70 % تراجع عوائد إسكان الحجاج بسبب تلاعب بعثات حج
انخفاض مستوى الإنفاق من 3 آلاف إلى 800 ريال للفرد
مكة المكرمة "المسلة" … تراجعت عوائد إسكان الحجاج هذا العام بنسبة 70% مقارنة بالعام الماضي حيث وصلت العوائد هذا العام إلى مليار ومائة مليون ريال على اعتبار أن متوسط ما ينفقه الحاج على الإسكان بالعاصمة المقدسة في حدود 800 ريال في حين كانت العوائد العام الماضي أكثر من خمسة مليارات ريال على اعتبار أن متوسط ما ينفقه الحاج 3آلاف ريال.
وأرجع رئيس اللجنة العقارية بغرفة مكة المكرمة الشريف منصور أبو رياش تراجع العوائد إلى ثلاثة عوامل رئيسة أولها: انخفاض أعداد حجاج الخارج بنسبة 21% مقارنة بالعام الماضي لظروف توسعة المطاف وثانيها: تحكم بعثات الحج والسماسرة من الوافدين في اختيار المساكن وتراجع الأسعار بشكل كبير حتى وصلت الإيجارات في منطقة العزيزية والشيشة إلى 500 ريال للحاج الواحد في حين كانت العام الماضي أكثر من 3آلاف ريال وثالثها: تأخر مكاتب الحج في توفيق عقود الإسكان من مؤسسات الطوافة للحظات الأخيرة لممارسة ضغوط على أصحاب العمائر والعمل على انخفاض الأسعار حيث يجد صاحب العمارة أو المستثمر نفسه مضطرا إلى التأجير بأي مبلغ كان.
وبين أبو رياش أن مشكلات الإسكان وتحكم بعثات الحج والسماسرة الوافدين في الاقتصاد الوطني سوف يستمر طالما أن بعثات الحج هي المكلفة باستئجار المساكن لحجاجها وياليتها تختار مساكن جيدة بل إنها تقوم بأخذ أموال الحجاج وتستأجر مساكن متهالكة وبعضها غير مرخص وفي مواقع بعيدة.
بعثات الحج
وأشار المستثمر في إسكان الحجاج طلعت تونسي إلى أن الخسائر التي تعرض لها أصحاب العمائر والمستثمرين هذا العام سببها بعثات الحج فتخفيض أعداد الحجاج لم يكن له ذلك التأثير الكبير على الاستثمار في مجال الإسكان لولا تلاعب بعثات الحج وفرضها شروطا على أصحاب العمائر وتحكمها في الأسعار وعدم التعاقد واستئجار مساكن لحجاجها إلا في اللحظات الأخيرة لممارسة ضغوط كبيرة على المستثمرين ورضوخهم للأسعار التي تريدها البعثات حتى وصل ما يدفعه الحاج على الإسكان في منطقة العزيزية التي تعد المنطقة المركزية الجديدة للحرم الشريف بعد إزالة ما حول الحرم من عمائر إلى 500ريال بانخفاض بنسبة 83% عن العام الماضي، مؤكدًا أن ما تقوم به بعثات الحج هو ضرر واضح للاقتصاد الوطني ولا بد من تدخل الجهات المختصة لحماية حقوق أصحاب العمائر وفي ذات الوقت حماية الحاج من استغلال بعثات الحج لأنها تتعمد استئجار المساكن البعيدة وبأسعار متدنية لتحقيق مكاسب شخصية على حساب ضيوف الرحمن.
سمسرة قطاع الإسكان
أوضح المستثمر عبدالله باحكيم أن النظام المعمول به حاليا وهو تفويض بعثات الحج باختيار سكن الحجاج ألحق ضررا بالغا بالحاج والمستثمر في هذا المجال حتى أن كافة مؤسسات الطوافة تشكو من هذا الأمر بسبب تضرر الحجاج من نوعية السكن التي يجدون أنفسهم مضطرين أمام الأمر الواقع للقبول به كما أن بعثات الحج تصدر سنويا مئات الملايين من الريالات إلى خارج الوطن نتيجة السمسرة في قطاع الإسكان على أنها لا تقوم باختيار مساكن جيدة للحجاج الأمر الذي يولد انطباعًا سيئًا لدى الحاج الذي يعتقد أن سكنه من قبل مؤسسات الطوافة التي لا ذنب لها.
وأكد رئيس مؤسسة حجاج جنوب شرق آسيا زهير سدايو أن من أهم العوائق التي تواجههم هي تأخير مكاتب الحق في توثيق عقود الإسكان حتى اليوم الرابع من ذي الحجة رغم وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة بهدف ممارسة ضغوط على أصحاب العمائر وإجبارهم على الرضوخ للتأجير عمائرهم بأسعار بخيسة الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد الوطني علاوة على أن المؤسسة لا تعرف موقع إسكان الحجاج لمتابعة الخدمات المقدمة لهم إلا بعد جهد وبحث نتيجة لعدم توثيق العقود.