رسالة من قارئ سعودي تحذر من المبالغات فيما ينشر ويذاع عن مصر
.jpg)
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب الصحفين
كصحفي وإعلامي تدخل السياحة صناعة الأمل ضمن اهتماماتي باعتبارها من الهوايات التي اعشقها وأسعد بالكتابة في شئونها.. في هذا الشأن كنت اشك دائما في الاتهامات التي توجه لهذه الانشطة الاعلامية حول إدانة المبالغات فيما تنشره وتذيعه حتي لو التزمت بنشر وإذاعة الحقائق حول الاحداث التي تشهدها الساحة المصرية. ورغم ان ما ينشر ويذاع في كثير من الاحيان يعد من الامور العادية إلا انه دائما ما تكون له نتيجة سلبية بسبب حساسية السياحة وهو مايؤدي الي انحسار حركتها الوافدة بشكل عام والعربية بشكل خاص.
والحقيقة انه لم تخل أي من الندوات او اللقاءات او الاجتماعات التي لها ارتباط بالاعلام والسياحة إلا ويتم تحميل الاعلام المكتوب والمرئي والمسموع مسئولية ما تتعرض له السياحة من انحسار رغم ان أحدا من السياح لم يلحقه أي أذي أو ضرر.
<<<
وفي اطار الآمال التي تراودني بشأن استعادة حركة السياحة العربية وفقا لما نوهت عنه في مقالاتي في رحلة علي مدي الاسبوعين الماضيين.. فقد كان من الطبيعي ان تثير اهتمامي تلك الرسالة التي تلقيتها بالايميل علي موقعي الالكتروني للقارئ علي نور الدين من المدينة المشرفة بالسعودية تناول فيها هذه القضية من واقع ما يراه ويسمعه من الاخوة السعوديين الذين يعيش معهم وبينهم. تقول الرسالة:
<< جلال دويدار
تحية طيبة مباركة من البلد المحب المملكة العربية السعودية لمصر الغالية.
اشارة الي مقالكم بالاخبار يوم الخميس الماضي تحت عنوان »لتحقيق موسم سياحي عربي ناجح« بالصفحة الاخيرة.. ارجو رجاء حارا ان تقدموا النصح للاعلام المصري المرئي والمقروء لتجنب التركيز علي احوال الشغب التي تجري في بعض الشوارع والتي لا تتسم بالاهمية ولكنها وللأسف تعطي انطباعا سيئا وسلبيا حول الوضع الأمني في جمهورية مصر كلها. انها بذلك تحقق هدف جماعة الإخوان في ضرب السياحة الوافدة الي مصر الحبيبة. ان عرض المظاهرات الصغيرة التي تتعمد هذه الجماعة اطلاقها تستهدف اعطاء من هم خارج مصر ايحاء بأن الأحوال في مصر مشتعلة وليست آمنة وهو أمر غير حقيقي. هذا الاداء الاعلامي يؤدي الي اشاعة التردد بين السعوديين الراغبين في قضاء إجازاتهم في مصر.. البلد الذي يحبونه.
ان السائح العربي وتحت تأثير ما ينشر ويذاع في وسائل الاعلام المصرية يضطر الي اختيار مقصد سياحي آخر غير مصر مثل تركيا وماليزيا والامارات وبعض الدول الاخري التي تقوم بعمليات ترويج واسعة في السعودية، ان هذا الذي يحدث لا يمنع من ان معظم هؤلاء السعوديين يتمنون القدوم الي مصر ولكنهم يتوجسون خيفة مما ينشر ويذاع. كم أرجو ان تقوم بتوجيه النصح الي زملائك الصحفيين والاعلاميين لمراعاة الصالح الوطني المصري قبل أي شيء آخر.
علي نور الدين
المدينة المنورة ـ السعودية
<<<
لا جدال ان هذه الرسالة التي تتسم بالمصداقية وحب مصر توجب علينا جميعا ان نضع في الاعتبار خاصة من جانب الجماعة الصحفية والاعلامية التي تدين بالانتماء والولاء لمصر ويهمها ما يحقق مصالحها. في هذا الاطار عليهم جميعا ان يدركوا اهمية السياحة بالنسبة لمصر اقتصاديا واجتماعيا وان السياحة المصرية تعد عنصرا مهما لدعم الروابط الاخوية المصرية العربية. بالطبع فان أحدا لا يستطيع ان يطلب من وسائل الاعلام عدم متابعة الاحداث ولكن ما هو مطلوب هو عدم التجاوز والمبالغة جريا وراء الاثارة والمنافسة.. ان اعلامنا المقروء والمسموع مطالب بعدم الانسياق – بحسن نية- وراء استكمال مخططات جماعة الإرهاب الاخواني باستكمال عملية تدمير مقومات مصر الاقتصادية.
