أهالي الخور والذخيرة يطالبون هيئة السياحة باستثمار وترويج الأماكن التراثية في المنطقة الشمالية
الدوحة "ادارة التحرير" …. طالب عدد من أهالي ومسؤولي المنطقة الشمالية من الهيئة العامة للسياحة بضرورة التركيز على السياحة التراثية في الاستراتيجية الجديدة التي تنوي الهيئة اعتمادها قريبا للنهوض بالحركة السياحية في البلاد.
وأشاروا لـ «العرب» إلى أن المنطقة الشمالية تحتوي على العديد من الأماكن التراثية القديمة المرتبطة بالأصالة القطرية وهو ما يجب استغلاله بالشكل الأمثل خلال السنوات المقبلة من أجل تفعيل هذا النوع من السياحة التي تحتاج إليها قطر بشكل كبير، خاصة أن الجميع يستعد من الآن لاستقبال المونديال في 2022 وقالوا: «يجب أن يكون الاستعداد السياحي للمونديال شاملا كافة أنواع السياحة؛ فإذا كانت الدوحة مركزا للسياحة الترفيهية لا بد أن تكون المنطقة الشمالية مركزا للسياحة الثقافية التراثية».
وشددوا على ضرورة أن تشمل المنطقة الشمالية العديد من الفعاليات السياحية المكثفة لاستغلال البيئة الطبيعية الموجودة فيها خاصة فيما يتعلق بالشواطئ الموجودة في الخور والشمال مؤكدين على أنه من خلال هذه الفعاليات يمكن تنشيط السياحة الثقافية المرتبطة بالتراث القطري القديم والذي ما زال موجودا بين سكان هذه المنطقة.
وأعربوا عن ثقتهم التامة في قدرة الهيئة العامة للسياحة في إحداث نهضة سياحية متكاملة خلال السنوات المقبلة بما يليق بقطر كوجهة سياحية في المنطقة خاصة أنهم يعتبرون أن هناك العديد من الخطوات الملحوظة على أرض الواقع ظهرت خلال الفترة الأخيرة تشير إلى أن السياحة القطرية تسير على الطريق الصحيح.
واعتبروا أن قطر غنية بالأماكن التراثية القديمة المرتبطة بالأجداد والآباء وهذه الأماكن يجب استغلالها بالشكل الأمثل من أجل الترويج للسياحة الثقافية في قطر على اعتبار أنها جزء أساسي من عملية الترويج لقطر كواجهة سياحية وقالوا أيضا: «تراث الآباء والأجداد لا يمكن نسيانه ويجب التمسك به وتطويره بالشكل المناسب للهوية القطرية خاصة أن الكثيرين الذين يزورون قطر كسياحة يحتاجون إلى معرفة الكثير عن هذا التراث».
اهتمام هيئة السياحة
وكان السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة قد أكد أثناء الاحتفال بافتتاح المرحلة الثانية من مبادرة (قطرنا) على كورنيش النيل بأن السياحة التراثية أو الثقافية من أهم المنتجات السياحية التي تركز عليها الهيئة العامة للسياحة في خططها المقبلة وفقا للاستراتيجية الجديدة.
وقال المهندي: «نركز بشكل كبير على تزويد السائح القادم إلى قطر بمعلومات ثقافية عن قطر بالإضافة إلى زيارة الأماكن التراثية القديمة الموجودة في الشمال والجنوب والتي تعبر بشكل كبير عن الهوية القطرية ولذلك سيكون هناك تركيز واهتمام كبيرين على السياحة الثقافية خلال الفترة المقبلة لكونها من أهم الأنواع السياحية التي تركز عليها الهيئة في الاستراتيجية الجديدة».
السياحة الثقافية
ومن جانبه يؤكد علي بن لحدان المهندي مدير مركز شباب الذخيرة بالخور أن التركيز على السياحة الثقافية خاصة بالمنطقة الشمالية مهم للغاية خلال الفترة المقبلة خاصة أن هذه المنطقة تضم العديد من الأماكن التراثية القديمة التي لا تحتاج إلا للتطوير والترويج لها فقط، مشيراً إلى أن استغلال هذه الأماكن بالشكل السياحي النموذجي بإمكانه أن يخفف الضغط على الدوحة كثيرا.
