ولاية بومرداس تستعيد حيوتها و تسعى للتوسع فى المجال السياحى
بومرداس "المسلة"…تتطلع ولاية بومرداس التي استقبلت امس الأربعاء الوزير الأول عبد المالك سلال إلى مستقبل واعد بعد أن استعادت حيويتها بعد تعرضها سنة 2003 الى زلزال مدمر تسبب في شل كل مظاهر الحياة بها وفي عرقلة حركة التنمية بهذه المنطقة.
ويعد الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس في 21 ماي 2003 وشل مظاهر الحياة في ربوع هذه الولاية أكبر مأساة عاشتها الولاية في تاريخها بالنظر إلى الخسائر الجسيمة التي لحقت بها في مقدمتها عدد الضحايا الذي قدر ب1.391 قتيلا و 3.444 جريحا علاوة عن تضرر نحو 100.000 سكن و غيرها من الخسائر التي لحقت بمختلف المرافق العمومية الحيوية.
و قد تم رفع التحدي لإعادة بناء المنطقة و تضميد الجراح بفضل إرادة الدولة و روح التضامن الوطني القوية حيث قامت مصالح الدولة إثر ذلك بتجنيد كل طاقاتها البشرية و المادية لمجابهة مخلفات هذه الكارثة. و رصدت لهذا الغرض غلافا ماليا فاقت قيمته 78 مليار دج.
إضافة إلى ذلك تم إنجاز برنامج سكني استعجالي ضخم يضم 8.000 سكن لإعادة إسكان المنكوبين. كما تكفلت الدولة بترميم قرابة 86.000 سكن و تمويل عمليات رد الاعتبار لمختلف المصالح و المنشآت العمومية.
مؤهلات سياحية و فلاحية و طموحات كبيرة
تم التوجه في مراحل مختلفة نحو فتح آفاق جديدة بهذه الولاية التي يفوق عدد سكانها 800.000 نسمة ترتكز على تثمين المؤهلات السياحية و الفلاحية التي تزخر بها المنطقة.ففي الجانب السياحي تم إنجاز إلى حد اليوم أزيد من 20 فندقا و9 مخيمات عائلية و 9 مراكز صيفية ومخيمات الشباب.
كما يجري حاليا إنجاز 15 مؤسسة فندقية أخرى و تهيئة 11 منطقة للتوسع السياحي مع توقع استحداث ثماني مناطق سياحية في آفاق 2025. وفي ما يتعلق بالجانب الفلاحي توجت الجهود المبذولة لتطوير القطاع برد الاعتبار لعدد كبير من الشعب الفلاحية مكنت الولاية من الارتقاء إلى المرتبة الأولى وطنيا في مجال إنتاج العنب والثالثة من حيث منتجات الخضروات.
و تتوفر الولاية على طاقة تخزين تناهز 200.000 م3 من مادة البطاطس و طاقات تخزين هامة للمحاصيل الزراعية الأخرى ذات الاستهلاك الواسع من بينها مشروع إنجاز مركبين أحدهما موجه لجمع و تخزين الحبوب و الثاني لتخزين منتجات فلاحية متنوعة.
كما تتوفر ولاية بومرداس على ثلاثة موانئ للصيد البحري مشهورة وطنيا تتواجد في كل من دلس و زموري و رأس جانيت ينشط بها ما يربو عن 3.000 صياد. وتسعى هذه الولاية اليوم من أجل إنشاء منطقة نشاطات خاصة بحرف الصيد البحري بمنطقة زموري تتربع على مساحة 20 هكتارا.
يذكر أن نشاط الصيد البحري يمكن أصحاب قوارب الصيد المقدر عددها بنحو 400 قارب من اصطياد ما بين 12.000 إلى 15.000 طن من أنواع السمك في السنة لاسيما منها السردين بحسب واج.
وقد رقيت بومرداس التي كان يطلق عليها اسم "روشي نوار" سابقا و التي احتضنت بعد الاستقلال مقر الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إلى مصاف الولايات على إثر التقسيم الإداري لسنة 1984.
كما تتوفر على قطب علمي يضم العديد من معاهد التكوين تحولت اليوم إلى جامعة كبيرة يتردد عليها ما يزيد عن 30.000 طالب. و قد استفادت بومرداس من أغلفة مالية معتبرة رصدتها لها الدولة لدعم الحركة التنموية بها فاقت قيمتها على سبيل الذكر 150 مليار دج خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2012.
كما استفادت الولاية برسم البرنامج التنموي ل2013 من غلاف إجمالي بلغت قيمته 9 ملايير دج لتمويل إنجاز عمليات تنموية في إطار البرامج القطاعية و المخططات البلدية للتنمية.