Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الأردن يبطل إغراء إيران الساعية لاختراقه بدعوى السياحة الدينية

عمان ….. منذ أن حذر العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، من خطورة تكوين هلالٍ شيعي يمتد من إيران إلى العراق مروراً بسوريا ولبنان، في أواخر العام 2004، أخذت العلاقات الإيرانية الأردنية منحى مغايراً عمّا كان، في حين لم يتوقف المسؤولون الإيرانيون عن الحديث في أكثر من مناسبة عن وجود أطماعٍ دينية وجغرافية تهمهم في الأردن، من خلال وجود العديد من المقامات والمراقد والقبور والعتبات التي تعتبر مقدسةً عند الطائفة الشيعية، لا سيما في محافظة الكرك، جنوبي الأردن.

 

ونفى الأردن، رسمياً وفي أكثر من مناسبة، انتشار ظاهرة "التشيع" في البلاد، كما نفى وزير الأوقاف السابق، هايل داود، في حديث لـ"الخليج أونلاين"، أن تكون طهران "قد تقدمت بشكلٍ رسمي ومكتوب لفتح حسينيات للشيعة الأردنيين والعراقيين والإيرانيين".

 

– تضارب

ويؤكد داود أن "الظرف الإقليمي لا يسمح بفتح باب السياحة الدينية للإيرانيين أو الشيعة؛ بسبب الظروف والأحداث الجارية في المنطقة".

 

لكن مسؤولون أردنيون أكدوا في وقتٍ سابق أنهم "تلقوا رغبة الجانب الإيراني بفتح باب السياحة الدينية أمام مواطنيه، غير أن الطلب اقتصر على عددٍ من المسؤولين الإيرانيين".

 

في الوقت نفسه، تؤكد مصادر مطلعة تزايد أعداد الشيعة في المملكة، وتقول: "إنهم يحاولون إقامة شعائرهم الدينية في حسينياتهم التي افتتحت بشكل غير رسمي، أو على شكل بيوت تحولت إلى أماكن للالتقاء والمواعظ وأداء الصلوات، والاحتفال بعاشوراء والمآتم على الإمام الحسين".

 

الموقف الأردني على لسان الناطق الإعلامي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، أكد في تصريح لـ"الخليج أونلاين" موقف حكومته الرافض استقبال أية وفود سياحية دينية من إيران لزيارة أماكن دينية في المملكة، معتبراً أن هذا الأمر "مرفوض وليس مطروحاً للنقاش".

 

ويلفت الرفض الأردني النظر إلى سعي إيران لتوظيف السياحة الدينية في اختراق أكثر من دولة عربية، وخلق أذرع محلية موالية لها لتوظيفها كأوراق ضغط لاحقاً، بحسب مراقبين تحدثوا لـ"الخليج أونلاين".

 

– سياحة شيعية سراً

وكان أتباع المذهب الشيعي يحييون مآتمهم على الحسين بن علي، في البيوت، ثم خصصوا مباني سُميت بـ"الحسينيات"، وتضم مدينة المزار الجنوبي الواقعة ضمن محافظة الكرك (140كم جنوبي العاصمة الأردنية عمان)، مقام الصحابي جعفر بن أبي طالب، الذي يكتسب أهمية دينية خاصة بالنسبة للطائفة الشيعية، كما يضم الأردن عدداً من أضرحة الصحابة والمقامات في عدة محافظات أردنية.

 

وكانت وزارة الأوقاف الأردنية قد أوقفت محاولة بناء أول حسينية كانت ستقام في الأردن، وتحصل على ترخيص بصفتها جمعية خيرية، لكن مراجع القرار في الحكومة تدخلت وسحبت في وقت متأخر ترخيصاً كانت وزارة الأوقاف قد فكرت به في مراسلاتها الداخلية.

 

وأكد مصدر مطلع في وزارة الأوقاف لـ"الخليج أونلاين" أن الشيعة "يأتون حاجين إلى الأضرحة فرادى وليس على شكل جماعات منظمة، كنوع من التمويه والتواري عن السلطات الرسمية".

 

– المال مقابل الزيارة

وكانت عمان قد تلقت عرضاً عام 2012 من طهران يقضي بمنح الأردن نفطاً بأسعار تشجيعية لمدة 30 عاماً، مقابل فتح الباب أمام السياحة الدينية لمقامات بعض الصحابة الشيعية جنوبي الأردن، إلا أن السلطات تجاهلت العرض في حينه.

 

وتزامن العرض الإيراني مع تنامي حالة الاحتقان الطائفي التي اجتاحت المنطقة العربية؛ ما جعل سكان المزارات أقل ترحيباً بزوَّارهم الشيعة، في حين أعربت قوى وشخصيات سياسية عن رفضها أي تقارب أردني مع إيران؛ نظراً لدور طهران في سوريا والعراق.

 

ووصلت الأمور إلى مرحلة اللاعودة في العلاقة الدبلوماسية بين عمان وطهران، حين أشار الملك عبد الله الثاني إلى عدم ارتياح الأردن تجاه التدخلات الإيرانية في اليمن وأفريقيا والعراق وسوريا ولبنان وأفغانستان، مطالباً "باتخاذ موقفٍ حازم تجاه ما فعله الإيرانيون بحق السفارة السعودية في طهران".

 

النائب السابق علي السنيد اعتبر، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن العلاقة الأردنية الإيرانية "متاثرة بالوضع الإقليمي، وما تشهده المنطقة من دفع باتجاه الصراع على أساس طائفي"، مؤكداً أن حالة التأزيم في المنطقة "ستتواصل، ما لم يتم حل الملف السوري".

 

وبدوره قال الكاتب والمحلل السياسي، ماهر أبو طير: إن "أربعة عقود من الشكوك والمخاوف بين الأردن وإيران، لن تزول ببساطة، حتى تحت وطأة الدعوات للاستفادة من المليارات الإيرانية التي سيتم الإفراج عنها"، وفق قوله.

 

– اتهامات أدرنية

ويتهم الأردن إيران بمحاولة زعزعة استقراره من خلال محاولة تجنيد بعض العناصر لارتكاب أعمال تفجيرية، حين ضبطت الأجهزة الأمنية الأردنية ما قالت إنه مجند للمخابرات الإيرانية، وهو عراقي نرويجي يدعى كاظم الربيعي، بعد أن أخفى 44 كغ من المواد شديدة الانفجار شمالي الأردن.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله