الطوائف المسيحية فى لبنان تشكو ارتفاع اسعار السياحة الدينية بالاردن
بيروت "المسلة" …. تحتفل الطائفة المسيحية من الأرمن الأرثوذوكس التي تعتمد التقويم الشرقي، اليوم الاثنين بعيد الميلاد، فيما أحيت الطوائف المسيحية الأخرى أمس عيد "الغطاس" وهو عيد عمادة السيد المسيح عليه السلام في نهر الأردن، الذي يعتبر مناسبة مقدسة للمسيحيين للحج الى المملكة، لزيارة المواقع الدينية مثل المغطس ونهر الأردن وجبل نيبو وغيرها.
وفي استطلاع اجرته (بترا) في بيروت حول أهمية الحج في هذا الوقت من السنة للمسيحيين، ورأيهم بالخدمات السياحية التي يقدمها الأردن، قالت باسكال سركيسيان، من الطائفة الأرمنية، "مثلما يحج المسلمون الى مكة نحج نحن أيضا الى الأردن لزيارة نهر الأردن الذي تعمّد فيه المسيح".
لكن الظروف تغيرت، بحسب سركيسيان، والأسعار اصبحت مرتفعة جدا ولا يستطيع معظم المسيحيين السفر الى الاردن كما كان الحال سابقا، خصوصا بعد ان اصبح الوصول الى الأردن متاحاً عبر الجو فقط لأن السفر برا عبر سوريا غير ممكن في ظل الأزمة الراهنة هناك.
بدورها، قالت كارول حداد، إنها عندما تبحث عبر المكاتب السياحية عن عروض سياحية، تجد اسعار السفر الى تركيا ومصر أقل من العروض المقدمة للسفر إلى الأردن، "متسائلة عن السبب".
وأضافت حداد، "اعتقد ان الجهات المختصة في الأردن لا تستغل هذا الحدث بالشكل المطلوب، فاستقطاب السياح من لبنان وغيره من البلدان له مردود اقتصادي كبير"، مطالبة الحكومة الاردنية ان تسخر امكاناتها بما فيه مصلحة الطرفين، أي مصلحة السياحة الأردنية والحجاج اللبنانيين.
وأشادت بالخدمات التي يقدمها الأردن، خصوصا الشعب الأردني، الذي وصفته بالشهم والمضياف.
واعربت جويل طانيوس بدورها عن استغرابها لعدم الترويج لزيارة البابا السابق الى الاردن بالشكل المطلوب، قائلة "لم أسمع بزيارة البابا السابق الى الأردن الا من نشرات الأخبار.. حدث كهذا، لو تم تسويقه بشكل افضل، لكان مناسبة للعديد من المسيحيين من كل البلدان لزيارة الأردن ونيل مباركة الحبر الأعظم".
وأضافت، لقد زرت الأردن ولقيت معاملة لم أجدها في أي دولة زرتها، فالشعب طيب ومضياف، ولكن الأسعار السياحية مبالغ فيها بعض الشيء، فدخول مدينة البترا الأثرية يكلف السائح 20 دينارا، بينما هو للأردني بدينار واحد فقط!.. أفهم وجوب دعم الأسعار بالنسبة للأردنيين، ولكن الأسعار للسائح مرتفعة".
وناشدت طانيوس وزارة السياحة الاردنية بتخفيض الأسعار لزيارة الأماكن السياحية، على الاقل للسياح العرب، وعدم معاملتهم كالأجانب.
من جهته قال إيلي معلوف، "لقد زرت الأردن مرات عديدة ولي اصدقاء كثر هناك.. الخدمات السياحية في الأردن رائعة وفي كل مرة اكتشف شيئا جديدا في هذا البلد، الذي لا يمكن ان تشعر فيه الا وكأنك في بيتك".
وقال "أعرف تماما مما نقرأ ونسمع ونشاهد، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك عبدالله الثاني والدولة الاردنية بالطائفة المسيحية هناك.. اعتقد انهم مدللون جدا، ونريد حصتنا كمسيحيين لبنانيين وعرب من هذا الدلال".
وردا على سؤال لـ (بترا) حول هذا "الدلال" الذي ينشده، قال معلوف، "نعامل بدلال كبير هناك، لا شك، فالضيف وخصوصا اللبناني يلقى معاملة خاصة في الاردن، ولكن بالنسبة للمواسم السياحية، نتمنى ان نرى عروضا خاصة ومخفضة للمسيحيين على الأقل للحج وزيارة المغطس. وكما تقولون في الأردن (الطمع بالأجاويد)".
من جهته قال جاد نطوس، ان الحج بالنسبة له الى الأردن "هو أمر مقدس ويعطيه راحة نفسية ويزيده إيمانا خصوصا عندما يقف على نهر الأردن ويرى مكان عمادة السيد المسيح".
وأضاف، كانت الأمور في السابق سهلة عندما كان الخط البري من خلال سوريا متاحا، فتكلفة السفر الى الاردن برا سهلة ومريحة ولا تستغرق وقتا طويلا، ولكن الآن اصبح السفر عبر الجو هو الخيار الوحيد وهو مكلف جدا نظرا لارتفاع سعر التذكرة التي تصل الى اكثر من 350 دولارا.
وأضاف، "وزارة السياحة الأردنية تقوم بالإعلان هنا في بيروت عن السياحة في الاردن، فالإعلانات منتشرة على اللوحات الاعلانية في الشوارع وايضا على وسائل النقل العام اللبنانية تدعو لزيارة الأردن والتمتع بزيارة البترا والبحر الميت والعقبة وجرش وغيرها. ولكن للأسف في مثل هذا الوقت من السنة، وفي موسم الحج المسيحي بالتحديد، لم أر أي اعلان لهيئة السياحة في الشوارع".
وقال "اتمنى ان تطلق الوزارة في الاردن برامج سياحية دينية لتستغل هذه المناسبة والتي من المؤكد سيكون لها مردود اقتصادي كبير على الدولة وتنعش السياحة بالإضافة الى ادخال المزيد من العملة الصعبة للبلاد".
يذكر ان هيئة تنشيط السياحة الأردنية تقوم بعمل إعلانات بشكل دوري في لبنان عن السياحة في الأردن، بالإضافة الى عقد اجتماعات وورش عمل مع وكلاء السياحة في لبنان، كان آخرها ورشة العمل التدريبية التي نظمتها الهيئة لوكلاء السياحة والسفر في جنوب لبنان في شهر ايلول الماضي. وحضر الدورة بعض الوكلاء من مناطق لبنانية مختلفة.