البرش : نحتاج 100 ألف دولار لإصلاح المواقع الأثرية
غزة " المسلة " … كشف مدير دائرة الآثار والتراث الثقافي في وزارة السياحة أحمد البرش أن الوزارة بحاجة إلى أكثر من 100 ألف دولار كإغاثة عاجلة ليتم إصلاح ما تضرر من المواقع الأثرية جراء المنخفض الجوي. وبين أن الوزارة إذا ما أرادت القيام بعملية تطوير وتأهيل وإعادة إحياء لهذه الأماكن فهي بحاجة إلى تكلفة أكبر بكثير من ذلك المبلغ، خاصة في ظل وجود 120 بيتا أثريا في البلدة القديمة، تعرض 40 منها لأضرار مختلفة من شقوق وانهيار في الجدران.
أضرار عديدة:
وقال البرش إن:" قطاع غزة يزخر بمجموعة كبيرة من المواقع الأثرية والمباني والتي يبلغ عددها أكثر من 200 موقع أثري، والمنخفض الجوي الأخير كان له تأثير كبير عليها، نظراً لأن هذه المباني مبنية من العناصر التقليدية من الطوب والحجارة والعناصر القديمة". وأضاف:" القطاع الأثري أصيب بأضرار كثيرة نتيجة المنخفض، تمثلت هذه الأضرار في انهيار مجموعة كبيرة من الجدران الأثرية في المواقع المفتوحة، خاصة المباني في البلدة القديمة في غزة".
وتابع:" بالإضافة إلى انغمار مجموعة كبيرة من المواقع الأثرية بشكل كبير بالمياه مما أدى إلى تمزق أرضيات فسيفسائية في موقع كنيسة جباليا في شمال القطاع، وانهيار بعض التغطيات الحديدية التي يتم تغطية الآثار بها نتيجة قوة الرياح". وبين البرش أن الوزارة حصرت الأضرار وعملت على تغطية الأجزاء التي تعرضت للأضرار بالإضافة إلى تجفيف الأماكن التي غمرتها المياه، مع العلم أن قطاع غزة يحتوي على 230 موقعا ومبنى أثريا تعود لحضارات مختلفة.
وأشار إلى أن الخسائر التي أصابت المواقع الأثرية في قطاع غزة قُدرت ب 115 ألف دولار. وبين البرش أن الأضرار تمثلت في انهيار بعض البيوت الأثرية في البلدة القديمة منها 40 بيتا بعضها انهار بشكل كلي أو جزئي بسبب الأمطار والرطوبة، وحدوث أضرار في متحف قصر الباشا ودخول المياه إلى أرضية المتحف. ولفت إلى أن كل هذه الأضرار تم حصرها ورفعها للحكومة الفلسطينية ليتم إدراج هذا القطاع ضمن تعويضات المتضررين من المنخفض، منوهاً إلى أن الوزارة عملت بعض الخطوات العملية لحماية هذه المواقع الأثرية.
خطوات عاجلة:
وأوضح أن هذه الخطوات تمثلت في توفير بعض العمال لتنظيف وتجفيف بعض الأماكن التي غُمرت بالمياه، وردم بعض المواقع بالرمال النظيفة لحمايتها، كما تم التواصل مع الوزارات المعنية لتخصيص موازنة طارئة لترميم بعض الأجزاء وإعمار بعض البيوت المتضررة خاصة المأهولة بالسكان.
وأفاد البرش أن الوزارة كانت تتوقع حدوث أضرار في بعض المناطق الأثرية نتيجة المنخفض الجوي ولكن ليس بهذه الدرجة، حيث جاء المنخفض بشكل عنيف وكثيف واستمر تساقط الأمطار لأربعة أيام بشكل متواصل. وقال:" لم يكن في حسبان الوزارة أن يكون هناك أضرار بهذا الحجم"، لافتاً إلى أن البيوت كان لها نصيب الأسد في الأضرار في المواقع الأثرية.
ونوه إلى أن الوزارة شكلت لجنة طوارئ في حال حدوث أي منخفض قادم وأنها ستقوم بتدعيم بعض المواقع، وردم بعض المواقع بالرمال النظيفة للتقليل من عنف أي منخفض قادم، وتوظيف عدد من العمال في هذه الأماكن لحمايتها ومراقبتها.
قطاع مهم:
وشدد البرش على أن النشاط السياحي في المنطقة له تأثير كبير ويعتبر ركيزة أساسية في الاقتصاد الفلسطيني، وصحيح أن الحصار الإسرائيلي قلل من السياح الأجانب الزوار للأماكن ولكن هناك اهتمام من قبل بعض الأجانب خاصة زوار المواقع الأثرية البيزنطية في القطاع.
وأوضح أن التأثير السلبي بسبب المنخفض دفعنا لمناشدة المؤسسات الدولية والأجنبية العاملة في القطاع للتدخل السريع لحماية هذه المواقع لتبقى مكاناً صالحاً لاستقبال الزوار، مبيناً أن منظمة اليونسكو تتابع الموضوع عن كثب ووعدت بتخصيص ميزانيات لأعمال حماية وترميم هذه الآثار.
ونوه البرش إلى توفر بعض الإمكانيات التي تمتلكها الوزارة لترميم الآثار بشكل مبدئي ولكن ترميم المواقع بدقة يحتاج إلى خبراء مختصين يمكن الاستعانة بهم من الخارج.