Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مسجد في الـــعين أقدم من «البدية»

مسجد في الـــعين أقدم من «البدية»

ابوظبى " المسلة " … كشفت موسوعة «مساجد الإمارات» عن وجود آثار لأول مسجد في الدولة بني في مدينة العين، مصححة بذلك معلومات متداولة منذ سنوات تعتبر مسجد البدية في الفجيرة الأقدم في الإمارات. وأثبت البحث الذي استندت إليه الموسوعة أقدمية عمارة المساجد في المنطقة، التي تعود إلى بدايات العصر الإسلامي، إذ تبين الآثار أن مسجداً في العين يعد الأقدم في الإمارات. وأشارت الموسوعة إلى ندرة البحث في مجال عمارة المساجد، إذ لا يتوافر سوى كتابين حولها، على الرغم من وجود 6527 مسجداً في الإمارات.

 

وتعد الموسوعة التي أطلقتها الزميلة «البيان»، بالتعاون مع مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية، منجزاً ثقافياً مهماً، يستند إلى منهج بحثي، خصوصاً مع ندرة المراجع العلمية حول مساجد الإمارات. كما أنها تسد فراغاً معرفياً حول جماليات العمارة الإسلامية. وتضمنت الموسوعة التي بلغت كلفتها 350 ألف درهم لطباعة 1000 نسخة، قراءة ميدانية وتحليلية للمساجد، واستخدام تقنيات عرض حديثة، إذ تضمنت 260 صورة و14 نموذجاً للرسوم المعلوماتية. وأمضى رئيس قسم الترجمة في صحيفة «البيان»، الباحث كامل يوسف حسين 30 عاماً في المتابعة البحثية الميدانية، لإنجاز الموسوعة التي تقع في 263 صفحة.

 

وأعلن القائمون على موسوعة «مساجد الإمارات» في مؤتمر صحافي، عقد أمس في مقر مجموعة الحبتور في دبي، عن انضمام الموسوعة إلى المكتبة الوطنية لتكون رافداً معرفياً يسهم في تعزيز الهوية الوطنية. وحضر المؤتمر رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور، خلف أحمد الحبتور، ورئيس شركة الحبتور للسيارات، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية، سلطان الحبتور، والمدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، ظاعن شاهين، ومؤسسة ومديرة متحف المرأة «بيت البنات» في دبي، عضو مجلس أمناء مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية رفيعة غباش، والباحث والمترجم كامل يوسف، وجمع من المثقفين والإعلاميين المهتمين بمجال الرصد التاريخي والثقافي في الإمارات.

 

وقال خلف الحبتور خلال المؤتمر، إن «الموسوعة مبادرة لتعزيز قيم الثقافة الإسلامية والعربية، والتسامح والتواصل الروحي والفكري»، مضيفاً «نسعى لأن تصل الموسوعة إلى أيدي قيادتنا الرشيدة والأعيان والمثقفين في الإمارات، والجامعات العالمية، للاطلاع على المنجز الثقافي، باعتباره تجسيداً لإحدى ركائز هوية الإمارات، ونحن على استعداد للتباحث العملي حول خطط التسويق الخيري أو التجاري للكتاب، بالتعاون مع جريدة (البيان)». وأشار إلى أن المؤسسة تعمل ضمن استراتيجية لخدمة الإمارات وشبابها في جميع المجالات الثقافية وغير الثقافية، لافتاً إلى أن الفكرة المطروحة من قبل «البيان» لإنجاز موسوعة «مساجد الإمارات» لاقت ترحيباً نوعياً، كونها تستمد من المعرفة «طاقتها التشغيلية»، إلى جانب أهمية الصحافة المحلية ودورها الفعلي في تحقيق شراكة استثمارية في مجالات عدة.

 

كما أكد سلطان الحبتور دعم مؤسسة الحبتور للأفكار الجديدة والأعمال الخيرية، «نحن في مؤسسة خلف أحمد الحبتور للأعمال الخيرية مستعدون دائماً لدعم المبادرات الخيرية والبحثية والإبداعية». واعتبر القيمة الفعلية للموسوعة تتجسد في محلية الطرح، والتصاقها المباشر مع التراث الإماراتي، بتفاصيل جمالية، وطابع عربي وإنساني عموماً.

 

وقال إن «توزيع الموسوعة يشمل المكتبات العامة والمكتبات العالمية في جامعات أوروبية وأميركية، وصولاً إلى الأقسام الإسلامية في المراكز والمؤسسات التعليمية، إيماناً بهدف توسيع القاعدة المعرفية للحضارة المعمارية الإسلامية في الإمارات. ونحن مستعدون لتمويل طباعة 3000 نسخة إضافية، مع إمكانية إضافة جزء ثان للموسوعة في ظل الحراك النوعي للعمارة الإسلامية والحديثة في المنطقة».

 

وأكد ظاعن شاهين، أن «الذراع الاستراتيجية في منهجية التحديث في مجال صناعة الموسوعات العلمية، هي القيمة الأبرز بعد النظام المعلوماتي ضمن المشروع»، مشيراً إلى وجود 14 نموذجاً لعمارة المساجد في الإمارات، لافتاً إلى أن حضور الصورة الفوتوغرافية في الموسوعة، يمثل نتاج اهتمام قسم التصوير في صحيفة «البيان» منذ التأسيس في ثمانينات القرن الماضي، بالتوثيق المتعدد على مستوى زمنية الحدث وأبعاده، وأما المستوى الثاني فيتمثل في المبادرات الفردية الإبداعية من قبل المصورين في رفد الصحيفة بمجموعة من الصور ذات البعد التقريري لملامح التنمية في الإمارات، تبلور البعض منها في مفهوم المساجد والعمارة الإسلامية، ممثلاً ذلك تراكمية منهجية، أسهمت في إنجاز موسوعة «مساجد الإمارات».

 

وقال إن الصفحات المتخصصة بمعدل صفحتين التي تم إعدادها في شهر رمضان في أعوام سابقة، بعنوان «بيان الصائم»، و«واحة الصائم» عززت بنية الموسوعة بمضامين البحث في تاريخ عمارة المساجد في العالم الإسلامي، والتركيز على جماليات المكان، والأبعاد الزخرفية، مروراً بالمساجد الحديثة في العمارة الأهلية، وصولاً إلى المراكز الإسلامية في الغرب. واقترح شاهين تحويل الموسوعة إلى أيقونة رقمية معتمدة في الموقع الإلكتروني للصحيفة، لتسهيل تصفحه من قبل القراء، ضمن استراتيجية تصفح إلكتروني تحفظ حقوق النشر الإلكتروني.

 

رفيعة غباش قالت إن «الموسوعة تأتي تحقيقاً لمعادلة الفكر والمال والعمل الخيري، خصوصاً أن المشروع استثمر جهوداً بحثية رصينة من قبل الباحث الدكتور كامل يوسف، مروراً بالجهد التقني، ووصولاً إلى النوايا الحسنة المتكاملة بين الرعاة والقائمين على المشروع»، مبينةً أن الموسوعة تمثل مرجعاً علمياً عالي الجودة، اتبع فيه المؤلف منهجاً علمياً دقيقاً، مضيفة «تمثل منجزا ثقافيا يستمد قوته من الطرح الثري، في ظل ندرة المراجع العلمية حول معمار المساجد في الإمارات».

 

وقال كامل يوسف، إن الموسوعة تسهم في تصحيح معلومات عن أقدم المساجد في الدولة، «ومن المتعارف عليه تاريخياً أن أول مسجد في الإمارات هو مسجد البدية في إمارة الفجيرة، لكن البحث الأخير عبر الموسوعة أثبت أقدمية عمارة المساجد في المنطقة والعائدة إلى صدر العصر الإسلامي في المنطقة، حيث توجد آثار أول مسجد في الإمارات في مدينة العين»، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود 6527 مسجداً في الإمارات، لا يوجد سوى كتابين متخصصين في مناطق جغرافية معينة، تضمن أحدهما ما رصده الباحث ناصر العبودي عن مسجد البدية، إلى جانب ما أصدرته دار الكتب الوطنية عن المساجد التاريخية في أبوظبي.

 

ولفت الباحث إلى أهمية التأمل بالنسق العمراني في إمارة دبي تحديداً، والعمل على إنجاز الفكرة الحضارية من مفهوم المسجد في بعده الاجتماعي والثقافي في المنطقة. وأوضح أن البحث في مواقع عدة كشف عن مفهوم «مساجد الأحياء» وارتباطها الاجتماعي وملامحها العامة في كل منطقة. وتوقع الباحث أن تمثل مساجد الأحياء مساجد الغد في الإمارات بامتياز. واستبعد استمرار بناء المساجد الصرحية، مبيناً ميل مساجد الإمارات إلى الجمع بين البساطة والقوة في التصميم والتنفيذ على حد سواء.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله