ارتفاع الأسعار بحملات الحج السعودية
الدمام "المسلة" …. أيام معدودة ويؤذن للحج الأكبر، في حين تستنفر الحملات السعودية طاقاتها القصوى لتهيئة مقراتها في المشاعر على الصورة التي ترضي ضيوف الرحمن.
بيد أن تأخر تسليم مقرات الحملات أدى لفوضى وارتفاع تكاليف حج السعوديين، وفق رأي العديد من المستثمرين في هذا المجال.
وترتفع تكاليف الحج في السعودية بالنظر إلى أن أسعار النقل والتموين تقفز إلى الضعف عادة في مواسم المناسك.
خفض الحجيج
ويتوقع المستثمرون أن يؤدي قرار السلطات خفض نسبة حجيج الداخل والخارج بسبب توسعة الحرم المكي إلى رفع رسوم حملات المناسك، خصوصا مع ارتفاع تكلفة الأيدي العاملة في ظل إجراءات واسعة ضد مخالفي نظام الإقامة والعمل بحسب الجزيرة.
وقد دعت اللجنة الوطنية للحج والعمرة الحملات إلى عدم استغلال خفض أعداد الحجيج لرفع أسعارها. ووقعت أكثر من سبعين حملة من أصل 248 على ميثاق شرف للالتزام بذلك ويرى المستثمر في حملات الحج سعد القرشي أن الشركات تجاوبت بشكل إيجابي مع قرار خفض الحجاج والالتزام بالأسعار. لكنه انتقد آلية السلطات في توزيع نسبة الحجاج وتأخر تسليم المواقع، مما فاقم خسائر الحملات وجعلها تلجأ لرفع أسعارها لجبر ما لحق بها من أضرار.
وقال للجزيرة نت إن الحملات وشركات الحج "أوقفت العمل في أكثر من 430 فرعا تابعا لها" وقلصت تبعا لذلك مصروفاتها وعدد العاملين بها تحسبا لتراجع الإيرادات.
وأكد عبد الله حمدان -وهو مستثمر أيضا- أن الحملات الصغيرة انسحبت من السوق ودعت الحاجزين معها إلى تسلم مستحقاتهم أو البحث عن بديل.
وينتقد مستثمرون ما يسمونه تأخر وزارة الحج في الإعداد للموسم وتسليم المواقع في المشاعر، ما يجعل الحملات في حالة استنفار وفوضى ويؤدي في المحصلة لرفع التكلفة على الحجاج.
تكاليف الحج
وتتراوح أسعار الحج من داخل السعودية بين 3500 وعشرين ألف ريال سعودي وحسب مواطنين ومقيمين قابلتهم الجزيرة نت، فإن حملات ما دون سبعة آلاف ريال أصبحت حلما حيث تنفد حجوزاتها قبل الموسم.
ويقول سعد العريفي -وهو منسق بإحدى الحملات- إن أسعار حج هذا العام تتراوح من عشرة آلاف إلى 14 ألف ريال بالنسبة لخدمات الخمس نجوم.
ولفت إلى وجود ما يطلق عليه "حج كبار الشخصيات" حيث يطلب البعض خيمة وخدمات خاصة تصل أسعارها إلى خمسين ألفا. لكنه لفت إلى أن نسبة قليلة هي من تطلب هذه الخدمات الخاصة.
وفي حين يرى البعض أن كمال أجر الحج مع المشقة وينتقدون من يطلب الراحة، فإن الدكتور أحمد ذو النورين, يقول للجزيرة نت إن المشقة ليست مقصودة شرعا لذاتها فان تيسر أمر الحاج كان مأجورا على حجه وقصده ونيته، وإن لم يتيسر له ذلك فيكون أجره على قدر نصبه كما في حديث عائشة رضي الله عنها، وبين أن المشقة تجلب التيسير وﻻ يجوز تقحم المشقة وتقصدها أن ذلك من الجهل ومناقضة الحنيفية السمحة.
وفي ظل ارتفاع التكاليف تقدم بعض الحملات أسعارا مخفضة لجذب الحجاج لكنها تخلف وعدها في نقلهم للمناسك ويتبين لاحقا أنها مجرد مؤسسات وهمية تسرق الناس.
وكانت وزارة الحج حذرت سابقا من حملات النصب ودعت للتأكد من تراخيص الشركات عبر موقعها الإلكتروني.