"المياه ودورها في صناعة السياحة المستدامة" ندوة بنزوى
رعى وكيل وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لشؤون البلديات الإقليمية حمد بن سليمان بن حمد الغريبي افتتاح فعاليات ندوة "المياه ودورها في صناعة السياحة المستدامة" والتي نظمتها الجمعية العمانية للمياه وذلك بفندق جولدن توليب بنزوى على مدى يومين متتاليين بحضور عدد منولاة ولايات المحافظة وعدد من أعضاء مجلس الشورى ومديري العموم ومديري والمؤسسات الحكومية والخاصة وجمع من المهتمين بمجال المياه ورجال الأعمال، حيث يشارك في الندوة العديد من المحاضرين الذين سيقدمون ست عشرة ورقة عمل والتي تبحث جوانب متعددة حول الأهمية البالغة للمياه في مجال تنشيط السياحة.
بدأ حفل افتتاح الندوة بكلمة ألقاها والي نزوى الشيخ حمد بن سالم بن سيف الأغبري، أشاد فيها بدور الجمعية العمانية للمياه في محاولتها الارتقاء بالوضع المائي ونوه إلى أهمية المياه باعتبارها المصدر الرئيسي للحياة، وقال بأن الندوة ترسخ الوعي بأهمية المياه. و بعدها ألقى رئيس الجمعية العمانية للمياه المهندس زاهر بن خالد السليماني كلمة أكد فيها أن الوضع الحالي في السلطنة يؤكد على وجود اهتمام كبير بصناعة السياحة، لكي يكون مصدرا من مصادر الدخل القومي، ومع أن السلطنة تعاني من عجز في مصادر المياه الطبيعية المتجددة، إلا أن دخول المصادر غير التقليدية في الميزان المائي، مثل تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه المعالجة، يجعل التوازن بين الطلب والوفرة ممكنا، إذا تضافرت جهود القطاعات المستخدمة للمياه، وهي المنزلية والتجارية والصناعية والزراعية. وأكد بأن أعداد السياح الذي يقصدون السلطنة في تزايد مستمر، حيث يقدر عددهم في العام الماضي أكثر من مليوني سائح، واحتياجاتهم من المياه أكثر من نصف مليون متر مكعب، ناهيك عن السياحة الداخلية التي أيضا تتطلب استعدادا إضافيا.
وقال أيضا: إن الهدف من إقامة هذه الندوة هو لتسليط الضوء على تنمية وإدارة الموارد المائية في القطاع السياحي، وتوفير منتدى لعرض تجارب وتبادل الخبرات والأفكار، في مجال تقنية ترشيد استهلاك المياه، والمبادرات الجديدة في قطاع السياحة، ومعالجة المياه وإعادة استخدامها في المنتجعات السياحية، وتقنيات الري الحديث في الحدائق والمتنزهات. وأكد بأن الجمعية العمانية للمياه ستتواجد في قلب الحدث، بهدف التفاعل مع أفكار واحتياجات مستهلكي المياه الخاصة في القطاع السياحي، والسعي إلى تسليط الضوء على احتياجات هذه القطاع من المياه. وطالب بضرورة نشر الوعي بأهمية المياه، ودعم مشاركة أفراد المجتمع في تنميتها، وإعادة تدوير المياه، واستخدام وسائل الري الحديثة واستخدام المياه المعاد تدويرها لري الحدائق والمتنزهات. بعد ذلك ألقى روبرت ترافرس خبير السياحة الدولية بكندا، كلمة تحدث فيها عن أهمية وجود مياه نظيفة وملائمة للسائحين، وطالب السائحين بمراعاة لتقاليد كل بلد يزورونها، وإيجاد البيئة الملائمة لسياحة مستدامة من جميع النواحي، كما ألقى د.رالف كلنج بل، المدير الإقليمي للمياه والبيئة بمنظمة الأسكوا، كلمة سرد فيها نماذج من بعض الدول التي تهتم بموضوع المياه، كما تحدث حول تنمية قدرات الأفراد في هذا المجال، ودور منظمة الإسكوا في تنمية قدرات الفرد.
هذا وبدأت الجلسة الأولى بورقة قدمتها د.عائشة القرشية، من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه، كما ألقى محمد اليحيائي من الهيئة العامة للكهرباء والمياه ورقة تحدث فيها حول خدمات المياه في محافظة الداخلية، ثم ألقى روبرت ترافرس ورقة حول الممارسات الفضلى لترشيد المياه في القطاع السياحي، وتناول عبدالله بن سالم الذهلي من وزارة السياحة قيمة المياه باعتبارها منتج سياحي دائم، وألقى د.عبدالله باعوين من وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ورقة حول فصل الخريف، باعتباره ثروة مائية وصناعية سياحية، ودعا إلى ضرورة الاستفادة من تلك المياه التي تهطل خلال تلك الفترة، وسوف تتواصل الندوة اليوم لتقديم جلستين متتاليتين، تبحث في جوانب كثيرة من موضوع المياه، وكان الحضور قد تابعوا فيلمين وثائقيين، تم عرضهما خلال تدشين الاحتفال، تناولا إنجازات الجمعية العمانية للمياه، والمستقبل السياحي للسلطنة. كما وقد استعرضت أحد الأوراق المشاركة إلى أن استهلاك المياه في الفنادق مرتفع جدا، وقد يصل في بعضها إلى أكثر من مائة ألف جالون يوميا، وأكدت بأن إنشاء شبكة المياه الداخلية للمشروع من مسؤولية أصحاب المشروع، إلا إذا اتفق على خلاف ذلك مع الحكومة، وكذلك إدارة الشبكة الداخلية للمشروع من فوترة وصيانة على أصحاب المشروع وطالبت بتقنين استخدام مياه التحلية للاستخدام البشري فقط، ووضع اشتراطات جديدة لتوفير الخدمة تساهم في ترشيد الاستهلاك، وتوعية المجتمع بالوضع المائي في السلطنة، وأكدت على ضرورة المساهمة في دعم البحوث والمبادرات المرشدة والموفرة للمياه.
بعد ذلك قام راعي الحفل والحضور بجولة داخل المعرض المصاحب للندوة والتي شاركت فيها مجموعة من المؤسسات والشركات المساهمة في تنظيم صرف المياه في السلطنة، حيث استعرض المعرض نماذج من الأدوات المستخدمات للتحلية، إلى جانب كتيبات وصور ولوحات تثقيفية وإرشادية، تدعو إلى ضرورة ترشيد استهلاك المياه. وفي تصريح لحمد الغريبي لوسائل الإعلام تحدث فيه حول ضرورة توعية السائح بأهمية المياه، حتى لا تتسبب السياحة في هدر المياه، وأكد بأن المحافظة على المياه تحظى بنقلة نوعية على مستوى العالم، وأن السواح يتدفقون على الدول ذات الغزارة المائية، ولذلك فقد أصبحت هاجسا للجميع، وقال أيضا: إن هناك دراسات كثيرة تبحث في إيجاد آليات ووسائل تنتج المياه، وأخرى تساعد على الحفاظ عليها، هناك ندوات تعقد للبحث عن النباتات التي تتحمل الجفاف، وضرورة الحصول على نباتات تنتج أعلى مما تستهلك من المياه.
المصدر : الشبيبة