Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

في ختام ندوة المياه من أجل سياحة مستدامة بنزوى .. التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمفردات السياحية في القرى والمدن

في ختام ندوة المياه من أجل سياحة مستدامة بنزوى .. التأكيد على ضرورة الاهتمام بالمفردات السياحية في القرى والمدن

نزوى " المسلة " … خرجت ندوة “المياه من أجل صناعة السياحة المستدامة”، والتي أقيمت في نزوى، ونظمتها الجمعية العمانية للمياه، بمجموعة من التوصيات، أكدت على ضرورة سن القوانين والتشريعات الملزمة لاستخدام أجهزة ترشيد المياه، وإعادة الاستخدام في المنشآت التجارية والصناعية والسياحية، ودعت إلى ضرورة الاهتمام بالمفردات السياحية في القرى والمدن العمانية، وإشراك المجتمع في تنميتها وإدارتها، وتنظيم زيارة الأفواج السياحية إلى المواقع السياحية داخل الأحياء السكنية وخاصة الأفلاج، وذلك بالتنسيق مع مستخدمي الأفلاج لخصوصيتها، كما أكدت على أهمية التنسيق بين المؤسسات الحكومية والخاصة فيما يتعلق بالمقومات السياحية والخدمات اللازمة لها، وكذلك تسويق الأفلاج وإدارتها، باعتبارها منتجا سياحيا طبيعيا، ومحطة من المحطات التي يزورها السياح، مع أهمية إنشاء مراكز استقبال لهم، وإيجاد دليل سياحي من أهالي الفلج.

 

وكانت الندوة التي أقيمت في فندق جولدن توليب نزوى، قد تواصلت صباح أمس بتقديم مجموعة من الأوراق المشاركة، ابتدأت بورقة حول “موسم الخريف في محافظة ظفار”، باعتباره ثروة مائية، وصناعة سياحية بحاجة إلى تنمية، قدم الورقة المهندس عبدالله باعوين قال فيه: إن فصل الخريف يحول الجبال والسهول والمناطق الساحلية بمحافظة ظفار إلى رقعة خضراء، تتمتع بتنوع بيئي ضخم من الأشجار والنباتات، وتكون عامل جذب لكثير من الناس، من داخل وخارج السلطنة.

وقال في ورقته أيضا: إن الخريف يمكن أن يكون ثروة مائية يتم استغلالها، وكما هو معلوم فنحن في بلد يقع ضمن منطقة الحزام الجاف، ولذلك نبحث عن أي مصادر من المصادر المائية التي تثرينا في هذا الجانب، والخريف واحد من هذه المصادر، كما أن هذا المصدر يتحول إلى عامل جذب سياحي بصورة متطورة ومتنامية، ولدينا إحصائيات تؤكد على ارتفاع أعداد الزوار لمحافظة ظفار خلال موسم الخريف، ورأينا من هذه الأشياء أنها بحاجة إلى خدمات وتطوير كثيرة، ولكي يأتي الزائر إلى المحافظة لا بد من وجود خدمات يكون بحاجة إليها كالفنادق، وخلال هذا العام تم القضاء على مشكلة عدم وجود دورات مياه ولو مؤقتا.

وقال في ورقته أيضا: إن المساحة التي يشملها الخريف تمتد عبر شريط جبلي وساحلي، تبلغ أكثر من 300 كم مربع، وهي مساحة تغطيها سحب الخريف، وندعو السياح إلى زيارتها، والتعرف عليها، حتى لا يبقى وجودهم محصورا في مدينة صلالة، وما حولها من سهول كسهل إتين.
ويضيف: بعد موسم الخريف يأتي موسم الصرب، وفيه تنكشف الشمس، وتتحول الجبال إلى قطعة خضراء، وتمتد بامتداد المساحة التي يشملها الخريف، ويمكن للسائح أن يزور مرباط وطاقة، ويصل إلى ولاية ضلكوت، ويصعد إلى المناطق الجبلية، ويتعرف على المقومات السياحية في تلك المدن البعيدة عن صلالة، لذلك ندعو الزائر إلى زيارة المواقع الثقافية المتنوعة في محافظة ظفار، وتقع في مختلف الولايات والمدن. وقال أيضا: لقد حبا الله محافظة ظفار بمقومات سياحية رائعة، وموسم الخريف الذي يهطل برذاذه الناعم هو نعمة من نعم الله، لذلك ندعو إلى استغلاله بصورة اقتصادية تخدم الوطن، فثمة الكثير من المقومات والهبات الطبيعية التي لو استغلت كمشروعات اقتصادية أن تدرَّ دخلا كبيرا، وتكون رديفا للنفط والذي ما يزال في قائمة الموارد الاقتصادية في السلطنة.

