تسلّم المجلس الجديد لغرفة التجارة والصناعة رهن ولادة الحكومة بلبنان ووزير السياحة يطالب بتقسيمها
شقير: نعمل لتحويلها غرفة "ذكية" / الجميل: بيروت وجبل لبنان وحدة اقتصادية
بيروت "المسلة" …لا شك ان الفراغ المتحكم في مؤسسات الدولة بات يرخي بثقله بقوة على دورة الحياة في البلاد، وهذا الامر ظهر جليا أخيرا في غرفة بيروت وجبل لبنان التي انجزت انتخاباتها منتصف الشهر الماضي، في حين ان تسلم مجلس الادارة المنتخب حديثا مهماته، يبقى رهن تأليف حكومة جديدة تقوم بتعيين 8 اعضاء لاكتمال عقد المجلس الجديد.
لكن في كل الاحوال، فان النظام الداخلي للغرفة لا يحدد مهلة زمنية للتسلم والتسليم ما بين المجلسين، فان المجلس السابق (الحالي) يواصل عمله في انتظار الافراج عن الحكومة العتيدة ليتم تاليا تسمية الاعضاء الثمانية (2 دروز، وسنّي، وشيعي، و2 كاثوليك و2 روم ارثوذكس). وليس بعيدا من اجواء العملية الانتخابية، طلع وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال فادي عبود بطرح غير رسمي، مغرّدا على موقعه الخاص على "تويتر" بما يفضي الى تقسيم الغرفة الى غرفتين، واحدة لبيروت واخرى لجبل لبنان!
هذا الطرح استغربه أهل الغرفة وبعض المعنيين بالاقتصاد، وخصوصاً انه يأتي في عزّ الاستحقاقات التي تهزّ البلاد، من الحكومة الى الرئاسة، مع ما يتصل بها من قرار حكومي يقضي بتعيين 8 اعضاء في مجلس الادارة الجديد.
في الانتظار، استغرب رئيس الغرفة محمد شقير طرح وزير السياحة الداعي الى تقسيم الغرفة الى غرفتين، حين توجّه سائلا في تغريدته كل شركات جبل لبنان "اليس من الاجدى من باب الفاعلية الاقتصادية وترشيق الاعمال ان يتم انشاء غرفة في جبل لبنان؟ هل الفاعلية الاقتصادية باتت تسمح بعدم انشاء غرفة تجارة وصناعة في جبل لبنان، ام ان هذا المطلب الانمائي من بين كل الممارسات هو مطلب تقسيمي؟".
وقال شقير لـ"النهار" ان مجلس ادارة الغرفة يعمل على تحويلها "غرفة ذكية" لتكون الاولى في العالم العربي، وتهتم بمساعدة رجال الاعمال واصحاب الشركات من خلال تقديم المشورة وفرص العمل والتسويق عبر المعارض والمؤتمرات، ودفع مسألة "التوقيع الالكتروني" لتوفير مشقة زيارة الغرفة.
ويشير الى "ان المفهوم الجديد للغرف الاقتصادية في العالم بات يختلف عما لا نزال نعتمده في لبنان، اذ لم تعد الغرف مراكز اجتماعات ولقاءات بمقدار ما تحوّلت مراكز تدريب واستشارات وتحكيم ووساطة وتحسين مهارات المعرفة، مما يعني ان لا حاجة بعد الى جهاز بشري كبير لانجاز المعاملات المطلوبة. لذا، لا بد لنا من مجاراة هذا التطور الذي طرأ على عمل الغرف. لذا، وقعنا مع "مجموعة طلال ابو غزاله" وهي الاكبر في العالم في مجال الحماية الفكرية، لتساعدنا في تحويل الغرفة الى "ذكية" لتعمل ضمن هذه المنظومة".
اما رئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، فلم يذهب بعيدا مع اعتباره ان القوة تكون بالجمع لا بالتقسيم. "جميعنا يد واحدة، نريد الجمع بين جمعية تجار بيروت واتحاد تجار جبل لبنان، واتحادا لبنانيا لكل الغرف". واستغرب عبر "النهار" اقتراح الوزير عبود "غير المطروح" لا من داخل الغرفة ولا من جانب اتحاد تجار جبل لبنان، "لاننا خلاف ذلك، نحاول ان نجمع لا ان نفرّق".
واكد ان بيروت وجبل لبنان يعتبران وحدة اقتصادية متكاملة، وخصوصا انهما يشكلان امتدادا طبيعيا لبعضهما البعض على المستوى الجغرافي، "كما ان الاسواق متداخلة أيضاً ببعضها البعض، ولدى انتقال اي شخص من بيروت في اتجاه جبل لبنان او بالعكس، يرى هذا الشريان الاقتصادي الحيوي المليء بالمؤسسات الذي لا يمكن تقطيع اوصاله"، مؤكدا تمسك اتحاد تجار جبل لبنان بهذه القوة لاهميتها وفاعليتها في الدفاع عن مصالح القطاع الخاص وتحقيق كل ما هو ايجابي لمصلحة الاقتصاد".
يبدو واضحا ان الغرفة كما الاتحاد، يتطلعان الى تخفيف الازمة الاقتصادية لا الى تقسيم الغرفة "الذي سيفضي الى تقسيم الهيئات الاقتصادية"، وفق شقير. وقال ان كل مَن يطرح هذا الموضوع "هو من أعداء الاقتصاد"، متوقعا ارتفاع اصوات مماثلة كلما اقتربت البلاد من الاستحقاق الانتخابي، "اذ يعتقد بعضهم ان طروحات مماثلة تساعد في جذب الاصوات الناخبة. فما نفع الانتخابات في دولة مفلسة وهيئات منقسمة على نفسها؟". ودعا الى التطلع لتحسين الوضع الاقتصادي الذي يعاني هذه السنة استحقاقات مصيرية "بدل الامعان في تخريب ما بقي من الاقتصاد الوطني".