خلال محاضرة «الاستفادة من الآثار والتراث في السياحة الثقافية»
الشهاب: السياحة الثقافية سلاح إستراتيجي للحفاظ على هوية الكويت والخليج العربي
• المطيري لـ «الأنباء»: الخليج العربي كان مسيحياً وتزامن الكنائس مع العهد الإسلامي يثبت التسامح البيشي لـ «الأنباء»: خطة جديدة للترويج للسياحة الثقافية والمتاحف
الكويت "ادارة التحرير … وسط حضور لافت من الإعلاميين والمهتمين بالثقافة الأثرية في الكويت أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محاضرة حول السياحة الثقافية بعنوان «الاستفادة من الآثار والتراث في السياحة الثقافية» ضمن الموسم الثقافي لمكتبة الكويت الوطنية، حاضر فيها الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالمجلس الوطني شهاب الشهاب ومراقب المباني التاريخية بالمجلس م.عبدالله البيشي، وأدارها مدير مكتبة الكويت الوطنية د.حسين الأنصاري. حيث اكد المحاضرون أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مستمر في المحافظة على الإرث الثقافي للكويت من خلال الاهتمام بمواقع الآثار وترميم المباني التاريخية.
وفي البداية قدم م.عبدالله البيشي شرحا تفصيليا حول أهم المباني التاريخية المزمع استغلالها في الجذب السياحي للكويت، منها ما هو قائم الآن مثل بيت ديسكون، والمستشفى الأميركاني، والمرسم الحر، وبيت البدر، وبيت السدو، ومنها ما سيتم البدء في إعادة تأهيله قريبا مثل المشروع العملاق بسوق الأحمدي، الذي يعد من الأسواق التاريخية وسيتم إعادة تأهيله وفق أحدث التصاميم والدراسات الحديثة ليحمل السوق ذاكرة هذه المدينة العريقة ليس فقط من جانب النفط، ولكن على مستوى الثقافة والحياة الاجتماعية عبر عقود مضت.
مرسوم أميري
وأشار البيشي الى ان المرسوم الأميري رقم 11/ 1960 والذي يوضح في المادة 12 دور ومسؤوليات المجلس الوطني في صيانة وترميم المباني الأثرية والتاريخية القديمة: «يقوم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بأعمال الصيانة والتراميم اللازمة لجميع المواقع الأثرية والمباني التاريخية المسجلة، وتشرف عليها للمحافظة على ميزتها الفنية وطابعها التاريخي، وتنفق عليها من ميزانيتها. كما تقوم بتجميلها، وإنشاء الحدائق حولها، وإعدادها لزيارة السائحين، وتحول ما يمكن تحويله منها إلى متاحف أو معارض دائمة، وتجهزها بالاستراحات اللازمة للزوار». وأوضح أن «بيت ديكسون» الذي كان مكتبا وسكنا للمعتمد السياسي البريطاني منذ عام 1904 يعتبر أحد المباني المهمة في تاريخ الكويت حيث تم بناؤه عام 1899 ورمم وأعيد افتتاحه عام 2001 ويستخدم حاليا كمركز ثقافي ومتحف يعنى بتاريخ العلاقات الكويتية البريطانية، كما أن المستشفى الأميركاني يتم استغلاله حاليا كمزار ثقافي ومقر مؤقت لدار الآثار الإسلامية.
جزيرة فيلكا
من جانبه تحدث الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني شهاب الشهاب، حول أعمال التنقيب الأثري في جزيرة فيلكا، مستعرضا تاريخ الاستيطان البشري في هذه الجزيرة التاريخية العريقة، وتشير المصادر والكتابات المسمارية إلى أن فيلكا كانت دولة مستقلة بذاتها عن حضارة دلمون في مملكة البحرين، مؤكدا ان المجلس يقوم بعمليات الصيانة والترميم للمواقع الأثرية في الكويت بشكل دائم ومتواصل. وأضاف ان مشاريع وخطط واستراتيجيات المجلس القادمة ستركز على الاستفادة من الآثار والتراث في السياحة الثقافية خصوصا ان الكويت تمتلك العديد من المواقع الأثرية والتاريخية تحوز دائما إعجاب الزائرين المهتمين بهذا النوع من السياحة مثل تحف (القصر الأحمر) و(بيت البدر) و(المستشفى الأميركاني) وغيرها من المواقع التاريخية الهامة. واكد الشهاب ان الكويت باستطاعتها توظيف هذه المعالم التاريخية والأثرية وتفعيلها بتضافر جهود المؤسسات الحكومية المعنية للتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والأفراد، وركز الشهاب على أهمية التسويق في تفعيل السياحة الثقافية وأضاف انه يجب ان يكون مشروعا بعيد المدى (استراتيجيا). مناسبات ثقافية من جهة أخرى اكد دير مكتبة الكويت الوطنية د.حسين الأنصاري على أهمية السياحة الثقافية وتطور مفهومها في الوقت الحالي حيث لم تعد تقتصر على الآثار والمتاحف، وإنما تم استحداث مناسبات ثقافية بما يحقق تنويع المنتج السياحي لجذب شريحة جديدة من الزوار، ويتمثل ذلك في جميع أشكال التعبير الفني والعروض المسرحية والحفلات الموسيقية والمسابقات الرياضية والثقافية ومعارض الكتب والمطبوعات فضلا عن الصناعات التقليدية ومعايشة الشعوب والتعرف على عاداتها وفنونها.
مركز حضاري بدوره أشار د.ماجد المطيري وهو أول كويتي يحصل على الدكتوراه في الآثار، أن المحاضرة تبين الآثار الكويتية ومدى أهميتها لان الكويت كانت ولا تزال مركزا حضاريا في الخليج العربي، وأيضا تشرح الحضارات التي عاشت على هذه الأرض، بدء من حضارة العبيد التي تؤرخ إلى 6000 سنة قبل الميلاد وحتى الحضارة المسيحية والوجود المسيحي في الكويت.
وأكد المطيري وجود 3 كنائس متشابهة الشكل والبنيان على طول ساحل الخليج العربي مما يدل أنه كان مسيحيا، كما اكتشفت 3 كنائس في البلاد واحدة في جزيرة عكاس واثنتين في جزيرة فيلكا وهذا يدل أيضا على وجود مجتمع مسيحي عاش وترعرع على ارض الكويت.
وأوضح المطيري تزامن المواقع المسيحية في فيلكا وعكاس مع العصر الإسلامي وهو في القرن السادس الميلادي مما يثبت التسامح الديني بين أطياف المجتمع منذ القدم. من جهته ابدى الفنان التشكيلي عدنان الصالح إعجابه بالمحاضرة مشيرا الى انها تنقسم لقسمين أحدهما لعرض الصور والمباني القديمة والآخر عن التاريخ والحضارة، موضحا أنها كانت قيمة جدا ولكن مختصرة وباب النقاش محدود وتمنى أن يكون النقاش مطولا والتفصيل أوسع في المرات القادمة.