زعزوع متفائل بالتعافي والنجاح
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … لا يمكن إنكار الجهود الخارقة التي يقوم بها هشام زعزوع وزير السياحة بحماس جارف من أجل أن تستعيد السياحة -صناعة الامل- عافيتها.. من المؤكد أنه لابد أن يعاني من الانهاك نتيجة الجولات التي يقوم بها واللقاءات والاتصالات التي يجريها لمداواة الصدمات وحالات التربص بهذه الصناعة. يحدث ذلك بعد ان اصبحت محور تآمر الحاقدين والكارهين لمصر باعتبارها ركيزة اساسية للاقتصاد القومي.
في هذا الاطار ولهذا السبب فإنها ومنذ حلت لعنة جماعة الإرهاب الاخواني علي مصر ظلت هدفا للممارسات الارهابية سواء بالتصريحات السلبية او بالاعمال التخريبية. في هذا الاطار وبعد ان نجحت جهود التنسيق والتعاون التي جمعت بين وزير السياحة ووزير الخارجية في إلغاء التحذيرات الموجهة من حكومات 25 دولة لسياحها بشأن رحلاتهم إلي المقاصد السياحية المصرية.. دهمتنا العملية الإرهابية في فبراير الماضي التي استهدفت سياحا كوريين عند منفذ طابا جنوب سيناء. لسوء الحظ ان يقع هذا الحادث بعد أسابيع من رفع تحذيرات الدول الـ25 وقبل ايام قليلة من بدء فعاليات بورصة برلين السياحية أكبر حدث سياحي عالمي.
بعد ذلك استعرض وزير السياحة هشام زعزوع ما يتم بذله من جهود لمعالجة حالة الانحسار التي تعاني منها السياحة علي مدي السنوات الثلاث الماضية منذ قيام ثورة 25 يناير. اشار إلي ان العنف والانفلات الامني وعدم الاستقرار كانت كلها عوامل معاكسة لمواصلة عملية النهوض السياحي. استشهد علي ذلك بالانخفاض الكبير في عدد الوافدين وفي حجم الدخل المحقق من الانشطة السياحية. قال ان حادثة طابا كانت الاكثر تأثيرا حيث تراجعت الحركة السياحية بصورة جادة وبالتالي ايراداتها بنسبة كبيرة. حدث هذا في الوقت الذي كانت تؤكد ارقام الحجوزات معدلات قياسية قاربت من سنة 2010 التي تعد سنة الذروة للسياحة المصرية.
وقد اكدت اللقاءات والاتصالات التي قام بها الوزير في بورصة برلين مع كبار منظمي الرحلات هذه الحقيقة. ساهم في تفاقم المشكلة عودة بعض الدول الي إصدار تحذيراتها لسياحها وان كانت هذه المرة اقتصرت علي بعض مقاصد جنوب سيناء. جاءت البداية من المانيا وتبعتها بعد ذلك 14 دولة اخري من دول الاتحاد الاوروبي.
رغم التأثيرات السلبية لهذه الضربات الموجعة ضد السياحة إلا ان الوزير المتحمس لم ييأس وظل متمسكا بالتفاؤل بما هو قادم وفقا لما عكسته تجاربنا المريرة. ان من أسباب هذا التفاؤل زيارته لموسكو لحضور معرضها السياحي حيث اكد منظمو الرحلات تواصل تدفق السياح الروس إلي مصر بمعدلات عالية. ويري وزير السياحة ان الانتهاء من استحقاق الانتخابات الرئاسية سوف يكون له تأثير كبير علي إعادة الاستقرار للشارع المصري وهو ما يمثل عاملا ايجابيا في تنشيط حركة السياحة. أكد علي استمرار المشاركات المصرية في الفاعليات السياحية الدولية والتعاون مع منظمي الرحلات وشركات الطيران العارض من اجل استمرارهم في تنظيم برامجهم إلي مصر.
في إطار خطة الارتفاع بمستوي خطة التسويق والترويج لمصر تحدث الوزير عن التدقيق في اختيار مديري المكاتب السياحية في الخارج وان ذلك سوف يشمل ايضا العاملين في هيئة التنشيط السياحي. اعلن ان بقاء أي مدير بمكتب سياحي في الخارج مرهون بما يحققه في زيادة الحركة السياحية. قال انه سيجري أيضا اتخاذ الاجراءات في توزيع مسئوليات بعض المكاتب السياحية بما يسمح لعملية ضم لبعض المكاتب وفعًّل غير المجدي منها إلي مناطق اخري اكثر اهمية لجلب المزيد من السياح. من ناحية اخري حرص زعزوع علي ان يؤكد انفتاحه وتجاوبه مع ما يواجه العاملين في قطاع السياحة من مشاكل. اوضح ان اللقاء الذي تم تنظيمه مع المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء تم في هذا الاطار حيث تم ايجاد حلول للكثير من هذه المشاكل. قال انه حريص علي ان تكون كل قراراته متفقة وصحيح القوانين التي تحكم كل الانشطة السياحية وأنه لا ناقة له ولا جمل في عدم الالتزام بهذا الامر.
ولأهمية ما تقوم به السياحة في تنظيم رحلات الحج قال الوزير انه قد جري اجتماع مع وزير الداخلية ووزير الاوقاف تم فيه الاتفاق علي عدد من الخطوات التي تعظم دور شركات السياحة وقد شمل الاتفاق تخصيص ألف تأشيرة للحجاج من محدودي الدخل وسوف تتولي لجنة مصغرة يرأسها وزير الاوقاف وضع الاتفاق التنفيذي في صورته النهائية وتأسيسا علي الاهتمام بالسياحة العربية فان هناك برنامج عمل زاخرا لجذب السياحة العربية وإعداد برامج سياحية تشمل الطيران والاقامة بأسعار جاذبة، غير مسبوقة إلي جانب إقامة حفلات للترفيه عنهم .
في نفس الوقت فان التحرك في المرحلة القادمة يشمل ايضا الاسواق الواعدة في اسيا مثل الهند والذي سيتم دعمه بتسيير خطوط جوية لمصر للطيران إلي العاصمة الهندية دلهي وأن هذه الخطة تشمل الإعداد لاستقبال مصر لمليون سائح هندي.