أمير الرياض ورئيس السياحة والآثار ووزير الثقافة الكوري الجنوبي يفتتحون المعرض الكوري السعودي للحرف والصناعات اليدوية
الرياض " المسلة " … افتتح الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، والأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، ووزير السياحة والثقافة والرياضة في كوريا الجنوبية السيد يو جين ليونغ، بحضور نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وسفير كوريا الجنوبية لدى المملكة كيم جن سو ،افتتحوا "المعرض الكوري السعودي للحرف والصناعات اليدوية" والذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة بالبرنامج الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والسياحة الكورية وذلك في قاعة العروض الزائرة بالمتحف الوطني بمدينة الرياض مساء امس الاول.
ورحب الأمير خالد بن بندر بإقامة المعرض في الرياض وقدم الشكر لوزير الثقافة الكوري على حضوره وعلى المساهمة في إقامة هذا المعرض، وقال بأن ما رأيته من حرف وصناعات كورية شيء مبهر، وأعتقد أن التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار بجهود أخي الأمير سلطان بن سلمان ووزير الثقافة الكوري سينطلق منهما تعاون في مجال الحرف والصناعات اليدوية وتبادل خبرات بين البليدين الصديقين. وأضاف : "أتمنى لهذا المعرض النجاح، وأحث أبناء مدينة الرياض على زيارة هذا المعرض، والاطلاع على الحرف السعودية التي نفخر بها وكذلك حرف أصدقائنا الكوريين المتواجدين".
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قدم الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده – حفظهما الله – على الاهتمام بتطوير قطاع الحرف والصناعات اليدوية في المملكة الذي يعد قطاعاً اقتصادياً كبيراً ومهماً، يُعنى بالمطورين والمستثمرين وتشغيل الأيدي العاملة باختلاف أعمارها ومستوياتها التعليمية، مثمناً اعتماد الدولة – أيدها الله – للبرنامج الوطني للحرف والصناعات التقليدية (بارع) ليكون مشروعاً اقتصادياً متكاملاً. وأكد أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الدقة والإتقان في العمل، ومن هذا المنطلق فإن أهم أهداف البرنامج الرئيسة هو رفع مستوى الجودة للحرف والصناعات اليدوية السعودية لتنافس بذلك الحرف اليدوية على المستويين الإقليمي والدولي.
مليارا ريال سوق الصناعات اليدوية بالمملكة :
وبين الأمير سلطان بن سلمان بأن سوق الصناعات اليدوية بالمملكة يتجاوز ملياري ريال سنوياً ويعمل بالقطاع أكثر من عشرين ألف حرفي يمارسون عملهم بعدد كبير من الحرف والصناعات والمنتجات اليدوية، منوهاً بالتعاون الوثيق مع الجهات الحكومية والجمعيات المعنية. وأشار الأمير سلطان إلى أن الهيئة تقوم بتنظيم البرامج التدريبية للحرفيين للارتقاء بمنتجاتهم، ومن ذلك إقامة 153 برنامجاً تدريبياً تمكنت من تدريب 2400 من المواطنين الراغبين في تطوير مهاراتهم على الحرف والصناعات اليدوية في مختلف مناطق المملكة، مشيراً إلى تنظيم الهيئة رحلات لاستطلاع الخبرات والتجارب الدولية الناجحة في مجال الحرف والصناعات اليدوية شملت زيارة كل من المملكة المغربية والجمهورية الإيرلندية، وقال "نعمل مع عشر دول لديها حرف يدوية ذات جودة عالية وانتشار في مختلف أنحاء العالم". وأشاد رئيس هيئة السياحة بدعم الدولة لمجال الحرف والصناعات اليدوية في المملكة، ومن ذلك إقرار مجلس الوزراء للاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية، وصدور القرار السامي بأن تكون جميع هدايا الدولة من المصنوعات التراثية والحرف اليدوية المحلية. وأكد الأمير سلطان بن سلمان حرص الهيئة على تخصيص منافذ لتسويق منتجات الحرفيين في عدد من المجمعات والأسواق التجارية، إضافة إلى التعاون في ذلك مع البريد السعودي. كما عبر عن سعادته بالمعرض والجهود المبذولة سواء من الجانبين السعودي والكوري الجنوبي، خاصة وأن المعرض يمثل جزءاً من مسيرة التعاون الممتدة لسنوات بين البلدين في عدة مجالات أهمها المجال الاقتصادي والثقافي.
التعاون يمتد من أزمنة قديمة :
من جانبه، أكد وزير الثقافة الكوري السيد يو جين ليونغ أن التعاون بين جمهورية كوريا الجنوبية والمملكة يمتد إلى أزمنة قديمة سواء التبادل التجاري أو الثقافي، مشيرا إلى أن الهدف من المعرض هو تعميق تلك العلاقة والعمل على التبادل الثقافي في مجال الحرف والصناعات اليدوية. وقال الوزير الكوري: نتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين في مجال الثقافة وتبادل الخبرات في الصناعات التقليدية، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن هناك خطوات في الفترة الأخيرة أدت إلى تقارب كبير بين البلدين في قطاع الثقافة خاصة بعد إنشاء المعهد الكوري بالمملكة. وأشار إلى أن سياسة كوريا الجنوبية تدعو إلى التقارب مع جميع الدول على مستوى العالم، تماماً مثل ما تهدف إليه السياسة الخارجية للمملكة الداعية إلى السلام والتقارب بين الأديان ونبذ العنف.
وقال معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب الجولة التي قام بها بصحبة أمير منطقة الرياض، ورئيس هيئة السياحة، ونائب أمير منطقة الرياض، إن هناك هدفين من المعرض الأول يتمثل في البحث عن تبادل الخبرات الفنية بين الجانبين، مشيراً إلى أنه يمكن لجمهورية كوريا الجنوبية تدريب الشباب العاملين في مجال الحرف اليدوية في هذا الشأن، أما الهدف الثاني فهو العمل على تطوير تلك الحرف والصناعات اليدوية لتصبح قطاعات اقتصادية وتحويل القطع الحرفية إلى منتجات.
وقال وزير الثقافة الكوري : اتفقنا على عقد دورات تدريبية في مجال الصناعات اليدوية لتطوير الجانب الفني لدى المتدربين، وذلك في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن مثل تلك المعارض يمكنها أن تعمل على التقارب بين الثقافات وتعميق ثقافة الحوار التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
هدفنا تعريف المملكة بأصل الحرف الكورية
من جانبه قدم السفير الكوري الجنوبي السيد كيم شكره إلى المملكة على استضافة المعرض ، وأشار إلى حجم التبادل الثقافي بين الجانبين، حيث أكد أن المستقبل يحمل مزيداً من التعاون سواء على المستوى الثقافي أو الاقتصادي، مشيداً بالعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين.
يذكر بأن المعرض الذي يقام بعنوان (كشف الستار عن الحرف الكورية والسعودية) يهدف إلى تعريف جمهور المملكة بأصل الحرف الكورية وجمال وقيمة المنتجات الحديثة التي تم تطويرها عن أصولها من المنتجات التقليدية تحقيقاً لمتطلبات العصر والأسواق المحلية والدولية. وسيتم في أحد جناحي المعرض تقديم ثقافة الحرف الكورية للمجتمع المحلي في المملكة التي تعتبر جزءا حيويا ومهما في منطقة الشرق الأوسط، وسيتم بالجناح الآخر تقديم الثقافة والتراث السعودي الحرفي ونشر الوعي بأهميته والتوعية والتعريف ببعض منتجاته اليدوية. وسيتعرف الزوار في هذا المعرض، على الأعمال الحرفية التقليدية التي تعكس أصل الحرفة الكورية والتفسير الحديث للأعمال التقليدية والمحاولات التجريبية الجديدة والأعمال التي حصلت على تقدير دولي بسبب إمكانات السوق الخاصة بها، وذلك من خلال مشاهدة ما يقارب 100 قطعة معظمها مصنوعة من الخزف، وفي الجناح السعودي سيشاهد الزائر التحف الفنية اليدوية لمنتجات بعض الجمعيات التعاونية الخيرية والمؤسسات العاملة في مجال الحرف والصناعات اليدوية وأعمال بعض الفنانين التشكيليين والتطبيقيين الذين يمارسون العمل والإنتاج الحرفي في المملكة.
وسيحوي المعرض عروضاً حية للإنتاج الحرفي الكوري بثلاثة مجالات حرفية يدوية، لمدة أسبوع كامل يقوم بها ثلاثة حرفيين كوريين مهرة يمارسون الإنتاج الفعلي أمام الجمهور الزائر الذي يمكنه التفاعل مع الحرفي الصانع، إضافة إلى العروض الحرفية من الحرفيين السعوديين في موقع المعرض وفي البيوت الطينية المجاورة للمتحف الوطني. يشار إلى أن المعرض يُقام في المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، حيث يستمر المعرض خلال الفترة من 21/1 – 19/2/ 1435ه الموافق 24/11 – 22/12/2013.