8 % توقعات بتراجع انتاج وطلب الطائرات الجديدة عالمياً حتى 2020
دبى "المسلة" …. ترجح توقعات حديثة عدم تعافي إنتاج الطائرات التجارية الجديدة وعودتها لمستويات ما قبل الأزمة المالية لمدة عقد آخر على أقل تقدير، مع خفض التوقعات لطلبيات تسليم الطائرات بنسبة 8% عن السنة السابقة.
وتشير التوقعات السنوية لشركة هوني ويل إنترناشونال، إلى إمكانية انخفاض عمليات التسليم العالمية في الفترة بين 2013 إلى 2020 إلى 9250 طائرة، من 10 آلاف طائرة في 2012.
ولا يزال أمام قطاع الطيران الخاص مهمة تجاوز المطبات التي دخل فيها، في ظل موجة الركود التي اجتاحت الاقتصاد العالمي، بقيت حركة الطيران الخاص دون المستويات العالية التي حلقت فيها في 2007، في حين يتطلع العديد من المسؤولين للعودة إليها قريباً. وأشاروا في ذلك، إلى حقيقة التوسع الذي يشهده أسطول الطيران الخاص كدليل على عودة النشاط.
وفي هذه السوق غير المترابطة التي يقدر قوامها بنحو 250 مليار دولار، تتضافر عدد من القصص لتوضح الصورة الكاملة. ومن أكثر الأمثلة وضوحاً، الاختلاف الكبير بين طائرات الشركات، حيث تستمر الطائرات الكبيرة في تسجيل مبيعات قوية، في وقت تأثرت فيه بشدة متوسطة الحجم جراء الأزمة وهي ما تزال تصارع من أجل العودة لمسار التعافي. أما الصغيرة، فتشوب أجواء مستقبلها سحب كثيفة تنذر بعدم اليقين.
وارتفع معدل تسليم الطائرات التي تصل تكلفة الواحدة منها نحو 26 مليون دولار أوأكثر، بنحو 0,3% في الفترة بين 2008 إلى 2012، في حين تراجع لتلك التي تقدر تكلفتها بين 4 إلى 25 مليون دولار، بنسبة كبيرة قدرها 56%.
وتأكد سوء الظروف التي تعيشها السوق، بتراجع عائدات شركة سيسنا للطائرات بنسبة 24% إلى 593 مليون دولار مقارنة بالسنة الماضية، في حين بلغت خسائر شركة تيكسترون 23 مليون دولار خلال الربع الثالث، نتيجة تراجع الطلب على الطائرات الصغيرة. وتواجه سيسنا ونظيراتها منافسة حادة فيما بينها، ما حدا بها خفض أسعار الطائرات المستعملة بنسب كبيرة.
وفيما يتعلق بالحصص السوقية، من المتوقع ارتفاع حصة إمبراير البرازيلية إلى أكثر من خمسة أضعاف إلى 6,7% من السوق، بفضل تخطيطها لطرح طراز ليجاسي 450 و500 الجديد. أما نصيب الأسد، فيذهب لشركتي جولف ستريم وبومباردير بنحو 31% و34% على التوالي، في حين تراجعت حصص داسولت وسيسنا نسبياً إلى 13% للأولى و14% للثانية.
ويقول ريتشارد أبوالعافية، نائب رئيس قسم التحليلات في شركة تيل جروب الأميركية لاستشارات الطيران: «تكمن مشكلة الطائرات الصغيرة ومتوسطة الحجم في الفائض الكبير الذي عانت منه بين 2003 إلى 2008، بسبب سهولة شروط الحصول على القروض في ذلك الوقت. وكانت النتيجة تعطل دائم للطائرات عن التحليق، مع أن هناك أملا في إحراز بعض التقدم لتقليل ذلك العدد. وتتوقع هوني ويل، إمكانية استمرار التوجه نحو الطائرات التجارية الكبيرة، بينما ينخفض الطلب على الطائرات الخاصة لما بين 600 إلى 625 خلال هذا العام.
ويختلف الوضع من دولة إلى أخرى، حيث يشكك خبراء القطاع في مقدرة الأسواق الناشئة على إنعاش مبيعات الطائرات الخاصة، التي من المرجح أن يبلغ نصيب أميركا منها نحو61% في العام المقبل، بينما تحافظ أميركا اللاتينية على حصتها المقدرة بنسبة 18%. أما نسبة 5% لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ و4% للشرق الأوسط وأفريقيا ونحو12% لأوروبا، فكلها مهددة بالتراجع.
وفي الصين، شهد قطاع الطيران الخاص تحولاً كبيراً خلال سنوات قليلة فقط، من سوق يسودها الهدوء، إلى نشاط يتمتع بإمكانيات قادرة على المساهمة في نمو اقتصاد البلاد. وتبشر السوق الأوروبية بالنمو أيضاً، رغم أن أرقام رابطة الطيران الخاص الأوروبية، تعكس انخفاضاً في نشاط الطيران عموماًَ يتراوح بين 3 إلى 4% خلال السنة المنتهية حتى سبتمبر، مقارنة بالسنة التي سبقتها.
لكن يبدو أن أستراليا هي الوحيدة التي صمد قطاع الطيران الخاص فيها، يدعمها في ذلك صادرات التعدين للصين. وحقق الأسطول الأسترالي على صغر حجمه البالغ 400 طائرة، نمواً واضحاً ومن المنتظر أن يحقق المزيد في ظل انتعاش الموارد الطبيعية في البلاد.
نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» و«فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب