اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

لم يكن الشهيد الصدر الثاني مرجعاً !

 

لم يكن الشهيد الصدر الثاني مرجعاً !

 تحقيق :حيدر حسين الجنابي

الليث الابيض يهدد اسرائيل

النجف "المسلة" …. شهد القرن العشرين خروج رجل من رحم التاريخ بعد مئات من السنين ابتعد فيها الناس عن رسالات الله بزغ من بين الظلمات والخوف والإرهاب ليصفع الطغاة ويرجم الشياطين ويمهد للحكومة الإسلامية الكبرى وينشر عالميا قضية الإمام المهدي ( عج ) ويكون ركناً أساسيا في التمهيد ليوم الظهور.

جاء بعد انتظار طويل ،بعد ان انغمس المجتمع بالمنكرات وامتزج الحرام بالحلال، وتعطلت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغاب عنهم القائد الإسلامي فمنذ قرون لم تمتد لهم يد صالحة أو صوت يقرع أسماعهم فيحذرهم (الله من فوقكم وجهنم من تحتكم) وينبههم (إلى متى انتم نيام ..انتبهوا).

وشاءت عناية الله أن يظهر (رضوان الله عليه) ليخرج الناس من الظلمات إلى نور الهداية فكان مرجعاً ميدانياً ناطقاً ، قدم دمه المقدس قرباناً لله من اجل إصلاح امة محمد (ص) وإنقاذها .

ولتسليط الضوء على المشروع الإصلاحي الذي احدث انقلاباً جذرياً وسط مجتمع كان يعيش في متاهات تكبله عصابة شيطانية دكتاتورية لاتعرف إلا لغة القتل والدمار، فلا بد من رسم ملامح نهضته التي لازالت منهلا للسيد مقتدى الصدر وكل القيادات الميدانية والمرجعيات المستقبلية التي تعمل على التمهيد والاصلاح في الامة الاسلامية .

الصدر امة تخاطب امة

الشيخ اسعد الناصري :خاطب الشهيد الصدر الثاني الأطباء والسدنة والسالكون المنحرفون وموظفو الدولة والعشائر والحوزة التقليدية وأبناء السنة والجماعة والمسيحيون والغجر. وربى طلبته الخاصين على مستوى الباطن والتكامل العالي ووفق بعضهم إلى مراتب عالية

الشيخ اسعد الناصري طالب بحث الخارج واحد طلبة السيد (قده) ،كان إماما لصلاة جمعة الناصرية ووصفه الصدر عند اعتقاله مع بعض أئمة الجمع " أنهم مؤمنين مخلصين وشجعان وإخوة "وطالب بإطلاق سراحه لدوره المؤثر في حركته الإصلاحية .

يقول " سعى السيد الشهيد (قده) إلى إصلاح المجتمع العراقي بحكم تكليفه الشرعي لأنه وجد تراكمات كثيرة جداً من الجهل والمفاسد في المجتمع والتقصير الواضح في أوساط الحوزة الشريفة بسبب التقية المبالغ فيها فوجد من الضروري شرعا أن يمارس أساليب لا تثير الحفيظة لدى السلطة الجائرة ،فاكتفى في بداية الأمر بقبول طلبة العلم للدخول والانخراط في الحوزة الشريفة بعيداً عن السياسة والتنظيم الحزبي ،حتى إذا ما تربى بعض الطلبة ونالوا قسطاً معتداً به من الثقة والوعي قام بنشرهم في العراق لربط المجتمع بالحوزة وتبليغ الأحكام الشرعية في مختلف المسائل الفقهية والاجتماعية وغيرها ".

واضاف " استخدم الشهيد الصدر أساليب عدة منها تكثير الكتب في مختلف حقول المعرفة والإجابة على الاستفتاءات الكثيرة في المسائل التي تهم المجتمع ، وإرساله الوكلاء والمبلغين في المدن، وإقامة صلاة الجمعة واتصاله اليومي بالناس للإجابة على مسائلهم الابتلائية، كما خاطب الكثير من فئات المجتمع منها الأطباء والسدنة والسالكون المنحرفون وموظفو الدولة والعشائر والحوزة التقليدية وأبناء السنة والجماعة والمسيحيون والغجر ، وأصبح الكثير من طلبة الحوزة على مستوى الحوزة الظاهرية فكانوا ألسنة حق وثناء لله سبحانه وهداية للمجتمع , كما ربى بعض طلبته الخاصين على مستوى الباطن والتكامل العالي وقد وفق بعضهم إلى مراتب عالية ".

