المنامة تطلق مسابقة عربية حول السياحة والمياه فى يوم السياحة العالمى
المنامة "المسلة" … بذاكرتها المتأهّبة دائمًا لأن تصنع الجمال، وفي صياغتها المستمرّة للقاءات إنسانيّة وفكريّة، تسعى وزارة الثّقافة لإيجاد فضاءات متجدّدة ومواسم عديدة تنسج من خلالها المنجزات الوطنيّة والاستثماريّة، حيث عقدت مساء أول أمس اللّقاء السّنويّ الأول لليوم العالميّ للسّياحة في أركابيتا بخليج البحرين، وذلك في تكوين لذاكرة سياحيّة فريدة تلتقي فيها وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة بالجهات السّياحيّة والاستثماريّة ومختلف الجهات والشّخصيّات المعنيّة بالشّأن السّياحيّ والاقتصاديّ، من أجل إنجاز بحث جماعيّ واشتغال علميّ ومهنيّ على العديد من المحاور السّياحيّة التي تستثمر البيئة المحليّة وتوظّف التّطلّعات المستقبليّة.
وقد حضر اللّقاء الدّكتور بندر بن فهيد آل فهيد رئيس منظّمة السّياحة العربيّة، الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة القائم بأعمال وكيل السّياحة، د. هبة عبدالعزيز مستشارة السّياحة بوزارة الثّقافة، د. منير بو شناقي مدير المركز الإقليميّ العربيّ للتّراث العالميّ، عاطف عبدالملك الرّئيس التّنفيذي لبنك أركابيتا.
وفي افتتاحيّة هذا اللّقاء أعربت وزيرة الثّقافة عن سعادتها بهذا التّقارب والتّواصل الذي تلتقي فيه الثّقافة بكلّ هذه التّطلّعات والجهات، ورَحّبت بالدكتور بندر بن فهيد آل فهيد الذي يشارك المنامة عاصمة السّياحة العربيّة للعام 2013م أنشطتها، مؤكّدة رغبتها في أن يكون هذا اللّقاء سنويًّا لتوطيد العلاقات وتفعيل التّواصل وبحث المستقبل السّياحيّ الذي يمكن لجميع الجهات أن تكامل معًا أدوارها لدفع عمليّة التّنمية السّياحيّة.
وأشارت إلى بادرة أركابيتا في احتضان هذا اللّقاء، قائلةً: "هذا المبنى الذي يمثّل جمالاً عمرانيًّا ويعكس وجهًا حضاريًّا للمملكة يستضيف اليوم رؤيتنا السّياحية ويجمعنا في بيئته الحميمة التي تُطلِق بداياتنا باتّجاه هذا المشروع"، مبيّنةً دور بنك أركابيتا في دعم مشاريع الاستثمار في الثّقافة ومشاريع المتحف، وعلّقت: "المنامة عاصمة السّياحة العربيّة للعام 2013م تعيش اليوم العالميّ للسّياحة بتوجّه لتكريسه موعدًا يفتح لنا آفاقًا متجدّدة، لنبدأ من هذا العام استراتيجيّات مختلفة ننجز من خلالها أحلامنا ونروّج لحضاراتنا وثقافاتنا ومشاريعنا".
بعد ذلك، قدّم القائم بأعمال وكيل السّياحة الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة عرضًا حول واقع السّياحة محليًّا وعالميًّا، مشيرًا إلى العديد من الحقائق والإحصائيّات المتعلّقة بالسّياحة والعاملين والمستثمرين فيها، ومبيّنًا أهميّتها، حيث ترصد العديد من دول العالم ميزانيّات عاليّة لتطوير العمل السّياحيّ، والتي في المقابل تعود بمردود اقتصاديّ واجتماعيّ وإنسانيّ لافت. كما تناول خلال العرض نماذج عديدة من قارّات العالم والحركة السّياحيّة فيها، موضّحًا أنّ القطاع السّياحيّ في كلّ دول العالم شهد تطوّرًا ملحوظًا ورائدًا.
وأشار الشّيخ خالد بن حمود آل خليفة في حديثه لـ بنا إلى أنّ الحركة السّياحيّة في البحرين ورغم ما شهدته من تفاوت في السّنوات الأخيرة قد بدأت تستعيد انتعاشها، حيث عادت الحركة السّياحيّة وحجوزات السّفر والفندقة إلى ما كانت عليه قبل العام 2011م، مشدّدًا على ضرورة استثمار المؤهّلات والتطوّرات الحاليّة من أجل استقطاب عدد أكبر من السّياح والمستثمرين، وأضاف: "يبلغ الآن الدّخل السّياحيّ للمملكة 9 ملايين دينار بحرينيّ، وأشارت الإحصائيّات المحليّة إلى أنّ عدد الحجوزات هذه السّنة 2013م سيتجاوز 10 آلاف غرفة مع نهاية العام". واتّخذ مهرجان صيف البحرين نموذجًا لشرح الحركة السّياحيّة المحليّة الأخيرة، مؤكّدًا أثره في تنشيط قطاعات الفندقة والسّفر، حيث كان عدد القادمين إلى البحرين مناصفةً ما بين الرّحلات البرّية والجوّيّة، بمعدّل قضاء 9 ليالٍ في البحرين، كما أُنفِق أكثر من ألف دينار لكلّ عائلة حضرت فعاليّات مهرجان صيف البحرين.
أتبع هذا الطّرح مداخلة مسجّلة للسّيد طالب الرّفاعي الأمين العامّ لمنظمة السّياحة العالميّة حول العلاقة المتبادلة ما بين السّياحة والمياه، مبيّنًا أهمّية المياه كعنصر جذب سياحيّ، وأكّد: "علينا الاستفادة من المياه والعناية بهذا المصدر كمورد سياحيّ هامّ وحمايته من المخاطر المحيطة به"، داعيًا الجميع لإيجاد الحلول من أجل الحفاظ على المياه.
وقد أعلنت د. هبة عبدالعزيز في ختام اللّقاء إطلاق مسابقة لطلّاب كلّيات السّياحة والفنادق في العالم العربيّ حول موضوع "السّياحة والمياه"، والتي ستُرسَل تفاصيلها إلى المؤسّسات المعنيّة مطلع الأسبوع المقبل، وأوضحت أنّ هذا العمل البحثيّ سينتهي باختيار خمسة فائزين للقدوم إلى البحرين والاطّلاع على تجربتها السّياحيّة، مشيرةً إلى أنّ هذا اللّقاء سيكون موعدًا سنويًّا ما بين وزارة الثّقافة والعاملين في السّياحة.