السياحة في الكرك امال وتمنيات واداء عشوائي
الكرك "المسلة" … منذ سنوات ووزارة السياحة تشبع اهل الكرك كلاما معسولا عن مستقبل سياحي واعد لمدينتهم ومحيطها ، وامعنت الوزارة في الترويج لافكارها هذه حين رفعت منذ سنوات شعار " الكرك مقر لاممر للسياح" .
ويبدو ان كل ماتقوله الوزارة بذلك الشأن لايستند الى استراتيجية وخطة واضحة لترجمته على ارض الواقع ، رغم انها – أي الوزارة – انفقت عشرات الملايين من الدنانير من موازنة الدولة وخارجها لاقامة مشاريع يرى المتابعون للشأن السياحي انها غير مجدية وغير مدروسة لذلك فقد باءت تلك المشاريع بالفشل واندثرت معالمها بل وتلاشى الكثير من مكوناتها في ظل عدم المتابعة ،والاهتمام وكان اخر تلك المشاريع مشروع الكرك السياحي الثالث الذي سبقه مشروعان فاشلان بكل مقاييس المنطق .
وقبل ان نستفتي مواطنين في الكرك بخصوص المشروعين الاول والثاني نستفتيهم بخصوص المشروع الثالث الذي قال سالم المعايطة انه كلف اكثر من عشرة ملايين دينار فيما تلفت الان بحسب المعايطة اكثر مكوناته والوزارة – كما قال- لم تتسلمه من المقاول بعد رغم مضي اكثر من عام على انتهاء العمل به ، اما بخصوص المشروعين الاولان واللذين اقتضيا هدم مجمع الدوائر الحكومية القديم وسط مدينة الكرك وتم بموجبه تبليط الشارع الرئيسي واقامة موقع بانوراما الكرك وموقع الاطلالة الغربية لمشاهد اسوار الكرك من تلك الجهة ، فقد تخلع وفق خالد الجغافرة معظم بلاط الشارع ، فيما موقع الاطلالة الغربية غير مستغل واهمل لسنوات حيث اندثرت اكثر مكوناته بفعل عابثين لضعف المراقبة والمتابعة ، ولايفاء الوزارة حقها – ان صح التعبير – بحسب الجعافرة فقد خصصت تاليا مبلغا ماليا كبيرا لترميم الموقع واعادته كما كان ، أي بمعنى ان الوزارة دفعت ثمن اهمالها لكن ليس من جيوب المسؤولين فيها بل من اموال الدولة التي كان يمكن ان توجه هذا المبلغ لخدمة اخرى يحتاجها الوطن حاجة فعلية هنا اوهناك ، والمتوقع استنادا لم قاله يوسف الطراونه ان تراوح الامور مكانها فيتم اهمال الموقع ثانية ومن ثم تخصيص مبلغ مالي اخر لاعادة صيانته وترميمه.
اما الاهم في مكونات المشروعين الاول والثاني كما يرى يحي النوايسه فهو موقع اطلالة القلعة الشرقي في اعلى ضاحية المرج او "البانوراما" الذي تم تجهيزه وتسليمه الى مؤسسة اعمار الكرك التي احالته للاستثمار لاحد ابناء الكرك ، الى هنا "تابع" النوايسه نتحدث عن جدوى لهذا المشروع حين استثمر فيه مواطن كركي ، اما الوجه الاسود للمشروع فهي وضع العراقيل والمنغصات في وجه المستثمر الذي غامر واستدان عشرات الالاف من الدنانير ظنا بانه سيجني سمنا وعسلا ، لكنه كما قال " فان المشروع لم يعد عليه سوى بخفي حنين" ، والموقع بحسب النوايسه رغم جماليته واطلالاته الرائعة غير مسوق سياحيا ، وتساءل النوايسه هل تعجز ام تتعاجز وزارة السياحة ومعها هيئة تنشيط السياحة عن تسويقه ، ام اننا نتحدث عن مؤسسات تقول ولاتفعل ؟
مواطنون الكرك ووفق افادة كثيرين منهم طالما اعترضوا على أي مشروع تجميلي لمدينة سياحية خالدة في التاريخ ، وقالوا كان الاجدر ان تبقى المدينة بنفس طبيعة شوارعها ومبانيها وتجارتها واسواقها العتيقة وماكان فيها من مواقع خالدة بخلود المدينة وذكروا هنا الملعب البلدي والسراي القديمة اللذين ازيلا عن الوجود لاقامة ابنية حديثة مكانهما، لكن وبحسب المواطنين فان عدم وجود استراتيجية واضحة لدى وزارة السياحة منذ كانت يؤدي بها بحسب تعبيرهم الى التخبط ويبقي عملها كله في اطار الامال والتوقعات .
المواطنون تحدثوا ايضا لـ السبيل عن مواقع طبيعية تصلح للاستثمار السياحي ، ويقولون ان تطويرها واعدادها سياحيا كان لن يكلف الوزارة الملايين التي انفقتها الا وهي موقع غابة اليوبيل باشجاره الباسقة واطلالاته الفريدة ، وكذلك موقع غابة عينون والموقع المسمى سفينة نوح وعين ساره في وادي الكرك ، وهنا يستذكر علي الشمايله ما قال انه الالف التي انفقت لتطوير موقع عين ساره حيث اقامت الوزارة بعض الانشاءات بهدف خدمة الزوار والمتنزهين ، لكن الاعمال التي نفذت بحسب الشمايله لم تكن بمواصفات تحول دون اندثارها لادنى سبب ، ومن يرغب بالمشاهدة "تابع" الشمايله عليه ان يزور موقع عين سارة ليرى المصير الذي الت اليه الاعمال التي اعتبرتها الوزارة حينها بطولة تستحق التمجيد واشبعت الاعلام تصريحات عنها .