تحليل نفسي .. مرسي يشعر بالذنب وأصابه جنون العظمة خلال محاكمته
القاهرة " المسلة " … تعددت المشاهد خلال محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، ما بين عدم اعترافه بالمحاكمة ورفضه ارتداء الزى الخاص بالمحاكمات، وتأكيده على أنه الرئيس الشرعي ورفعه لإشارة ”رابعة العدوية”، وغيرها من المشاهد التي تحمل بعدا نفسيا يتعلق بشخصية الرئيس السابق والإشارات التي يريد إيصالها سواء لمؤيديه أو خصومه أو لبعض الأنظمة . تحلل دكتور هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، التصرفات والأفعال الخاصة بالرئيس السابق خلال أولى جلسات محاكمته.
ليس سجين ولكنه رئيس :
قالت الدكتورة هبة عيسوي، أن كل أفعال الرئيس السابق، تؤكد أنها قد فرضت عليه من أجل أن يتم توصيل إشارات بعينها، بداية منذ لحظة الوصول ووقوفه أمام الكاميرات بحجة ضبط ملابسه، رغم أنه من المعروف عنه أنه لا يهتم بشكله وملابسه، ولكنه يريد أن يقف أمام الكاميرات وكأنه ذاهب لزيارة رسمية أو نزهة وليس لقاعة محكمة يتم محاكمته بها.
وتضيف: ”هذا المشهد يوحي وكأنه سيتحكم في موكبه ويقف لدقائق يحي الجماهير، رغم أنه مسجون عليه أن ينطلق مباشرة إلى قاعة المحكمة”. وتابعت: ”وفقا لعدد من الإعلاميين فان مرسي تلفظ بألفاظ غير مهذبة في بداية دخوله قفص الاتهام، متجاهلا ًهيبة القضاء، ومؤكدا على أنه ليس رجل دولة أو نظام”.
سياسة التجاهل :
اعتبرت ”عيسوي” أن رسائل مرسي خلال المحاكمة كانت مباشرة، وكانت تهدف لتحدى الدولة الحالية والمحكمة، وتؤكد أنه لا يعترف بها ورافض لها. وتوضح استاذة الطب النفسي، أن تلويحه بإشارة ”رابعة” هي رسالة تضامن مع أنصاره فيما حدث، وتبرز إدراكه بأنه أصبح رمزا ً للمقاومة ولتلك الإشارة، وتحمل أيضا رسالة مباشرة بآن يستمروا فيما يطلقوا عليه أعمال المقاومة والتظاهر وتعطيل المؤسسات وقطع الطرق وربما الاغتيالات .
ولعل أبرز المشاهد التى تؤكد أنهم لا يعترفون بما حدث، كما تشرح ”عيسوي” ، أنه عندما دخل الرئيس السابق لقفص الاتهام قام بقية المتهمين بالتصفيق الحاد، وكأنه مازال الرئيس ويسير على سجاد خلال موكبه الرسمي . وبحسب تحليل أستاذ الطب النفسي، فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إتباعهم لسياسة التجاهل وليس الإنكار، فلا صحة للقول أنهم لا يدركون جرائمهم ومن ثم ينكرونها عن اقتناع، ولكن الحقيقة أنهم يعلمون جرائهم ولكنهم يتجاهلون ذلك.
جنون العظمة :
وقالت ”عيسوي” إن مرسي تعمد الوقوف على مقربة من الأسلاك الحديدية بقفص الاتهام، رغم أنه من المعتاد أن يقف المتهمين في منتصف القفص، ولكنه أراد أن يقترب من الأصوات التى تحيه وتصفه بـ”الرئيس الشرعي” ليشعر بنشوة وجنون العظمة، وتتابع: ” من جهة أخرى يريد أن يرسل للمحكمة والعالم الخارجي، أنه لا يخشي المحاكمة ولهذا يقترب من الأسلاك، رغم أن الحقيقة اقترابه من الأسلاك يدل على إحساسه بالذنب وسعيه للكذب والتلفيق لإبعاد التهم عنه” – حسب تعبيرها. وتشير إلى أن عدم ارتدائه لملابس الحبس، يدل أنه رجل لا يعلم قواعد الدولة والنظام والقضاء، ومازال يسير طبقا لجماعته ولا يعبأ بصورة بلده .