زيارات الهيئة
وأشار بن لحدان إلى أن هيئة السياحة قامت منذ فترة بزيارة ميدانية لكافة بلديات الدوحة للتعرف على الأماكن التي يمكن تطويرها وجعلها مزارات سياحية في الاستراتيجية المقبلة وقال: «علمت أن الهيئة مهتمة جدا بالعديد من الأماكن الموجودة في المنطقة الشمالية لكي تكون مزارات سياحية مثمرة وذلك سعيا وراء النهوض بالسياحة القطرية بكافة أنواعها».
بطولات رياضية
وشدد بن لحدان على ضرورة التركيز أيضاً على المسابقات الرياضية التراثية القديمة في المنطقة الشمالية والتي تعبر بشكل كبير عن التراث والثقافة القطرية القديمة والتي لا يعرفها الكثيرون مؤكداً على أن مركز شباب الذخيرة قام مؤخرا بإقامة بطولة (لبرثة) للصقور وحضرها عدد كبير للغاية من المواطنين والمقيمين بالإضافة إلى كبار المسؤولين في الدولة وكان السيد عيسى بن محمد المهندي رئيس الهيئة العامة للسياحة حاضرا في حفل الافتتاح وأبدى إعجابه الشديد بهذه البطولة التي تقام للمرة الأولى.
واستطرد بن لحدان في هذه الجزئية مؤكداً على أن هذه البطولة تعتبر ثقافية في المقام الأول وتروج للرياضة التراثية القديمة المتعلقة بالأجداد والآباء ولذلك يمكن استغلال مثل هذه النوعيات من الرياضة التراثية في عملية الترويج للسياحة الثقافية في المنطقة الشمالية.
الأحداث العالمية
أما شاهين المهندي رجل الأعمال وأحد أهالي المنطقة الشمالية فأكد أن قطر مقبلة على العديد من الأحداث العالمية في شتى المجالات ويعتبر المونديال هو الحدث الأبرز الذي تنتظره منطقة الشرق الأوسط جمعاء وليس قطر فقط ولذلك فإن النهضة السياحية في قطر ستكون محل اهتمام كبير في الدولة خاصة فيما يتعلق بالسعة الفندقية المطلوبة لكي تتسع لكافة الزوار الذين سيحلون على قطر تباعا خلال السنوات المقبلة.
نهضة سياحية
وأضاف المهندي أنه من المنطقي جدا أن تشهد الحركة السياحية في قطر خلال السنوات المقبلة كافة أرجاء قطر مع التركيز على الدوحة لكونها العاصمة ولكن في الوقت نفسه يجب التركيز على إحداث نهضة سياحية في المنطقة الشمالية التي تكتظ بالعديد من الأماكن التراثية التي يمكن استغلالها بالشكل الأمثل في الترويج لهوية قطر القديمة.
زيادة الحركة الاقتصادية
وقال أيضا: «التركيز على تطوير المناطق الشمالية التراثية لن يكون وحده كافيا ولذلك يجب أن تفكر الدولة متمثلة في هيئة السياحة على ضرورة توفير كافة الخدمات المطلوبة للسائح بحيث يمكنه أن يمكث عدة أيام في هذه المنطقة دون التواجد في الدوحة وهو ما يمكن أن يساهم في زيادة الحركة الاقتصادية بشكل كبير في هذه الأماكن وهو ما يعود بالنفع في النهاية على الاقتصاد القطري بشكل عام».
وأعرب المهندي عن ثقته في قدرة الهيئة العامة للسياحة في إحداث نهضة سياحية تراثية في المنطقة الشمالية خلال الفترة المقبلة لكون أن هذا النوع من السياحة مهم للغاية في عملية الترويج لقطر كوجهه سياحية.
أفكار الشباب
أما سيف بن سيف المهندي أحد منظمي بطولة (لبرثة) للصقور التي أقيمت مؤخرا في منطقة الذخيرة فأكد أن أكبر دليل على أن السياحة الثقافية التراثية مهمة للغاية بالنسبة لسكان المنطقة الشمالية هو أن فكرة إقامة هذه البطولة جاءت من مجموعة شباب بالمنطقة وتبناها مركز شباب الذخيرة وكان هدفها الأساسي المحافظة على التراث القطري وتعريف الصغار بأحد أنواع هذا التراث وهو ما تحقق بالفعل.
تشجيع من الهيئة
وأضاف أن رئيس الهيئة العامة للسياحة السيد عيسى بن محمد المهندي حرص على تشجيع المسؤولين في المركز على إقامة هذه البطولة كل عام لكونها تعزز القيم التراثية وتشجع السياحة الثقافية وقال: «المنطقة الشمالية تحتاج بالفعل للتركيز عليها في موضوع السياحة الثقافية لما تحتويه من أماكن تراثية كثيرة بالإضافة إلى استمرار العادات والتقاليد المتأصلة من الأجداد والآباء في الكثير من مناحي الحياة اليومية».
الشباب القطري والسائح
وأشار سيف بن سيف إلى أن الشباب القطري حديث العهد يحتاج إلى معرفة كل شيء عن التراث القطري وأيضا السائح الوافد إلى قطر لأي سبب يهمه أيضا معرفة هذا التراث وأعتقد أن الكثير من الأماكن التراثية موجودة في المنطقة الشمالية ولذلك يجب الاهتمام والتركيز عليها بشكل كبير خلال الفترة المقبلة خاصة أن الدولة مقبلة على تنظيم العديد من الفعاليات العالمية المهمة التي تحتاج إلى زيادة مساحات السياحة في قطر بشتى الأنواع حتى لا تقتصر الزيارات السياحية على الأماكن الموجودة في الدوحة فقط.
الموروث القطري
ويؤكد أحمد عبداللطيف المسند من أهالي الخور أن الاهتمام بالموروث القطري المتمركز في المنطقة الشمالية مهم للغاية خاصة من الجانب السياحي خاصة أن هذه المنطقة تضم العديد من المناطق التراثية المهمة مثل قلعة الزبارة وأبراج برزان بالإضافة إلى عيون الشمال وهو ما يمكن أن يشجع على السياحة التراثية والثقافية بشكل كبير.
دعم الهيئة واستغلال الشباب
وتابع أيضا قائلا: «دعم الهيئة العامة للسياحة مهم للغاية في هذا الموضوع خاصة أنها المسؤولة عن إحداث نهضة سياحية في قطر بشتى الأماكن ولذلك يجب استغلال الشباب القطري الموجود في هذه المنطقة والذي يعرف الكثير عن تراثه القديم في عملية التعريف بالأماكن التراثية الموجودة في قطر خاصة المنطقة الشمالية لكونهم الأكثر معرفة عن غيرهم بتراث الآباء والأجداد».
وشدد المسند على أن توفير الخدمات المطلوبة للسياح أو المقيمين الذين يرغبون في السياحة بالمنطقة الشمالية لا يقل أهمية عن تطوير الأماكن السياحية خاصة أن هذه الخدمات من الممكن أن توفر عليهم مشقة السفر والعودة في اليوم نفسه إلى الدوحة وبالتالي يمكنهم التواجد في المنطقة الشمالية ليومين أو أكثر للسياحة.
تعاون مسؤولي الشمال
وأوضح المسند أيضا أنه واثق تماما من قبول كافة مسؤولي المنطقة الشمالية سواء في البلديات أو مراكز الشباب التعاون بكل قوة مع هيئة السياحة في مثل هذا الأمر ويا حبذا لو بدأت العملية بإقامة بطولات رياضية تراثية قديمة كنوع من الترويج لهذا النوع من السياحة على اعتبار هذا النوع من الترويج يحظى بقبول الكثيرين سواء المقيمين أو المواطنين وبعدها يكون التركيز على السائح الوافد إلى قطر بعد تطوير كل هذه الأماكن بشكل مميز وتوفير العديد من الخدمات لها.
الترويح للمنطقة الشمالية
ويشدد أحمد عبدالعزيز أحد مواطني المنطقة الشمالية على ضرورة الترويج للسياحة الثقافية والتراثية للمنطقة الشمالية بشكل كبير للغاية خلال الفترة المقبلة خاصة أن قطر مقبلة على استقبال المونديال وبالتالي فإن التركيز على هذا النوع من السياحة سيكون بمثابة ترويج كبير لقطر كواجهة سياحية ثقافية في المنطقة.
قلعة الزبارة
وأشار أيضا إلى أن قلعة الزبارة الموجودة في المنطقة الشمالية تعتبر أحد أقدم الآثار التاريخية القديمة في قطر والتي أسهمت منذ القدم على صد أي عدون بحري على قطر ولذلك يجب الاهتمام بهذه القلعة وتطويرها بالشكل المناسب بحيث تكون بمثابة مزار سياحي تراثي لكل السياح الوافدين إلى قطر.
