في كل مرة عن تحسن ولكن دون نتائج ملموسة.
وقال "صحيح هناك سياح يأتون إلى بلادنا خاصة عبر الرحلات البحرية ولكننا لا نستقبل منهم إلا القليل، هم يفضلون البقاء داخل السفن أو التجول غير بعيد عن الميناء… فلازلنا نعاني من كساد تجارتنا". نفس الشعور ردده سمير البلوي، سائق حافلة سياحية، قائلا " أعتقد أن القطاع السياحي بدأ يتدارك عجزه في الفترة الأخيرة وأحسسنا بذلك من خلال عملنا، لكن ليس بالقدر الكافي".
وأضاف "يجب العمل على تجاوز الآثار السلبية التي خلفتها بعض الأحداث الأمنية، لأن الأمن هو أكثر شيء يشغل السائح، من أجل كسب ثقته من جديد". ولهذه الغاية، تتجه الحكومة للاعتماد على الشبكات الاجتماعية في الترويج لتونس الجديدة. وبدأت العديد من الصفحات تنشر صورا على الفايسبوك لأجمل المناطق السياحية التونسية. فاخر عياد مشرف على إحدى الصفحات الترويجية للسياحة سأذهب إلى تونس .
يشجع مهنيي قطاع السياحة على ضرورة دعم حضورهم في هذه المواقع للوصول إلى أكبر عدد من الزوار. وقال "من خلال هذه الصفحة نحاول تسليط الضوء على الوجهة السياحية التونسية عبر الصور وأشرطة الفيديو من أجل ترغيب المشاهدين في المجيء إليها".
المصدر : مغاربية