Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

“طيران الشرق الأوسط”… مسيرة نجاح مستمرة

 

"طيران الشرق الأوسط"… مسيرة نجاح مستمرة

 

بيروت"المسلة" …  هذا البلد الصغير ليس لديه قدرات وإمكانات الدول الكبيرة ولكن لديه الطموح والرغبة والإرادة في ان يكون في مصاف الدول الكبرى ، ولديه العنصر البشري الذي يملك من الموهبة والكفاءة ما يمكنه من منافسة الكبار وإثبات وجوده وإدراك مرتبة التفوق والتألق. لقد أثبتت الأيام ان قوة لبنان في إنسانه ، في اللبناني المتميّز والطموح ، في المبادرة الفردية الخلاقة والمبدعة . وهذا ما مكّن لبنان من أن يواجه كل الأزمات والحروب وان يحتضن عدد من المؤسسات الناجحة والرائدة وسط ظروف صعبة وغير مساعدة .

شركة طيران الشرق الأوسط ( MEA) هي واحدة من هذه المؤسسات التي تشكل علامة فارقة وطنياً واقتصادياً ، وتعد عن استحقاق وجدارة رمزاً من رموز النجاح والتحدي اللبناني . هذه المؤسسة الوطنية ، واجهت سنوات الحرب العجاف التي أوصلتها إلى القعر قبل ان يتم انتشالها من براثن الخسارة والإفلاس المحتم لتبدأ مسيرة الصعود والنجاح منذ اللحظة التي وضع مصرف لبنان يده عليها وقرر رياض سلامة حاكم المصرف المركزي تعيين احد المدراء في المصرف محمد الحوت رئيس لمجلس إدارتها ، لتبدأ منذ العام 1996 خطة نهوض وتطور شاملة نقلت الشركة من حال إلى حال ووضعتها في مصاف الشركات الناجحة والرابحة وفي المستوى الذي يليق بها.

على امتداد سنوات ، استمرت شركة طيران الشرق الاوسط في ارتقاء سلم النجاح والتطور بعدما عملت على تحسين خدماتها وأنهت بنجاح تنفيذ الخطة الإصلاحية التي هدفت إلى تحديث وإعادة هيكلة الشركة ، وقد انطوت هذه الخطة على عناصر أساسية منها تجديد الأسطول وتحديثه وتوسيع شبكة الرحلات وتحسين جودة ونوعية الخدمات إضافة إلى تدريب وتطوير مهارات العاملين فيها أرضاً وجواً . وهذا ما مكّن الشركة من تعزيز موقعها في سوق الطيران في المنطقة والعالم  بحسب ليبانون فاليز.

وفي الآونة الأخيرة شهدت شركة الـ " MEA " قفزة نوعية وبلغت مرحلة متقدمة في مسيرتها الصاعدة عبر سلسلة تطورات وخطوات تقف وراءها قرارات شجاعة ومدروسة اتخذها رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة . وآخرها جرى قبل حوالي العشرة أيام مع تسلم الشركة طائرة جديدة من طراز " إيرباص 320 " من مصانع الشركة في مدينة تولوز الفرنسية . وجرى "حفل التسلم والتسليم " بحضور وفد لبناني تقدمه وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي الذي رعى هذا الحدث .

وكان لحضور هذا الوفد الذي احتفى به الفرنسيون دلالات معبّرة ويكفي أنه شكل إعلاناً عن نجاح باهر في مؤسسة وطنية في ظل اقتصاد متراجع وأوضاع صعبة وضاغطة حافلة بالتحديات والأزمات … لقد كان مؤثراً جداً ان نرى لبنان ورغم كل ما يحصل فيه وحوله يعود إلى الواجهة الدولية من خلال شركة وطنية ناجحة وأن يرفرف علم لبنان فوق مدينة "تولوز" الفرنسية وان تعيش منطقة فرنسية يوماً لبنانياً بامتياز .

كم كان شعور اللبنانيين بالفخر كبيراً عندما شاهدوا الطائرة وعليها العلم اللبناني تحلق فوق رابع أكبر المدن الفرنسية بطريقة استعراضية حيث قام قائد الطائرة الكابتن وائل طيارة ومساعده الكابتن عبد الرحمن محمد الحوت بالتلويح بأجنحة الطائرة فوق المدينة كتحية وداع لها ولأهلها وتحت انظار مئات ألوف الفرنسيين. حسناً فعل محمد الحوت ومعه مجلس الإدارة بدعوتهم هذا الوفد لمرافقته إلى تولوز ليشهدوا على مسيرة نجاح مستمرة لهذه الشركة الوطنية و ليروا الوجه الآخر الجميل للبنان … وحبذا لو ان معظم المؤسسات والشركات التي تملكها الدولة اللبنانية تحذو حذو طيران الشرق الأوسط فتعكس صورة وحضارة لبنان في الخارج وتتحول هذه المؤسسات إلى مؤسسات رابحة يفتخر بها الوطن والمواطن بدلاً من ان تكون عبئاً على مالية الدولة ومركزاً للفساد وسرقة المال العام .

هذه الطائرة هي باكورة صفقة وقعتها الشركتان " ميدل إيست" و "إيرباص " لتزويد الميدل إيست بعشر طائرات جديدة ستعزز أسطول الشركة وترفع مستواه ، حيث سيتم تسليمها في العام 2018 ، ولقد اختارت شركة " الميدل إيست " الانضمام إلى تحالف " سكاي تيم " وهي العضو الثاني في منطقة الشرق الاوسط الذي ينضم إلى هذا التحالف ، يقيناً منها أنه في الاتحاد يمكن مواجهة التغييرات الحاصلة في عالم الطيران ، إضافة إلى منافسة الناقلات العالمية واتحادات الطيران الأخرى ، وهنا لا بد من لفت الانتباه إلى ان الانضمام إلى " سكاي تيم " لم يكن ممكناً لو لم تكن "الميدل إيست " أحد أبرز الناقلين في الشرق الاوسط وغرب إفريقيا ، وهي اليوم بفعل عضويتها في هذا التحالف أصبحت جزءاً من شبكة عالمية متكاملة تسمح لزبائنها من الوصول إلى كل أنحاء العالم.

لكن يبقى القرار الاستراتيجي الأهم والأكبر والذي سيعزز موقع لبنان في عالم الطيران ويجعل منه مركز استقطاب ومحط انظار في المنطقة العربية والعالم ، هو القرار الشجاع والجريء والحكيم الذي اتخذه رئيس ومجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط بإنشاء مركز للتدريب الفني في مطار رفيق الحريري الدولي حيث سيكون أهم مركز تدريب تخصصي لكل طياري ومضيفي ومهندسي الطيران في منطقة الشرق الاوسط . وهذا سيكون حدثاً نوعياً ونقطة تحوّل ليس في تاريخ الميدل إيست فحسب وإنما في دور لبنان ومركزه في عالم الطيران كنقطة جذب إقليمية مع وجود مركز متخصص ومتميّز لتدريب طياري ومضيفي ومهندسي الطيران في المنطقة العربية على أرضه.

مما لا شك فيه ان وراء هذه النجاحات والإنجازات يقف بشكل مباشر رجل إسمه محمد الحوت تعاطى مع الـ ( MEA ) على انها قضية وطنية قبل ان تكون شركة تجارية ، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب حيث بادر إلى إعادة تنظيم هيكلية الشركة وخفض نفقاتها وأعبائها ورفع مستوى خدماتها وإنتاجيتها ومردودها المالي وحولها من شركة كانت " على شفير الإفلاس " إلى شركة ناجحة ورابحة ومنافسة في سوق الطيران … هذا الرجل والحق يقال صاحب كفاءة مهنية عالية تصرف بشفافية مطلقة في كل الخطط والإجراءات والمناقصات وتميّز بالأقدام وامتلاك روح المسؤولية والمبادرة . وساعده في ذلك دعم مطلق من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، مما أتاح له إبقاء الميدل إيست في منأى عن التدخلات والتجاذبات السياسية .

أثبت رياض سلامة في هذا المجال إنه إضافة إلى كونه صمام الامان النقدي والمالي في لبنان فإنه ايضاً صاحب خيارات صائبة على مستوى البشر انطلاقاً من مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب وصاحب أياد بيضاء على كل مؤسسة أشرف عليها ورعاها.

وهنا وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلا بد من اعطاء وزير النقل والأشغال العامة غازي العريضي حقه ايضاً كونه وزير الوصاية ، حيث ساهم مساهمة فعالة في حماية الشركة من التدخلات السياسية وقدم لها كل دعم معنوي وسياسي ، وأظهر تناغم في الجهود والآراء مع رئيس واعضاء مجلس إدارة الشركة ، وكان تفاعله إيجابي مع حاجات (MEA) ومتطلباتها وآفاقها المستقبلية .

بامكاننا ان نختلف مع غازي العريضي في السياسة وان لا نوافقه على كل مواقفه السياسية وهذا حال العمل السياسي في البلدان اليمقراطية ، لكن لا يمكننا إلا الاعتراف له وبشهادة كل من عمل او تعاون معه بنجاحه في المهمات التي أوكلت إليه وفي إبقاء الوزارات التي تسلمها مفتوحة أمام جميع اللبنانيين دون تمييز وعلى اختلاف ميولهم السياسية والطائفية والمناطقية .

ان الجهود التي بذلها غازي العريضي والدور الذي قام به في حماية " الميدل إيست" من كل انواع الضغوط السياسية وفي تأمين الغطاء السياسي والرسمي لخططها ومسارها الأرضي والفضائي يسجل له ايضاً كونه أثمر نجاحاً على كل المستويات المالية والتنظيمية والبشرية ، ورغم ذلك بقي الجندي المجهول الذي يعمل بصمت من موقعه لخدمة ونجاح هذه المؤسسة الوطنية وذلك دون طبل وزمر .

وهذا ما يدعونا إلى القول وبكل ضمير مرتاح ان شركة طيران الشرق الأوسط شركة يجب الاقتداء بها وتعميم نجاحها على باقي المؤسسات في لبنان…
واما لبعض الصحافة الصفراء والأقلام الحاقدة نقول قليل من الحياء ، (الشمس شارقة والناس قاشعة )… ولن ينفع تضليلكم وابتزازكم … محمد الحوت يستحق التكريم والتقدير والثناء ونقطة على السطر.

في الختام يثبت اللبناني يوماً بعد يوم أنه متفوق ومتقدم أينما حلّ وبأي مجال عمل . ولنا في الايام الأخيرة علامات مضيئة وأدلة حسية ومشرقة على هذا التفوق مع اختيار الدكتور غبريال غريب شقيق الاعلامي القدير سعيد غريب كأفضل " طبيب جراح قلب " في فرنسا من بين 200 ألف طبيب ، واختيار فيلم " OUT OF DARKNESS " كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان السينما العالمي الذي أقيم في تشيكيا ، وهو للمخرجة اللبنانية صونيا حبيب ابنة انطوان حبيب المدير العام السابق لمؤسسة عصام فارس، وكذلك اختيار رجل الاعمال ميشال ضاهر من بلدة الفرزل البقاعية وللمرة الثانية في أقل من ثلاث سنوات ليعتلي أكبر منبر مالي عالمي ويقرع جرس " وول ستريت ".

في لبنان يوجد أشخاص متفوّقون وبارعون ومبدعون ، ولكن وبكل أسف توجد دولة ضعيفة ومقصّرة وفاشلة ، ولذلك فإن اللبناني يزهر ويثمر نجاحاً في الخارج عندما تتوافر له الامكانات والظروف والتي لا يتوافر الحد الأدنى منها في بلده.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله