طرائف جذورية في رمضان
بقلم : د محمد فتحى راشد الحريرى
لا يخلو شهر الصيام من الطرائف والغرائب، وهي التي يسميها أهل الشام ومصر والجزيرة عموما بالنهفات، منها ما يتندر بالغفلة والبله الذي يتصف به بعض الناس، أو بالمكان أو بأشياء أخرى.
لا شك أن الإمام أبا الفرج ابن الجوزي البغدادي (508-597 ه) كان يولي شهر رمضان اهتماما زائدا، ومن ذلك عقده مجالس الوعظ، وقيامه بصلاة التراويح، ونشاطه العلمي في رمضان،
لا شك أن الإمام أبا الفرج ابن الجوزي البغدادي (508-597 ه) كان يولي شهر رمضان اهتماما زائدا، ومن ذلك عقده مجالس الوعظ، وقيامه بصلاة التراويح، ونشاطه العلمي في رمضان،
فمن طرائف الشاعر (ابن الرومي) – الشاعر العباسي – أنه قد أدركه الصيام في شهر (أغسطس) آب فصام رمضان إلا أنه و صف معاناة الحر و العطش، فقال:
شهر الصيام مبارك
(ما لم يكن في شهر آب!)
الليل فيه بساعة
(ونهاره يوم الحساب !!!)
خفت العذاب فصمته
(فوقعت في نفس العذاب!)
و من طرائفه أن (ابن العميد) علم أن قاضيا أفطر خطأ في أول يوم رمضان و صام خطأ أيضا في أول يوم العيد فقال فيه:
يا قاضيا بات أعمى
عن الهلال السعيد
أفطرت في رمضان
و صمت في يوم عيد
ويروى عن الأصمعي أنه قال: هجم علي شهر رمضان وأنا بمكة، فخرجت إلى الطائف لأصوم بها هربا من حر مكة فلقيني أعرابي فقلت له: أين تريد؟ فقال: أريد هذا البلد المبارك لأصوم هذا الشهر المبارك فيه. فقلت له: أما تخاف الحر؟ فقال: (من الحر أفر). أي خوفا من حر نار جهنم.
ومن طرائف الصوم:
جاء رجل يوما إلى فقيه يستفتيه فقال له: لقد أفطرت يوما في رمضان بعذر؟
فقال: اقض يوما.
قال: قضيت وأتيت أهلي وقد صنعوا (ميمونة)، وهي المامونية، نوع من الحلوى الطيبة كانت معروفة في ذلك الوقت. قال:
فامتدت إليها يدي وأكلت منها.
قال: فاقض يوما آخر.
قال: قضيت وقد أتيت أهلي وقد صنعوا (هريسة)، فسبقتني يدي إليها وأكلت منها.
قال: الرأي عندي أنك لا تصوم إلا ويدك مغلولة إلى عنقك.
ورأى الحجاج أعرابيا فدعاه إلى الطعام، قال: دعاني من هو خير منك فأنا صائم
قال افطر وصم غيره.
قال الأعرابي: وهل تضمن لي أن أعيش حتى أقضي غيره ؟؟؟ !!!
قال الحجاج: ولكنه طعام طيب؟
قال: ما طيبته أنت ولا طباخك، وإنما طيبته العافية. فقال الحجاج: أفلحت.
ومما يتندر به الفقهاء في مجالسهم أن الشعبي كان في درسه يحدث عن بركة السحور، فقال: ليتسحر الصائم ولو أن يضع أصبعه على الأرض ثم يرفعها إلى فيه (فمه)، فرفع أحد البلهاء أصبعه سائلا الإمام:
أي أصبع يا مولاي ؟؟؟
قال الشعبي، هذه، وأشار إلى أصبع الإبهام من قدمه !!!
ذكرني هذا بحكاية أخرى للشعبي رحمه الله، وكان صاحب فكاهة ودعابة، أن الشعبي ألقى حصاة خارج المسجد، فاحتج عامي عليه وقال:
كيف ترميها خارج المسجد يا سيدي وقد سمعنا من بعض المشايخ أنها تصيح احتجاجا عل منعها من سماع الذكر ؟؟؟
قال الشعبي: تصيح حتى ينشق حلقها !!!!
وأختم بطرفة ليست جذورية وإنما هي رمضانية، كان المعلمون يحكونها لتلاميذهم لبيان فضيلة الصدق وعاقبته:
ومفادها أن اثنين من الطائفة النصرانية كانا جائعين تائهين في الفلاة.
واحد اسمه جورج، والثاني اسمه ميشيل،
وفجأة مرا بمسجد، وحدثتهما نفساهما أن يستطعما أهل المسجد لعلمهم أن المسلمين كرماء وخاصة في شهر رمضان.
قال ميشيل لجورج: أنا أقول لهم ان اسمي محمد حتى يعطوني طعاما وماء ويكرموني.
أما جورج فقال:
لا يا اخي، أنا أقول اسمي جورج ولا أكذب مهما كانت النتيجة.
ورآهما شيخ المسجد وسألهم عن اسميهما وحاجتهما.
قال ميشيل انا اسمي محمد، وجورج قال: أنا اسمي جورج.
* ?فقال الشيخ للمصلين: أعطوا جورج أي شيء يأكله فهو ضيف عندنا،
وتابع الشيخ: انت يا محمد متل ما بتعرف حبيبي، نحن صائمون اليوم، وبعد المغرب تفطر معنا !!!