سيئول "المسلة" …. في أحد أيام الصيف الحار، سافرت 3 سيارات فان تقل وفودا من دول جنوب شرق آسيا نحو بلدة تقع على الحدود المشتركة مع كوريا الشمالية.
إن تشيرون، تقع على بعد 88 كيلومترا شمال شرقي سيئول، وهي ليست مزارا سياحيا معروفا للسياح المحليين أو الأجانب، على وجه الخصوص، اذا كانت هناك توترات بين الكوريتين.
غير أن الدولة ظلت تطور صناعة السياحة من خلال الاستفادة من الجوانب الجغرافية والتاريخية والطبيعية التي تتوفر في المنطقة.
وجاءت الفكرة المسماة بـ " السياحة البيئية " لإنشاء نموذج مستدام للسياحة، حيث يتمتع الزوار بالطبيعة ، وينمو من خلالها الحب ورغبة الحماية لها أكثر ، مع المساهمة في تطوير الاقتصاد المحلي بحسب يونهاب.
في الشهر الماضي، شاركت بلدة تشيرون مع وزاراتي البيئة والدفاع الوطني في افتتاح موقع للسياحة البيئية، ما تسمى بـ" حديقة السلام البيئية DMZ "، على امتداد الحدود الجنوبية من المنطقة المنزوعة السلاح(DMZ ).
أن منظمة DMZ هي منظمة عازلة بعرض 4 كيلومترات تقسم شبه الجزيرة الكورية منذ انتهاء الحرب الكورية 1950-1953، لمنع وقوع اشتباك عسكري بين الجانبين. ويمنع مرور المدنيين منذ 60 عاما، وأصبحت المنطقة كنزا من النباتات والحيوانات النادرة.
وبعد أن نزل 32 مسئولا من الحكومات والشركات الممثلة لـ 10 دول من رابطة دول جنوب شرق آسيا( آسيان) من سياراتهم، استقبلهم جنود داخل الحديقة. وتتكون الرحلة من ورش عمل لمدة 3 أيام حول السياحة البيئية تم تنظيمها من قبل مركز آسيان-كوريا الحكومية الدولية في سيئول .
وقال ماس أرميياتي نائب وزير السياحة والثقافة الماليزي "نحن محظوظون للغاية لأننا المجموعة الأولى التي تحضر هذا النوع من الجولة" ووفقا للمرشد السياحي، فإن المندوبين هم أول أجانب يزورون الحديقة منذ انطلاقتها الرسمية في 21 مايو .
وأضاف "اعتقد بأن جولة DMZ ، هي فريدة من نوعها وهذا شيء مختلف عن جولات أخرى، فكوريا الجنوبية قد وضعت نوعا من وجهات نظر مختلفة من السياحة البيئية، التي لديها عنصر من عناصر الحرب والتي يمكن للدول الاسيان تتعلم منها ".
وخلال الجولة، لم تمر المجموعة فقط بالمزيد من الجنود، بل مرت بالأسوار والأسلاك الشائكة وعلامات التحذير من الألغام أيضا . وكانت الحديقة في الواقع هادئة وسلمية.
وشاهدوا جسرا خشبيا للمشاة يعود تاريخه إلى الحرب معلق فوق الماء، ملتويا وهزيلا لان معظم لوحاته كانت قد سقطت، ولكنها لا تزال تخدم كرف للتجفيف للطيور.
أما بالنسبة للأشجار والجبال التي تملأ المشهد، فإن الأمر استغرق 60 عاما بعد الحرب حتى تتمكن الطبيعة من استعادة نفسها إلى الحالته الراهنة.
وقال المرشد السياحي ، إنه من المتوقع أن يستغرق الأمر 40 سنة أخرى قبل أن تتعافى الطبيعة تماما وتعود إلى وضع ما قبل الحرب .
وقال أرميياتي " إذا لم نتحمل المسئولية كاملة ، فإننا لن نفهم لماذا نحتاج إلى رعاية السياحة البيئية، اعتقد بأن الجيل القادم لن ينعم بما نملكه الآن .
وقال شون مانيبونغ، المدير العام لقيم تطوير السياحة بوزارة المعلومات والسياحة والثقافة بلاوس، إنه تعلم درسا أخرا من السياحة .
وقال " إن انطباعي هو أن الصرف الصحي والنظافة هي جديدة ، على الرغم من أن السياحة هي سياحة بيئية ، مقارنة مع الدول الأخرى " .
واقفا بالقرب من الحدود مع كوريا الشمالية، قال سومبونيكسي بوسالاث ، المدير الإداري لمجموعة يونغتشوكتشاشي ، إنه مطور مواقع السياحة في جنوب لاوس، اعترف بمشاعره العصبية عندما أمره الجنود بمنع التصوير حول منشآت عسكرية أو صور قليلة تظهر فيها كوريا الشمالية.
وقال " كان من الأفضل أننا تلقينا تحذيرات من مرشدي الجولة قبل أن نواجه الجنود، فلن نسمع من الجنود بسبب أنهم يحملون السلاح " .
في قرية تبعد 40 دقيقة بالسيارة، طور سكان القرية الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 360 شخص صناعة السياحة بطريقتها الخاصة.
ففي أربعة مرافق إقامة، كانت هناك تجربة ذاتية وبيع منتجات زراعية وسياحة ، تولد قرية دورومي البيئة السلمية لزيادة الدخل لسكانها.
وتذوق الضيوف من جنوب شرق آسيا " تجربة ذاتية " تقدمها القرية من خلال صناعة كعك كوري . بعد دق الأرز المطاطي بمطارق خشبية، لم يتناولوا الكعك الكوري فقط بل حملوه معهم أيضا .
وفقا لمدراء برنامج السياحة البيئية، بلغ حجم مبيعات المنتجات الزراعية 300 مليون وون(257 ألف دولار) العام الماضي، بزيادة 200 مليون وون عام 2014م. ووصلت أجور مرافق الإقامة 200 مليون وون أضافيا العام الماضي، مما أدى إلى البدء في إنشاء مساكن أخرى.
وقال رجل الأعمال من لاوس سوبونكساي سوسالث أن الدروس التي تعلمها من الرحلة هي تغيير خطته للمستقبل.
وقال " كنت دائما أفكر ، في أنني لا بد أن أبني شيئا لهم – منازل- متاجر بالإشارة إلى السكان في تاكور ونابينغ في بلاده، لكن خطتي تغيرت. سأهدف للدراسة معهم وأطور ما يقومون به الآن، وأركز أكثر على مساعدتهم حتى يعملوا بصورة فعالة ، سأفتح ما يمكن أن يكون مجتمعات جيدة ".
وعبر عن تخوفه كرجل أعمال أيضا عن قلقه من انه مع تدفق السياح ستحدث تغييرات في مواقف السكان والمحليين.
وقال إنه يخشى من أن المجتمعات المحلية سوف تتأثر وتصبح جشعة أو سيحدث تغييرا في أسلوب حياتهم لحد ما .