الأمن المائي والغذائي :

 

ووصف الجمعية العمانية للمياه المنظمة لهذا الندوة بأنها نشطة، وتركز على النقاط التي تلامس احتياجات في كل محافظة، واتبعت منهجية التوزيع، ففي كل محافظة لها عمل ودور تقوم به، وأضاف: إن الجمعية ستعمل خلال الأيام القادمة على التسويق السياحي لولاية الداخلية بمحافظة الوسطى، واستغلال المياه المصاحبة للنفط بعد أن تتم معالجتها، ومن خلال الأوراق التي عرضتها الندوة فقد استمعنا إلى محاضرات مهمة، أبرزها محاضرة د. حمد بن محمد الغيلاني، والتي تناولت الأمن المائي والغذائي من أجل سياحة مستدامة، وخلاصتها تقول: إنه إذا تم نقل الري التقليدي الى ري حديث في عموم السلطنة سوف نوفر ما يقارب من 700 مليون لتر مكعب من المياه سنويا، فيما نحن لدينا الآن عجز سنوي من المياه يبلغ 370 مليون لتر مكعب، ما يعني أن المياه بحاجة إلى إدارة حديثة وواعية، ويمكن بمبلغ وقدره 85 مليون ريال عماني تحقيق هذا المشروع، وهو مبلغ زهيد مقارنة بالمبالغ التي تصرفها دول أخرى من أجل توفير المياه، ونأمل أن تتحقق مثل هذه المطالبات والمشروعات، لنراها على أرض الواقع، خدمة لهذا الوطن المعطاء في هذا العهد الزاهر.

وقدم خالد بن سالم الهوتي، ورقة حول مشروع سد وادي ضيقة باعتباره معلما سياحيا واعدا، بصفه مشرفا على المشروع، أكد فيه أنه من خلال الإحصائيات التي يقومون بها لحصر أعداد الزوار للسد منذ افتتاحه، اتضح تزايد العدد خلال الاجازات، وخلال 25 يوما من شهر نوفمبر 2011م، زار سد وادي ضيقة 73 ألف زائر، وفي إجازة عيد الأضحى 2012م، زار السد 30 ألف زائر، فيما يبلغ متوسط أعداد المركبات 1500 مركبة، جميعها تتكدس في مواقف السد، وهي مواقف معدودة ومساحتها ضيقة، ما يعني أن موقع السد لا يحتمل كل هذه الأعداد الكبيرة والمتزايدة من الزوار بمركباتهم، ويشكل ضغطا كبيرا جدا على الموقع.

مشروع سد وادي ضيقة :

 

وقال أيضا: إن موقع سد وادي ضيقة مثالي للسياحة الطبيعية، ولكنه بحاجة إلى خدمات، كما أن الزوار بحاجة إلى مرافق ترفيهية، وحاليا به حدائق ودورات مياه ومركز للزوار، لكن السائح لا يكتفي بما هو موجود حاليا، ويطالب بإيجاد وسائل ترفيهية لأسرته. وطالب في ختام عرضه بزيادة عدد المواقف للمركبات، وتأهيل وإنارة الطريق المؤدي إلى موقع السد، وزيادة عدد المرافق السياحية حول منطقة السد، واستغلال المساحات البيضاء المحيطة بالمنطقة، كبناء مسجد للصلاة، وحدائق للأطفال، وإضافة دورات مياه عامة، وكذلك استثمار المنطقة الموجودة في أعلى السد، والمخصصة للسياحة، من خلال بناء قرية سياحية متكاملة المرافق، من فنادق واستراحات وعربات معلقة (تلفرك)، كما طالب بزيادة الترويج السياحي لموقع السد، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، ورفع مستوى ميناء قريات ليكون قادرا على استقبال الرحلات السياحية للولاية، وإنشاء مركز لإنتاج وتسويق المشغولات الحرفية، وغيرها من الأفكار المطروحة، والتي من شأنها تنشيط هذا الموقع المائي، وتنميته سياحيا.

وأكد في سياق ورقته أن متوسط المياه التي يحتجزها سد وادي ضيقة سنويا يبلغ 51 مليون لتر مكعب، وفي عام 2011م احتجزت بحيرة السد 98 مليون لتر مكعب، وهذا العام احتجزت حتى شهر اغسطس الماضي 55 مليون لتر مكعب، ووادي ضيقة من الأودية القليلة في السلطنة دائمة الجريان، فهو جار طوال العام، وحاليا تضخ مياه السد بصورة مباشرة لثلاثة أفلاج في قرية المزارع، وهي أفلاج: (السيح والغبيرة والجزير)، ويغذي المناطقة الواقعة أسفل السد، كما إن هناك قرى تستفيد من مياه السد بصورة غير مباشرة، وهي قريتا (حيل الغاف ودغمر)، ونأمل في المرحلة الثانية أن تتوفر مياه شرب لولاية قريات والمزارع ودغمر وحيل الغاف، بنسبة تصل إلى 20 مليون لتر مكعب، وكذلك توفير المياه لعموم محافظة مسقط، فهو مخزون استراتيجي واعد.

خمسة أفلاج عمانية عالمية :

 

وأكد سيف بن سليمان بن حمود العمري، وهو مهندس في وزارة البلديات الاقليمية، وعمل سابقا مديرا لدائرة الأفلاج، ويحضّر حاليا رسالة دكتوراه في المانيا، حول إدارة المياه الجوفية، حيث تحدث عن الورقة التي قدمت حول “الأفلاج الخمسة التي دخلت ضمن قائمة التراث العالمي”، وهي أفلاج دارس بنزوى، والخطمين بنيابة بركة الموز التابعة لولاية نزوى، والملكي بولاية إزكي، والميسَّر بولاية الرستاق، وفلج الجيلة بنيابة طيوي التابعة لولاية صور، هذه الأفلاج الخمسة تم إدراجها ضمن التراث العالمي، لاعتبارات وأثرية وطبيعية وهندسية تتعلق بنظام الري لكل فلج، ففلج دارس يتميز بغزارة المياه، حيث يصل منسوب تدفقه خلال الفترة المطيرة الماضية إلى 2500 لتر مكعب في الثانية الواحدة، ويغطي مساحة زراعية كبيرة، ويمر بحارات أثرية وحصون جميعها تمثل إرث حضاري وتثري من إدراج الموقع، وهو من الأفلاج التي حفرت في عهد اليعاربة، بحسب الروايات التي وصلت إلينا.

ويعد فلج الملكي من أقدم الأفلاج العمانية، وتم ارتباط تكوين المدن بوجود الأفلاج، ولولاها لما وجدت المدن، وفلج الميسَّر في ولاية الرستاق يتميز بعملية تقسيم الماء الفريدة،  فمن المخرج يتوزع الماء إلى قناتين أخريين، وكل قناة من القناتين تتوزع إلى قناتين أيضا، بطريقة دقيقة ومحسوبة، وعلمية تقسيم الماء فيه تتم بدقة متناهية، وكذلك فلج الخطيمن، تتدفق مياهه إلى ثلاث سواقي، كل ساقية تتعادل مع الساقية الأخرى في نسبة تدفق المياه.

