سوق لندن السياحي الدولي وانطلاقة صناعة الأمل في مصر
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
قبل الظروف الصعبة التي تتعمد جماعة الارهاب الاخواني حاليا ان يدفعوا مصر الي الانغماس فيها سعيا الي استكمال مسلسل معاناتها وتعظيم ما يلحق بها من اضرار خاصة في اوضاعها الاقتصادية. اذا كنا في حاجة للتواجد علي الساحة السياحية.. فلا جدال اننا في عملية مواجهتنا لهذه التحركات والنوايا التخريبية نحتاج – نزولا علي رؤية الخبراء والمتخصصين – ان نكون اكثر اصرارا وتصميما علي المشاركة الايجابية في هذه الاحداث باعتبارها عنصرا اساسيا في اجهاض هذا المخطط الارهابي.
تواكبا مع هذا التوجه وتجنبا لتداعياته كانت تلك الرحلات المكوكية لدول التصدير السياحي التي قام بها هشام زعزوع وزير السياحة التي كتبت عليه كما كتبت علي من سبقوه من وزراء للسياحة بعد ثورة ٥٢ يناير.
هذه الزيارات كانت واجبة باعتبارها اضافة ايجابية للاتصالات التي جرت بمشاركة فعالة من جانب الخارجية المصرية لرفع الحظر او تخفيفه بالنسبة لسفر السياح التابعين لهذه الدول الي المقاصد السياحية المصرية.
< < <
في ظل هذه التحرك المطلوب الذي تتولاه قواتنا المسلحة واجهزة الامن لدعم ومساندة الشعب بهدف القضاء علي كل مظاهر الارهاب والعنف ونشر الفوضي باعتبارها عوامل طاردة للسياحة.. تأتي مشاركتنا في سوق لندن السياحي الدولي »الورلد ترافل ماركت« الذي يعد ثاني اكبر مناسبات الترويج للبرامج السياحية علي مستوي العالم يعد بورصة برلين الدولية التي تقام فعالياتها في مارس كل عام. تأتي أهميته من خلال احتلاله المرتبة المتقدمة التي تحتلها السياحة البريطانية في قائمة السياح الوافدين الي مصر والتي كانت قد تجاوزت في احصائيات عام ٠١٠٢ قبل ثورة يناير المليون سائح سنويا.
< < <
هذا السوق يمثل مناسبة مهمة لكل العاملين في مجال السياحة والفندقة عالميا سوف تبدأ فعالياته يوم الاثنين القادم في نفس موعده كل عام بمشاركة وزارة السياحة المصرية ومعها العشرات من شركات السياحة والفنادق والعديد والعديد من العاملين في المجال.
ان هدفهم جميعا ان يقدرهم الله علي ان تساهم جهودهم واتصالاتهم وعلاقاتهم في تعافي السياحة المصرية. وسوف يكون التواجد في هذا السوق والمشاركة في فعالياته فرصة للعمل علي استعادة السياحة المصرية لمعدلاتها والانطلاق الي آفاق الازدهار التي تحمل كل الخير لمصر وشعب مصر.. ولعل ما يعظم الامل في نتائج هذه المشاركة انها تأتي بعد ان خلصتنا ثورة ٠٣ يونيو الشعبية من الحكم الارهابي الاخواني الذي كان عدوا للسياحة في اطار خطته لتدمير مصر اقتصاديا.
< < <
من المؤكد ان وزير السياحة المصري سوف يجدها فرصة في هذا الحدث الدولي للقاء كبار منظمي البرامج السياحية علي مستوي اوروبا والعالم واعطائهم صورة ايجابية عن ان كل المقاصد السياحية المصرية آمنة باذن الله. ان ما سوف يدعم جهوده ان الشعب المصري الاصيل بتاريخه وتراثه لم يلحق اي ضررا واذي بأي سائح ضيف علي مصر المحروسة طوال فترة الغمة التي كنا نعيشها والتي مازال اخوان الارهاب يحاولون استمرارها. ومن حسن حظ صناعة الامل الواعدة ان المظاهرات واحداث العنف التي تفتعلها العصابة الاخوانية بعيدة تماما عن العناصر السياحية الرئيسية بالنسبة لصناعة السياحة المصرية. انها تحظي بحماية اهالي المنطقة الذين يسترزقون من ورائها ويملكون القدرة علي حمايتها والتصدي لكل محاولات المساس بها.
< < <
وحتي ندرك أهمية سوق لندن السياحي وتأثيراته علي مسارات الحركة السياحية علينا ان نعلم ووفقا للارقام المتوقعة مشاركة ٥ آلاف عارض يمثلون كل الانشطة السياحية من ٤٨١ دولة و٠٣ الف زائر من محترفي العمل السياحي.. وتقول المعلومات المتوافرة ان اكثر من ٦٠١ وزراء للسياحة سوف يشاركون في مجريات السوق بالاضافة الي ٣ الاف صحفي من كل انحاء العالم ستكون مهمتهم التغطية الصحفية لكل ما يدور. من ناحية اخري سوف يشهد السوق ٠٠١ ندوة سياحية متخصصة يتحدث فيها ٠٥٣ متحدثا محترفا في كل ما يتعلق بهذا المجال. ووفقا لاحصائيات عام ٢١٠٢ فانه قد تم من خلال هذا السوق التوصل الي عقود تعد بعشرات المليارات من الدولارات.. لاجدال ان كل هذه الارقام المنشودة تجعلنا نرجو الله ان يكون لنا نصيب فيها.. آمين يارب العالمين.