إلهامى الزيات: استمرار اعتصامات «الإخوان» يعنى توقف السياحة خلال الفترة المقبلة نهائياً
القاهرة "ادارة التحرير" …. قال إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إنه لو كان الرئيس المعزول محمد مرسى، أكمل مدته الرئاسية لانتهت صناعة السياحة فى مصر نهائياً، مشيراً إلى أن خسائر القطاع السياحى وصلت إلى 30 مليار جنيه خلال العامين الماضيين وأنها أدت إلى تسريح نحو ثلث العمالة المباشرة بالقطاع.
وأوضح «الزيات» فى حواره لـ«الوطن» أن قناتى «الجزيرة» و«سى إن إن» لعبتا دوراً سلبياً خلال الشهر الماضى فى «تخويف السياح» من زيارة مصر، وأن استمرار اعتصام أنصار الرئيس المخلوع بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر، يعنى توقف الحركة السياحية الوافدة إلى مصر نهائياً خلال الفترة المقبلة، وإلى الحوار:
■ ما تقييمك لاستمرار اعتصام أنصار الرئيس المخلوع بميدانى رابعة العدوية ونهضة مصر؟
– استمرار الاعتصام يعنى توقف الحركة السياحية الوافدة إلى مصر نهائياً خلال الفترة المقبلة، خصوصاً بمدن القاهرة والأقصر وأسوان، التى ترتبط ببرنامج واحد، وهو ما يجعل المستقبل مظلماً خصوصاً أن الاعتصام غير سلمى بدليل وقوع قتلى وجرحى، ووجود أسلحة به وهو ما يسىء إلى صورة مصر خارجياً ويخيف السياح من القدوم إلى البلاد. ولا بد من فض هذه الاعتصامات بأقصى سرعة إذا ما أرادت الدولة إنعاش الاقتصاد والبدء فى مرحلة الإنتاج الفعلى، وحتى تلحق السياحة بركب تعاقدات الموسم الشتوى المقبل بعد أن خسرت الموسم الصيف الحالى نتيجة الأوضاع الراهنة.
■ هل لعبت وسائل الإعلام دوراً سلبيا فى التأثير على صورة مصر بالخارج؟
– بالفعل لعبت قناتا «الجزيرة» و«سى إن إن» دوراً سلبياً خلال الشهر الماضى فى تخويف السياح من زيارة مصر عن طريق نشر أخبار غير صحيحة عن طبيعة الأوضاع، وزيّفتا الإرادة الشعبية التى خرج بها الشعب يوم 30 يونيو، ونزل نحو 30 مليون فى كل شوارع مصر فى ثورة شعبية شهد لها العالم، كما عمدت القناتان إلى تحريف الأخبار وتصوير الوضع الداخلى على أن الدولة باتت على شفا حرب أهلية، وهو ما ترك آثاراً سلبية بالنسبة للدول المصدّرة للسياح.
■ ما تقييمك لوضع السياحة بعد ثورة 25 يناير 2011، ثم فى عهد «مرسى»؟
– مرت السياحة بمنحدرات خطيرة بعد ثورة 2011 وكانت على وشك التعافى، لولا أحداث شارع محمد محمود التى أعادت القطاع إلى المربع «واحد». أما فى عهد «مرسى» فقد شهدت مصر تراجعاً سياحياً كبيراً فى الدخل السياحى، حيث تراجع متوسط إنفاق السائح اليومى إلى 65 دولاراً، مقارنة بـ135 دولاراً عام 1992، نتيجة السلبية المفرطة تجاه مشكلات القطاع السياحى وعدم وجود إرادة سياسية لدعمه وفشل المعزول وحكومته فى إعادة الأمن بالمناطق السياحية، وهو ما أوجد عزوفاً لدى السياح عن زيارة مصر.
– وأؤكد أنه لو أكمل «مرسى» فترة رئاسته لانتهت صناعة السياحة فى مصر بصورة نهائية، لأنها كانت ستندثر رويداً رويداً نتيجة إهمالها من قبل الدولة كونها ليست ضمن أولويات مؤسسة الرئاسة، وقد بلغت خسائر القطاع السياحى خلال العامين الماضيين أكثر من 30 مليار جنيه، كما تم تسريح نحو ثلث العمالة المباشرة الموجودة بالقطاع.
■ لماذا أعلنتم قبول دعوة الفريق أول «السيسى» للتظاهر فى الميادين يوم 3 يوليو الماضى، رغم أن الاتحاد لا يلعب دوراً سياسياً؟
– لأننا شعرنا أن الدعوة فى الأساس موجهة إلينا كقطاع سياحى تضرر كثيراً بسبب أحداث العنف والإرهاب، وتعاملنا مع الدعوة كأفراد من الشعب تحتاجهم الدولة، نظراً لوجود مخاطر تهدد أمنها وسلامة أراضيها ووجدنا تجاوباً غير مسبوق من العاملين بالسياحة بكل المدن السياحية حتى البعيدة عن بؤرة الأحداث مثل شرم الشيخ والغردقة، لأن الجميع شعر بالخطر من التهديدات التى تحيط بمصر، وأكدنا للعالم وقوف العاملين بالسياحة صفاً واحداً ضد الإرهاب.
■ ما أكبر المشكلات التى تواجه القطاع السياحى حالياً؟
– أولاً مشكلات الأمن وعودة الاستقرار السياسى والأمنى إلى الشارع وتوقف البنوك عن تمويل المشروعات السياحية أو إقراض القائمة منها وهناك العشرات من الفنادق ستغلق أبوابها خلال الشهر الجارى لعدم وجود سياح، وبسبب ضعف نسب الإشغال لأدنى مستوياتها، ولا بد من معالجة مشكلة السيولة والائتمان مع البنوك بضخ أموال للفنادق حتى تستطيع أن تواجه المصروفات الموجودة حالياً، وقد طالبنا بتأجيل سداد الديون وضخ سيولة فى المنشآت السياحية مع تخفيض الفوائد على القروض منذ يناير 2011 إلى حدها الأدنى ووقف عمليات التهميش التى تنتهجها البنوك بإيقاف التعامل مع المنشآت التى تعثّرت فى سداد القروض دون مبرر، طالما أن الأصول تغطى القروض.
وأؤكد أن عدم حل المشكلات الحالية بسرعة سيؤدى إلى فقدان 600 ألف عامل بالسياحة على الأقل، أعمالهم خلال الفترة المقبلة إضافة إلى 600 ألف فقدوا أعمالهم بالفعل منذ ثورة يناير 2011، وهو ما يعنى فى حال عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية عدم وجود منشآت قادرة على استقبال السياح. وأوضحنا للبنوك أن المنشآت السياحية لا تعمل بانتظام وتعانى كثيراً منذ 3 سنوات كاملة، وهو ما لا يمكّنها من سداد القروض ويؤدى إلى تعثّرها فى سداد رواتب العاملين.
■ بعد انفجار الفندق السياحى بالعريش ألا يقلقك توجيه الإرهابيين ضربات للأماكن السياحية فى مصر؟
– على الرغم من أن هذا الفندق لا يقع فى مدينة سياحية إلا أننى أشعر بالقلق تجاه هذه الأحداث، وأرى أن حدوث ذلك بمدينة سياحية سيكون تأثيره كارثياً وسيؤدى إلى حذف مصر من أجندة السياحة العالمية لمدة لن تقل عن 5 سنوات، فضلاً عن تسريح الملايين من العاملين، ولا أرجو حدوث مثل هذا التصوّر، ولا بد أن تتخذ قوات الأمن إجراءات مشدّدة لحماية المناطق السياحية.
■ ما الخطة التى وضعتموها بعد 30 يونيو لعودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية؟
– هناك خطط طويلة وقصيرة المدى لعودة السياح إلى معدلات ما قبل ثورة يناير 2011 تعتمد فى المقام الأول على عودة الأمن وفض الاعتصامات، ثم تبدأ خطة تنشيطية للمقصد المصرى فى مختلف دول العالم لا تعتمد على الأفكار التقليدية فى الترويج، كما سيتم توطيد العلاقات مع شركاء المهنة ووكلاء السياحة لتقديم العديد من الحوافز من أجل جذب أكبر عدد من السياح.