اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

فنادق ماليزيا تستهدف سوق السياحة الإسلامية

فنادق ماليزيا تستهدف سوق السياحة الإسلامية

 

كوالالمبور "المسلة"… هذا العام زار رجل الأعمال الهندي عبدالجميل ماليزيا للمرة الأولى، وما دفعه للزيارة هو فكرة قضاء إجازة تعرض مناظر ثقافية وخدمات مفصلة لتناسب المسلمين.

ويقول لـ اليوم السعودية : «كل شيء سهل للمسلم الذي يقضي إجازته هنا، ومن السهل أن تحصل على اللحم الحلال». كان عبدالجميل، 62 عامًا، جالسًا في منتزه في كوالا لامبور مع زوجته واثنين من أطفاله، وقال: «سيكون أمرًا طيبًا بالتأكيد لو كان هناك المزيد من الفنادق التي توجد فيها مرافق وتسهيلات إسلامية. هذا سيجعلني أعود مرة أخرى».

منذ العام 2000 تضاعف عدد الزائرين المسلمين إلى ماليزيا أكثر من 3 مرات ليصل إلى 5.5 مليون زائر، متفوقًا بذلك على الزيادة في العدد الإجمالي للسياح، الذي ارتفع إلى الضعف، حسب البيانات الحكومية، كما أن صندوق الحج الماليزي أنشأ في السنة الماضية فندقًا وفق الأحكام الشرعية في ولاية تيرينجانو في شمال شرق البلاد. بحلول العام 2020 ستتوسع سوق السياحة الإسلامية العالمية بنسبة 52 بالمائة لتصل إلى 192 مليار دولار، وفقًا لتقرير نشر في عام 2012 من قبل شركة الأبحاث دينار ستاندارد (في نيويورك) وكريسينت ريتنج (في سنغافورة).

إن إمكانية اجتذاب المزيد من هذا النوع من السياح هو وراء مسعى الحكومة لوضع قواعد للاستفادة من سوق السياحة الإسلامية العالمية التي تقدر قيمتها بحدود 126 مليار دولار. وفي مقابلة في 24 فبراير في بوتراجايا، العاصمة الإدارية، قال المدير العام ذو الكفل محمد: إنه بموجب مقترحات يضع مسودتها في الوقت الحاضر مركز السياحة الإسلامية، سيتم تشجيع الفنادق على عدم تقديم المشروبات الكحولية، وإعداد الطعام بما يتناسب مع الأحكام الشرعية (مثل طريقة الذبح وعدم تقديم لحم الخنزير)، إلى جانب إلزام النساء والرجال باستخدام برك السباحة في أوقات مختلفة.

سوق كبيرة

وفي مقابلة في سنغافورة في 19 فبراير، قال فضل بهار دين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كريسينت ريتنج، وهي شركة لأبحاث السياحة الإسلامية: «نحن نشهد اهتمامًا متزايدًا من عدة بلدان، خصوصًا في آسيا، تريد أن تصبح أقرب إلى التعاملات الإسلامية. هذه سوق كبيرة تشهد نموًا سريعًا، ويمكن حتى مقارنتها السوق الصينية».

شركات السياحة في ماليزيا، ثالث أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، نشطة منذ فترة في الاستفادة من موارد التمويل التي تنسجم مع الأحكام الشرعية. في عام 2012 جمعت خطوط الطيران الماليزية مليار رينجيت (306 ملايين دولار) من خلال بيع الصكوك التي لا يوجد لها تاريخ استحقاق محدد. وخلال الفترة السابقة من العام الحالي ارتفعت إصدارات الصكوك المقومة بالرينجيت الماليزي بنسبة 62 بالمائة لتصل إلى 9.5 مليار رينجيت (أي أقل قليلًا من 3 مليارات دولارات)، وفقًا لبيانات من تجميع بلومبيرج.

يشار إلى أن حوالي 71 بالمائة من الأسهم التي يجري تداولها في بورصة ماليزيا تعتبر أنها من شركات ملتزمة بالأحكام الشرعية.

أنشأت الحكومة مركز السياحة الإسلامي بهدف مساعدة وزارة السياحة، وهو يعمل على وضع القواعد الإرشادية الجديدة مع شركات تشغيل الفنادق والأدلاء السياحين ووكالات السياحة والسفر، كما قال ذو الكفل، وقال: إن من المقرر أن ينتهي وضع المسودة هذا العام، ولن تكون ملزِمة، على اعتبار أن الهدف منها هو أن تكون دليلًا للفنادق التي تريد أن تصبح أقرب إلى التعاملات الإسلامية.

وجهات سفر بديلة

تشير تقديرات الحكومة إلى أن عدد السياح المسلمين في ماليزيا سيزداد إلى 6 ملايين في 2014 و 6.5 مليون في 2015، كما قال ذو الكفل. وقال: إن المسلمين أخذوا يبحثون عن وجهات بديلة للسفر منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي أشعلت فتيل الخوف من الإسلام.

وأضاف: «لو أن أصحاب الفنادق ووكلاء السفر في ماليزيا وحدوا جهودهم التسويقية وأعادوا تكييف مرافقهم الداخلية، فسيحصلون على المنافع الاقتصادية التي يبحثون عنها».

في السنة الماضية زار ماليزيا 5.5 مليون سائح مسلم، مقارنة مع 1.5 مليون سائح في العام 2000، وفقًا لبيانات من مركز السياحة الإسلامية. وفي عام 2013 ارتفع عدد السياح الداخلين إلى 25.7 مليون شخص، مقارنة بالعدد 10.2 مليون سائح في 2000، حسب البيانات الحكومية.

وكان الإندونيسيون هم من بين أكثر السياح المسلمين إلى ماليزيا خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2013، حيث شكلوا 40 بالمائة من عدد السياح، وفقًا لبيانات من مركز السياحة الإسلامية.

لكن ليس من المهم بالنسبة إلى جميع المسلمين الإقامة في فندق إسلامي حصريًا.

قال ديزي أرديانتي، وهو إندونيسي يبلغ 22 عامًا كان يقيم في فندق سفيان في تيبيت في جاكارتا، وهو فندق إسلامي: «من المهم بالنسبة لي أن يتوفر لدي خيار الطعام الحلال، لكن هذا لا يعني أني لن أقيم في فندق يقدم الطعام غير الحلال. طالما أنك لا تختار الأكل المحرم شرعًا فلا يهم نوع الفندق».

في عام 2011 وصل إنفاق السياح المسلمين على مستوى العالم 126 مليار دولار، حيث شكل المسافرون من بلدان الخليج العربي 37 بالمائة من الإجمالي، وفقًا لتقرير دينار ستاندارد. وسينمو الإنفاق بحوالي 4.8 بالمائة سنويًا في المتوسط من 2012 وحتى 2020، أي أكثر من 3.8 بالمائة من إجمالي إنفاق جميع السياح، وسيشكلون 13.4 بالمائة من الإجمالي، وفقًا للتقرير.

المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي

تسعى البلدان غير الإسلامية كذلك إلى اجتذاب السياح المسلمين. نشرت نيوزيلندا واليابان أدلة سياحية تبين فيها المطاعم التي تقدم الطعام الحلال، وفي عام 2012 حصل مستشفى جلوبال هيلث سيتي في تشيناي في الهند على شهادة تقديم الطعام الحلال، من أجل الاستفادة من سوق السياحة الطبية بين المسلمين. كما أن فندق جراند تشانسيلور على الشاطئ الذهبي في أستراليا لديه صالة طعام خاصة بشهر رمضان للمسلمين الذين يقومون بالسياحة أثناء الشهر الفضيل، حيث ينضم إلى عدد من الفنادق من دبي إلى تركيا تعرض مرافق وخدمات إسلامية، وغرف للصلاة، والطعام الحلال.

في عام 2012 شكل السفر والسياحة 15.6 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لماليزيا، وسوف ترتفع هذه النسبة إلى 16.8 بالمائة بحلول عام 2023، وفقًا لتقرير من المجلس العالمي للسفر والسياحة في لندن.

ترجو السلطات الماليزية أن أشخاصًا مثل رجل الأعمال اللبناني بسام الغراوي، 60 سنة، سيساهمون في هذه الزيادة المتوقعة.
ويقول: «في الفنادق الإسلامية في تركيا، تستطيع أن تحصل على غرفة لديها بركة سباحة خاصة بها، وهذا يعني أن زوجتي وبناتي يستطعن السباحة حسب رغبتهن، حين لا نكون محاطين بنساء يرتدين البيكيني»، ويضيف بسام، الذي يمتلك مصنعًا للشوكولاته: «حين أكون في فندق يلتزم بالأحكام الشرعية، أكون في المكان الصحيح وأشعر براحة البال».
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled