اليوم انطلاق قمة الطيران في أبوظبي بمشاركة 55 دولة
أبوظبى "المسلة"… تنطلق الدورة الثانية من القمة العالمية لصناعة الطيران في أبوظبي اليوم برعاية الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمشاركة 1500 متخصص من 55 دولة، منهم 750 مشاركاً من خارج الدولة، ليناقشوا نحو 50 قضية في قطاع صناعة الطيران والطيران التجاري والخدمات الدفاعية والفضاء.
وتناقش القمة القضايا الملحّة، وتسليط الضوء على أهم التوجهات العالمية في قطاعات صناعة الطيران والطيران التجاري والدفاع والفضاء، حيث تخطت دورة العام الحالي التوقعات في أعداد المشاركين، بزيادة 600 من المسؤولين التنفيذيين وبنمو 62%، بالمقارنة مع القمة الافتتاحية في عام 2012 التي استقطب 925 مشاركاً، الأمر الذي سيضيف ثراءً إلى الجلسات الاستراتيجية المتنوعة التي يتضمنها جدول أعمال القمة.
وقال حميد الشمري الرئيس التنفيذي لقطاع صناعة الطيران والخدمات الهندسية في «مبادلة» لـ الاتحاد : «إن القمة تناقش العديد من التحديات، منها القوى العاملة»، مؤكداً أن الشركة تهدف إلى توفير 10 آلاف وظيفة إضافية للمواطنين بحلول عام 2030 في قطاع صناعة الطيران، لترتفع نسبة التوطين إلى 50%، مقارنة مع 4 آلاف وظيفة حالية، بنسبة توطين حالية تتراوح بين 26 و28%. وتعد القمة، التي تستضيفها شركة مبادلة للتنمية وتنظمها مجموعة «ستريم لاين للتسويق»، منتدى استراتيجياً حصرياً يناقش قضايا متعددة، أبرزها العولمة والتحديات في مجال القوى العاملة وإدارة الملاحة الجوية وقضايا السلامة الجوية والاستدامة المرتبطة بالقطاعات التي ستغطيها القمة.
وأكد الشمري أن القمة تتخصص في مجالات صناعة الطيران والخدمات الدفاعية والأقمار الصناعية، حيث سيجتمع مختصون لمناقشة تحديات ومشاكل الصناعة عالمياً، مشيراً إلى أن القمة تلقي الضوء على التوجهات العالمية التي تشهدها قطاعات صناعة الطيران والطيران التجاري والفضاء والدفاع في الوقت الراهن.
وشدد على أهمية القمة في توفير منصة لمناقشة تحديات ومشاكل الصناعة، مثل تقلص الميزانيات، وتعويض النقص، والتعاون في إيجاد الحلول، وذلك في ظل التغيير الجذري الحاصل في مراكز القوى في صناعة الطيران عالمياً، حيث إنها تتجه إلى الصين والهند وماليزيا وإندونسيسا وكوريا، في حين أن أوروبا والولايات المتحدة تواجهان تحدي تقلص إمكانات الصناعة منذ الأزمة المالية عام 2008، التي تستمر لغاية اليوم.
وأشار إلى أن الهدف من القمة مناقشة التحديات التي تواجه القطاع حالياً، والعمل خلال العامين المقبلين على إيجاد الحلول للإعلان عنها في الدورة المقبلة من القمة، لافتاً إلى أن حصول أي شراكات جديدة أو اتفاقيات ومجالات تعاون جديدة سيتم الإعلان عنه بعد المؤتمر.
وبين أنه تم تشكيل فريق استشاري استراتيجي بالتعاون مع الشركاء بهدف تبني كل شريك قضية معينة في القطاع ومناقشتها خلال القمة، وتشكيل فرق عمل للعمل على إيجاد الحلول لها. ومن التحديات التي ستتم مناقشتها خلال القمة، تحدي العمالة من حيث التأهيل والخبرات، وتوافر العمالة لتغطية حاجة السوق، إضافة إلى تحدي التحول من الإرث القديم في التصنيع إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل تحول مصانع غربية قديمة من استخدام المعادن في تصنيع أجزاء الطائرات إلى استخدام المواد المركبة، فضلاً عن مناقشة مستقبل الطيران. وحول برامج الشركة لاستقطاب الكوادر الوطنية في قطاع الطيران، قال الشمري، إنه تمت دعوة 120 من طلبة الجامعات في اليوم الثالث من القمة من مختلف التخصصات لحضور حلقات أبحاث وتطوير متعلقة بقطاع صناعة الطيران. ولفت إلى وضع استراتيجية في عام 2006 لتغيير مصادر الدخل والحضور بقوة في قطاع الفضاء والطيران والخدمات الدفاعية بأبوظبي، مؤكداً أن المنطقة تعد لاعباً رئيسياً في الوقت الحالي في مجال الطيران، حيث إن 20% من الطلبيات المؤكدة للطيران التجاري مصدرها المنطقة و10% من الإمارات.
وشدد على أن القمة تتواءم مع اهتمامات أبوظبي في تطوير الصناعة، حيث إن الإمارة نجحت في توفير مناخ متميز لتطور وازدهار تلك الصناعات، الأمر الذي يتضح من حجم الشراكات والاستثمارات الحكومية المبذولة في تشييد المنشآت الصناعية الجديدة والطائرات وتقنيات الأقمار الصناعية ومعدات صناعة الطيران.
وكانت «مبادلة للتنمية» أعلنت في معرض دبي للطيران العام الماضي توقيع اتفاقيات جديدة مع كل من شركة «بوينج» الأميركية و«ايرباص» الأوروبية التي ضاعفت من حجم أعمال شركة «ستراتا» ثلاث مرات، ليصل إلى 27,5 مليار درهم «7,5 مليار دولار».
وحول المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة «أمرك»، قال الشمري، إنه يتم حالياً إنشاء المقر الدائم للمركز، وذلك في مجمع العين لصناعة الطيران «نبراس»، على أن ينجز منتصف العام المقبل، مشيراً إلى أنه سيوفر 2500 وظيفة للمواطنين، ما سيرفع من نسبة التوطين لتتراوح بين 60 و70%. وتشمل القمة عقد سلسلة من الجلسات الاستراتيجية المتخصصة تتناول قطاعات محددة، وتضم جلسات مغلقة لصناعة الدفاع ومنتدى أبوظبي للموردين ومؤتمر الاتصالات الأقمار الصناعية العسكرية.
وستشهد القمة إطلاق مبادرة جديدة مصممة لإلهام الجيل المقبل من قادة الصناعة تحت عنوان البرنامج العالمي لسفراء صناعة الطيران، حيث تدعم هذه المبادرة التعليم المهني عن طريق تطوير المناهج الدراسية الناجحة في مجالات العلوم والتكنلوجيا والهندسة والرياضيات، كما تهدف إلى تحفيز الطلاب وتزويد أولياء الأمور بالمعلومات اللازمة لتوجيه أبنائهم خلال خياراتهم التعليمية المستقبلية.
ويستعرض أكثر من 110 متحدثين من الشركات القائمة في الأسواق المتقدمة والناشئة جانباً من خبراتهم مع الوفود المشاركة في القمة حول أنسب الآليات لدعم عمليات التصنيع، وتطوير معايير سلسلة التوريد، وسبل خلق فرص عمل مضافة القيمة للأفراد ذوي المهارات العالية. قال حبيب فقيه، رئيس شركة «إيرباص» بمنطقة الشرق الأوسط، إن الشركة تلتزم بدعم هذه الفعالية الحيوية من منطلق إدراكها أهمية الدور الذي يمكن أن تؤديه في المنطقة، حيث استطاعت القمة في دورتها الثانية أن تتطور بصورة ملحوظة لتوفر منصة حيوية تتيح لقادة الصناعة الرئيسيين فرصة الالتقاء وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا الأساسية.
وأضاف أن القضايا التي تتضمنها القمة نقص الكفاءات المؤهلة، والحاجة المتزايدة للاستثمار في النظام البيئي للتعليم، والضرورة الملحة لتحديث إدارة الملاحة الجوية في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار معدل النمو السنوي في أعداد المسافرين والبالغ 6,4%، فضلاً عن التوسعات الإقليمية الكبيرة التي تشهدها صناعة الطيران.
من جانبه، قال كريس بوردمان المدير التنفيذي للطيران العسكري والمعلومات في شركة «بي أيه إي سيستمز»، إن الشراكات والاستثمارات الاستراتيجية والجهود المتواصلة لتخطي الحواجز التقنية تعد من الأمور الحيوية لتطوير صناعات الدفاع والطيران، ومن هذا المنطلق توفّر القمة العالمية لصناعة الطيران منبراً مثالياً لإجراء مناقشات مستفيضة حول هذه القضايا.
وقال، إن جدول أعمال القمة يشمل موضوعات عدة، من شأنها إثراء النقاش حول القضايا الرئيسية المرتبطة بقطاعنا، وطرح وجهات نظر قيّمة وبنّاءة لتعزيز قدرات وإمكانات صناعة الطيران على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقال سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن القمة العالمية لصناعة الطيران تعد منتدىً فكرياً بارزاً يتناول أهم القضايا المتعلقة بقطاعات صناعة الطيران والطيران التجاري والفضاء والدفاع، حيث استطاعت القمة أن تصبح منصة عالمية لبحث سبل التعاون المشترك وبناء التحالفات الاستراتيجية في هذه القطاعات، كما أنها تسلّط الضوء على أهم القضايا الراهنة التي من شأنها المساهمة في صياغة مستقبل الصناعات العالمية، فضلاً عن اتخاذ خطوات فعلية لمواجهة التحديات المقبلة والتأقلم مع تقلبات السوق.
بدوره، قال جيمس هوجن رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران، إن القمة العالمية لصناعة الطيران تمثل فرصة مثالية لمشاركة الأفكار والخبرات، والتشاور مع قادة الصناعة من مختلف القطاعات، حيث تحتل أبوظبي مكانة راسخة تؤهلها لاستضافة هذه القمة البارزة التي ستطرح وجهات نظر فريدة خلال جلساتها المتنوعة.
وأضاف: «بعد مرور عشرة أعوام فقط على إطلاق الناقل الوطني للإمارات، استطاعت أبوظبي اليوم أن تصبح مركزاً حيوياً للعديد من القطاعات المرتبطة بالطيران التجاري وصناعة الطيران، وذلك بفضل الرؤية والالتزام الذي تبديه الحكومة تجاه هذه القطاعات، إلى جانب المخططات الاستراتيجية التي تقودها شركات مثل الاتحاد للطيران».
وقال توني دوغلاس، الرئيس التنفيذي لمطارات أبوظبي: «إن قمة صناعة الطيران في أبوظبي تعتبر من الركائز الأساسية التي تدعم أهداف رؤية أبوظبي الاقتصادية لعام 2030، وتتمتع أبوظبي بجميع مقومات صناعة الطيران بدء من مشغلي الطائرات وحتى صيانة وإصلاح وتجديد الخدمات، مما يجعلها منصة مثالية لاجتماع صناع القرار والقادة في هذه الصناعة من الأسواق المتقدمة والناشئة لتبادل الأفكار والتعاون معاً، ونحن متحمسون لنرى نتائج هذه القمة ومعالجة القضايا التي تواجه صناعات الطيران والدفاع والفضاء».