تراث الآباء والأجداد
وقال أيضا: «نحن في منطقة الشمال على استعداد تام للتعاون مع هيئة السياحة في أي فعاليات تقيمها في المنطقة الشمالية لتحقيق هذا الهدف خاصة أن الجميع في الشمال يدركون تماما أن تراث الأجداد والآباء يجب أن يتم الترويج له بشكل كبير على أن تكون الدوحة مركزا لكل أنواع السياحة في قطر والمناطق الجنوبية والشمالية مركزا للسياحة الثقافية التراثية وأيضا من الممكن استغلال هاتين المنطقتين في السياحة الترويحية باستغلال الشواطئ الموجودة بها بالشكل الأمثل».
وأوضح عبدالعزيز أن قطر مقبلة على نهضة كبيرة في شتى المجالات لاستكمال مسيرة النهضة الحديثة التي بدأت منذ سنوات وبالتالي فإن النهضة السياحية مهمة للغاية خاصة أن قطر أصبحت مؤخرا مركزا قويا للسياحة الخليجية وهو ما يتطلب استغلال ذلك بشكل قوي للغاية لاستكمال عملية تطوير صناعة السياحة بالتركيز على هذا النوع المتمركز في المنطقة الشمالية بشكل كبير.
فعاليات كثيرة
ويؤكد محمد جمعة من مواطني المنطقة الشمالية أن هذه المنطقة تحتاج بالفعل للعديد من الفعاليات ليس فقط من خلال المناطق التراثية الموجودة بها ولكن أيضا لكونها تكتظ بالعديد من السكان وبالتالي تحتاج إلى قيام الهيئة العامة للسياحة بتكثيف الفعاليات السياحية فيها على مدار العام وليس في المناسبات فقط.
سكان الشمال
وأضاف جمعة أن سكان المنطقة الشمالية يختلفون عن سكان الدوحة وإن كان أغلبهم يعيشون في الدوحة أيضا ويتنقلون يوميا من الدوحة إلى الشمال والاختلاف هنا يتمثل في الاستمرار في التمسك بالعادات والموروثات القديمة التي يتم غرسها في الجيل الجديد في العديد من المناسبات وأكبر دليل على ذلك البطولة الأخيرة التي أقيمت لمسابقات الصقور والتي شهدت إقبالا كبيرا من الشباب وكان هدفها تعريف الصغار بهذه الرياضة التراثية القديمة التي كان الآباء والأجداد يحرصون عليها.
التركيز على التراث
كما أشار إلى أن عملية النهوض بالسياحة في قطر خلال السنوات المقبلة أمر واقع وضروري والدولة تهتم به كثيرا ولكن في الوقت نفسه يجب على هيئة السياحة أن تنظر بعين الاهتمام والتركيز على السياحة التراثية الثقافية خاصة الموجودة في المنطقة الشمالية على اعتبار أنها أحد روافد السياحة المهمة في أي دولة وقال: «نثق تماما في قيام الهيئة بهذا الأمر خاصة أن رئيسها السيد عيسى بن محمد المهندي ينتمي إلى هذه المنطقة وبالتالي فنحن على استعداد تام للتعاون مع الهيئة في أي شيء من أجل تحقيق هذا الهدف».
زيارات رئيس الهيئة
يذكر أن رئيس الهيئة العامة للسياحة السيد عيسى بن محمد المهندي قام في بداية توليه المسؤولية بزيارة ميدانية للبلديات السبعة الموجودة في قطر للتعرف على الأماكن التراثية والسياحية الموجودة في كل منطقة على أرض الواقع حتى يتم التركيز عليها في الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها الهيئة مؤخرا وقاربت على الإعلان عنها بشكل رسمي.
وقد حظيت المنطقة الشمالية باهتمام وتركيز كبيرين من رئيس الهيئة في هذه الجولات خاصة قلعة الزبارة وأبراج برزان وعيون الشمال والشواطئ الموجودة في منطقة الخور وعدد آخر من الأماكن التراثية القديمة التي تصلح أن تكون بمثابة مزارات سياحية مستقبلية لكل الوافدين إلى قطر وهو ما يشير إلى أن هذه المنطقة ستشهد نهضة سياحية كبيرة خلال الفترة المقبلة وفقا لجدول زمني معد من قبل الهيئة ومدرج في الاستراتيجية الجديدة.