15 ألف ريال الدخل اليومي لمهربي الحجاج غير النظاميين
الأسعار تتراوح بين ألفي ريال داخل شاحنات المياه و5 آلاف في السيارة العادية
مكة المكرمة " المسلة " … تشهد المنافذ البرية للعاصمة المقدسة أزمة سنوية، مع الحُجَّاج غير النظاميين الذين لا يحملون تصاريح نظامية لأداء الفريضة، ولأن التشديدات الأمنية التي وضعتها الأجهزة المعنية هذا العام على الحُجَّاج غير النظاميين مكثفة، فإن بعضاً منهم يلجأ إلى المهرِّبين الذين يعرفون طرقاً برية وعرة للوصول إلى الأراضي المقدسة وأداء الفريضة، مقابل أموال قد تصل إلى 5 آلاف ريال عن الشخص الواحد.
وقال أحد من يعملون في تهريب الحُجَّاج غير النظاميين، لصحيفة الشرق السعودية، "يتم تهريب الحُجَّاج المخالفين عبر المنافذ من خلال إخفائهم في شاحنات أوبرَّادات كبيرة، أو (وايت ماء) بمبلغ 2000 ريال للشخص الواحد من جدة إلى مكة، شريطة أن يُنكر أنه اتفق مع المهرب على تهريبه إلى مكة حال ألقي القبض عليه من قِبل رجال الأمن".
وأضاف أن المهربين من أصحاب السيارات الصغيرة يقومون بنقل الحُجَّاج المخالفين من مواقف باب مكة في جدة، وكيلو 10 بمبلغ 5000 ريال، ثم السير بهم حتى محطة وقود قبيل حجز "الزايدي" وإنزالهم ليواصلوا السير من خلف محطة الوقود وتجاوز حجز الزايدي عبر سهول صغيرة ثم يلتف المهرب بعد أن يتجاوز رجال الأمن ويقوم بإركاب الحُجَّاج المخالفين والسير بهم إلى أن يصل شارع الستين بمكة.
وبيَّن أن المهربين يعمدون إلى أخذ إجازات من العمل للتفرغ التام لعمليات تهريب الحُجَّاج المخالفين، مضيفاً "هذا موسمنا ورزقنا" ، لافتاً إلى أن الدخل اليومي للمهرب من جدة إلى مكة يتجاوز 15000 ريال، كاشفاً أن هذا العام بدأت الجهات الأمنية بالتشديد على منافذ المهربين، بالإضافة لتغليظ العقوبات، الأمر الذي أدى إلى رفع بعض المهربين للأسعار بنسبة 100% خشية وقوعهم في قبضة رجال الأمن، وعمليات الغرامة التي تصل إلى 10000 ريال والسجن وحجز المركبة.
وكشف علي وهو أحد الذين قدموا إلى مكة المكرمة عن طريق التهريب- أنه دفع 3000 ريال بغرض الانتقال من اليمن، إلى مكة للحج. وقال إنه استغرق خمسة أيام للوصول عبر سيارة المهرب (جمس يوكون) التي امتلأت بمن هم في حالته وعددهم 15 شخصاً، وسلكوا بواسطتها مناطق نائية ووعرة.
وأضاف أنهم لاحظوا أن المهربين محترفون في عمليات التهريب من خلال التواصل فيما بينهم عبر رموز غريبة لتشتيت التنصت على اتصالاتهم من قبل رجال الأمن، بالإضافة إلى قيادتهم بسرعات عالية وأنهم تعرضوا لعمليات بنشر للإطارات أكثر من مرة، مشيراً إلى أنهم وصلوا إلى "الشرائع" وهي البوابة الشرقية لمكة المكرمة حيث يتم التجمع في استراحة لتسليم المبالغ.
ويستخدم العديد من الأشخاص سيارات صغيرة مظللة الزجاج، وأخرى عالية من نوع جمس وجيب في نقل الحجاج غير النظاميين الذين يتجاوزون المنافذ مشياً على الأقدام؛ لنقلهم إلى المشاعر المقدسة بمبالغ تبدأ من 350 وتصل إلى 500 ريال، فيما يلاحظ انشغال الجهات الأمنية بمراقبة منافذ الطرق الرسمية؛ لمنع المركبات المخالفة.
المصدر : العربية.نت