أما فلج الجيلة فهو فلج عيني وصغير وتدفقه صغير، لكنه ينبع من أعلى قمم الجبال، ويمر في قناة ضيقة، ويتم تجميعه في خزان، وعملية تقسيمه مختلفة، حيث يتم تجميعه في خزان، وتتم تقسيمه من خلال معرفة منسوب المياه في البركة، حيث تنغرس عصا في الخزان المائي، ويعرف الناس كثافة احتجاز الماء حين تبلغ مستوى معين، ولكل شخص له مستوى خاص به من طول العصا الواصلة الى عمق الخزان، كما أن المساحة المزروعة فيه صغيرة، ولكنها مدرَّجة من الأعلى إلى الأسفل، أما الساقية فتسير في جسور معلقة، ويمر الفلج على قرية أثرية قديمة جدا متكاملة الملامح، وما تزال المباني موجودة اليوم بحالة جيدة، وكأنما عوادي الزمن لم تؤثر عليها، وتوجد مقابر في أعلى السفح تعود إلى فترات ما قبل الإسلام، ما يعني أن قرية الجيلة أثرية جدا، لذلك تمت إضافة هذه الأفلاج الخمسة ضمن قائمة التراث العالمي باعتبارها نموذجية لأفلاج السلطنة، من جانب آخر تزخر السلطنة بأفلاج كثيرة، لا تقل أهمية إبداعية في نظام الأفلاج. وأضاف العمري: إنه تم عمل خطة إدارة لهذه الأفلاج الخمسة، ونعمل حاليا على تطوير مواقعها، وبناء مبنى للزوار، وإقامة متاحف مصغرة، وإقامة نمذجة للفلج ليتعرف الزائر على خصائص كل فلج.

مركز عمان للمؤتمرات والمعارض :

 

ومن بين المشاركات الخارجية التي ساهمت في إثراء الندوة قدمت روشيل بوتش رتز، تعريفا بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، أكدت في ورقتها أن المركز يتم إنشاؤه في منطقة حي العرفان بولاية بوشر، وتبعد مسافة 4 كم من مطار مسقط الدولي، ويتمتع المشروع بمستوى فائق في تصميمه المعماري، حيث يعد من أوائل الصروح المصممة وفق اشتراطات ومعايير الريادة في الطاقة والتصميم البيئي، المصادق عليها من قبل المجلس الأمريكي للمباني الخضراء.

وروعي في تصميمه أن يكون ذا مستوى رحب، يلبي احتياجات كافة منظمي المؤتمرات والمعارض بشتى الأنواع، ويحتضن مساحة مطلة على حدائق ومروج خضراء واسعة، وقادرة على استيعاب أعداد كبيرة من الوفود والجماهير. كما يضم المركز مسرحا ضخما، وقاعات معارض تستوعب أكثر من 10 آلاف شخص، ويشغل مساحة تصل إلى 22 ألف متر مربع، ويحتوي المركز على غرفة للاجتماعات، وقاعتين للأفراح، وبه موقع متميز لكبار الشخصيات، وقاعة طعام واسعة، ومواقف للسيارات تتسع لأكثر من أربعة آلاف مركبة.

كما يتضمن المبنى حيا تجاريا كبيرا، يطل على محمية زراعية طبيعية للطيور النادرة في السلطنة، ويعد مشروع مركز عمان للمؤتمرات والمعارض من بين المشروعات العملاقة الواعدة، ومن المؤمل الانتهاء منه في عام 2017م. وإلى جانب هذه الورقات تم تقديم ورقات أخرى ضمن ندوة المياه من أجل صناعة السياحة المستدامة، من بينها ورقة بحثت حول الوضع المائي في محافظة الداخلية، قدمها المهندس خاطر بن خميس الفارسي من وزارة البلديات الإقليمية، وورقة أخرى حول استهلالك المياه في البيوت صديقة البيئة، قدمتها بلقيس الهنائية مساعد باحث بمجلس البحث العلمي، وورقة قدمها بدر بن سعيد الذهلي من كلية السياحة حول التعليم السياحي ودوره في المحافظة على الموروث المائي في السلطنة، كما قدم محمد الرحبي من شركة “يام” لتقنيات ترشيد استهلاك المياه، ورقة بحثت حول إعادة استخدام المياه المعالجة. من جانب آخر قام المشاركون في الندوة بجولة سياحية في مدينة نزوى، حيث اطلعوا على مكنوناتها الطبيعية والأثرية، باعتبارها رافدا لتنشيط الجانب السياحي لهذه المدينة العريقة.
 

المصدر : عمان

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله