البيضاء.. منتجع سياحي معطل
البترا " المسلة " … من جوار البترا التاريخية وجزء من جماليات المدينة الوردية ،التي اشتهرت كأعجوبة وموقع سياحي في شتى أنحاء العالم.. وللبيضاء حكاياتها التي ارتبطت بالتاريخ والجمال. وهي إحد المواقع التي شهدت استيطانا في العصور الحجرية بحسب مصادر التاريخ، وتحتوي ايضا على «البترا الصغيرة»، النسخة المصغرة من البترا الأم بسيقها وآثارها، إلى جانب أنها تحتوي على واحدة من أقدم معاصر العالم، والبرك القديمة والآبار.
..البيضاء ؛ متنفس يقصده الاهالي وزوار المدينة من شتى أنحاء العالم للتنزه والاستجمام، غير أن ما تعانيه البيضاء اليوم وفقا لمهتمين بالشأن السياحي، هو أنه لا يوجد رؤية لاستغلالها ما جعلها منتجعا بلا استثمار أو استغلال، وأن صفات استخدام الأراضي فيها معطلة. وكشف فريق عالمي متخصص بحسب الناشط السياحي نيازي الشبعان، عن أن منطقة البيضاء تعد أكثر مناطق العالم من حيث توفر الطاقة التي تصلح لإقامة برنامج سياحة التأمل، وهي سياحة جديدة قام باستحداثها مؤخرا في المملكة.
وإلى جانب ذلك، فقد كشفت نتائج المسوحات الجيوفيزائية التي قامت بها سلطة المصادر الطبيعية بطلب من إقليم البترا التنموي السياحي عن وجود الماء في منطقة البيضاء على أعماق تتراوح بين (150-200 متر). ويقول الناشط السياحي فواز الحسنات، ان البيضاء هي اغنى مناطق البترا بالمقومات وأماكن الجذب السياحي، بحيث لو استغلت فانها ستشكل واحدة من أهم المناطق التي يقصدها الزوار في المنطقة، وتضاهي مدن السياحة الكبرى في الدول المجاورة. واوضح الحسنات، ان منطقة البيضاء تصلح لأنواع متعددة وجاذبة من السياحات، وهي من الأمور التي يمكن ان تطيل فترة إقامة السائح وتحيي الحياة الليلية في المدينة، إلى جانب أن البيضاء حال استغلالها ستشكل منتجا سياحيا متكاملا ومستقلا يجذب السياحة العالمية والمحلية.
واشار الحسنات، ان البترا ما زالت حتى الآن لا تجذب سياحة بمعنى الكلمة، وان المنطقة إذا ارادت أن تكون حاضنة حقيقية للسياحة وجاذبة لها يجب أن تستغل منطقة البيضاء، التي يمكن ان تقام بها كافة أنواع الاستثمارات السياحية، معتبرا أن من أسباب تأخر استغلال البيضاء، هو عدم وجود رؤية سياحية حقيقية لمناطق السياحة في البترا ونتيجة تعطيل صفات استخدام الأراضي فيها، حيث تتقسم أراضي البيضاء إلى ثلاثة أقسام هي: أراضي محمية وأراضي دولة إضافة إلى أراضي المواطنين.
ويتفق معه الناشط السياحي نيازي الشبعان الذي يعتبر ان منطقة البيضاء تصلح لأنواع شتى من السياحات التي يمكن أن تطيل إقامة السائح، وتعرف بالمنتج السياحي والتراثي المحلي وتثري تجربة الزوار، مبينا أن عدم استغلال البيضاء التي يمكن أن تشكل مدينة سياحية بحد ذاتها، من الاسباب التي جعلت البترا تعتمد على نمط سياحي تقليدي، ما جعلها تعتمد على السياحة الموسمية وقصر فترة إقامة السائح التي لا تتعدى ساعات في بعض الأحيان.
واشار الشبعان، أن استغلال البيضاء ورفدها بانواع السياحات والمشروعات الاستثمارية، أمر من شأنه تعزيز الفائدة المتأتية من السياحة وتوفير فرص العمل وزيادة عوائد السياحة والتنمية على أبناء المجتمع، داعيا إلى ضرورة الاعلان عن صفات استخدام الأراضي، ووضع رؤية جادة لاستغلال البيضاء التي تعتبر إحدى كنوز البترا والمملكة الدفينة.
ومن جانبه، أكد رئيس مجلس مفوضي إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور محمد عباس النوافلة، ان هناك توجها لفتح المجال لإقامة مخيمات سياحية بيئية في منطقة البيضاء، منوها أنه من المتوقع الإعلان قريبا عن صفات استخدام الأراضي في البيضاء وطرح فرص الاستثمار المتاحة فيها. وكانت سلطة إقليم البترا السياحي قد فرغت العام الماضي من تحديد المنطقة العازلة بين أراضي المحمية الأثرية في البيضاء وبقية الأراضي، حيث جاء هذا التحديد كمتطلب أساسي لشروط اليونسكو كون البترا تعتبر مدينة تراث عالمي.
وتلا عملية تحديد المنطقة العازلة، وضع عدة سيناريوهات من قبل شركة استشارية حول استخدامات الأراضي التي تعود ملكية غالبيتها للمواطنين، بما يضمن حماية الموقع الأثري واستدامة المقومات الطبيعية في المنطقة بحسب تصريح سابق لنائب رئيس إقليم البترا، غير أن هذه السيناريوهات لم تعلن بعد.
المصدر : الرأى