وبين الناصري " تميز عن غيره من المراجع والمجتهدين بميزات عدة كان أبرزها علاقته الخاصة بالله سبحانه وتعالى فقد كان من الأولياء الشامخين ، فقلة من المراجع من يجمع ما بين الظاهر والباطن فضلا عن اتصاله المباشر بالمجتمع سواءا في مكتبه الشريف من دون حاجب، أو خطابه للمجتمع على منبر الجمعة ،وكان يحس بآلام الناس وآمالهم ومشاكلهم ويحاول إيجاد الحلول لهم، وقد عرف بكتبه التي ألفها في مختلف الحقول والمعارف والتي أثرت بهم واصلحتهم ."

عاش الالام الناس واحس بها

ويوضح " ما يخص لقاءاته ومشاهدات الناس له في عالم الرؤيا ،أن سبب ذلك قوة الجذب الروحي والباطني للنفوس التي كان يتمتع بها ،وهذا الانجذاب يأخذ منه الناس كل بحسب استحقاقه, فأصحاب الاستحقاق يشاهدونه عند نومهم في عالم الرؤيا فأنهم كانوا يستفيدون من تلك الحقيقة النورانية العالية إلا إنهم كانوا يأخذون بمقدار استحقاقهم فتتجسد تلك اللقاءات على شكل رؤيا لأنهم لا يتحملون الكشوفات الباطنية الخاصة" .

ويختم قوله " أن كل ما عندي من علم هو من المولى المقدس فله بعد الله الفضل الكبير وكل كتبه مهمة وعالقة في ذهني ولها أثرها عليَّ ولكن أبرزها بالنسبة لي هو كتاب (فقه الأخلاق) وقد بدأت الدرس على يديه في التفسير وشذرات من فلسفة تاريخ الإمام الحسين(ع) ".

قفز بالمجتمع الى الف عام

السيد ضياء الشوكي: استطاع أن يربط المجتمع بالإمام المهدي (عج) ربطاً محكماً فقفز به إلى أكثر من ألف سنة للأمام وعياً وتضحية واستطاع أن يرسم الخلاص للشعب العراقي.

وعن المشروع الإصلاحي يؤكد السيد ضياء الشوكي طالب بحث الخارج واحد طلبة الصدر اذ تعمم على يديه عام 1994 وأصبح وكيلاً له عام 1996وإماماً لجمعة الفجر " استطاع السيد الشهيد (رض) أن يؤسس لنظرية غابت لقرون وهي نظرية مسؤولية المرجعية المستمدة من فكر أهل البيت الطاهرين (ع) بعد أن أدرك ،أن الأمة بحاجة إلى مرجع ديني يستقطب اهتمام أبنائها ويعيد للحوزة العلمية دورها في التصدي للأمور الدينية التي أهملت وتركت ومنها فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد وغيرها" .

خلع الخوف وترك التقية

واشار الشوكي "بادر للتصدي لهموم الأمة وإعادة دينها إليها بل إعادتها إلى دينها الذي ضيعه الحزب الحاكم فكانت مناسبات الدولة تذكر ومنسبات الإسلام تنسى ، فكان تصديه بنفسه دون الاعتماد على الغير يمثل الكلمة الحق أمام السلطان الجائر ، لأنه مرجع ديني خلع خوفه وتقيته وارتدى كفن الشهادة شاهراً سلاح الجمعة وهو على بينة من انه في ظل حكم لا يستخدم سوى منطق التصفية الجسدية لمن لا يركعون له ، كما نجح في مخاطبة الجماهير فمن أصعب الصعوبات على المراجع أن يوجهوا الخطاب للجمهور بلغته ومداركه فنجد المراجع يتعاملون مع طلبتهم فقط ضمن الدروس والبحث إلا أنه (قده) فتح بابا جديدا من خلال نزوله إلى الشارع ومخاطبة كل طبقات الشعب وإيصال الفهم والوعي إليهم ، فضلاً عن جرأته في الفتوى فلا تأويل ولا تقية ولا غموض أمام كل المسألات , فلكل واقعة حكم " .

كفن ومنبر يحارب دولة

وبين " فسلك في حركته الإصلاحية منهج كل الأئمة الأطهار (ع) وتميز بأنه وظف قضية الإمام المهدي (عج) في نهضته فقد نقل قضيته (عج) من بطون الكتب إلى حيز الواقع وجعل الناس يتحدثون عن الإمام (عج) ويبحثون في الكتب التي تختص به ، ثم تحدث عن مصطلحات جديدة لم تكن معهودة سابقاً مثل ظهور الإمام (عج) وخفاء العنوان وشرائط الظهور والتمهيد له (عج) ، حتى انه استطاع بأسلوبه المميز أن يربط المجتمع بالإمام المهدي (عج) ربطاً محكماً فقفز به إلى أكثر من ألف سنة للأمام وعياً وتضحية فمن الموسوعة المهدوية التي لم يسبق لها مثيلا في التصنيف الشيعي وحتى أول خطبة في مسجد الكوفة المعظم فقد أشار في أول خطبة له بأن الكوفة عاصمة الإمام (عج) وتوسع في الخطبة الخامسة في ذكر المهدي (عج) وكيف يستتب الأمر له في بلاد الروم ويفتحون له الأبواب سلماً حتى يصرخ بالحاضرين (التفتوا إلى متى انتم نيام ليصلح كل واحد منكم نفسه) .

ابواب محظورة ترسم الخلاص

واضاف الشوكي "أن السيد الشهيد (قده) كان امة لوحده وبجهد جبار كجهد الأنبياء استطاع أن يرسم الخلاص للشعب العراقي من هيمنة وظلم وطغيان الهدام ويسير بهم نحو النور والإصلاح والهداية من خلال اعتقاده الراسخ باقامت الحكم الإسلامي وامتثال الأمر الديني من خلال ولاية الفقيه العامة وإيجاد المجتمع الواعي لتأسيس دولة إسلامية , كما رسخ العقيدة عبر الخطب واللقاءات والمحاضرات وهي الأساس في ثورات كل المجتمعات وسعى لفتح أبواب كانت محظورة من قبل اللانظام المقبور وبينها للناس وعرفهم أهميتها كالتقية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خلال الفقه الاجتماعي ، كما اوجد القيادة الحقيقية والتي بسبب فقدانها تخلف المسلمون وانهارت قواهم ،كما انفتح على الناس وكان بسيطاً متواضعاً يتحدث بلغتهم دون تكبر مبتعداً عن القدسيات الفارغة التي سماها (فيافي بني سعد ) " .

احكموا بالشرع لا بالعرف

الشيخ غني صكبان أبو عامر شيخ عموم عشائر خفاجة في الناصرية: قال مدير امن الناصرية، لماذا ذهبت إلى محمد الصدر فقلت له لم اذهب إلى السفارة الأمريكية وإنما ذهبت إلى رجل جليل يدعو الناس إلى الإصلاح .

اما الشيخ غني صكبان أبو عامر شيخ عموم عشائر خفاجة في الناصرية ،هو أول من لبى النداء من العشائر في تطبيق الحكم الإسلامي

يقول " استجبنا لنداء السيد (قده) في بداية مرجعيته عن طريق وكلائه ولبينا دعوته للعشائر في الحكم بين المتخاصمين بما ينسجم مع الشريعة الإسلامية عندما أعلن ذلك في مسجد الكوفة "

ويروي الشيخ غني صكبان قصة لقائه بالسيد محمد الصدر قائلا: " ما أجمل اللقاء الذي كان له تأثيرا كبيرا في حياتي عندما دخلت إلى بيته في الحنانة وكنت مع ولدي وابن عمي فوجدت السيد الشهيد في بيته متواضعا جداً ، وكان أثاث منزله بسيطا فقام بخدمتنا وقدم الماء والشاي بيده الكريمة لنا ، وعندما وصل إلي أخذت الماء من يده وسحبتها لأقبلها فأبى أن اقبل يده ، ثم دار الحديث بيننا عن العشيرة وكيف حالها وقال لنا (قده) حافظوا على أناسكم فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فانصروا المظلوم الضعيف وكونوا مع الحق أينما كان ولا تكونوا مع الباطل ولا تشاركوا الذين يريدون سفك دماء الضعفاء، دماء العراقيين فأجبته كيف يا سيد ،فقال : يمر العراق بالسلب والنهب فلا تدافعوا عن قطاع الطريق لان المدافع عن قاطع الطريق هو مشترك معه _آنذاك كان الطريق السريع المتصل بين الناصرية والكوت يشهد حالات سلب ونهب_ فأوصانا أن نضع حدا لهذه الحالات ".

لم اذهب للسفارة الامريكية

وتابع الخفاجي " ثم قال (قده): كيف تحكمون بين المتخاصمين إذا لم يكن شهود ، هل بالعرف العشائري أم بالشرع ؟ وقال (قده) حبيبي ، اشرط على المتخاصمين بالشرع حتى تخلص نفسك أمام الله ،سبحان الله ، وان لم يقبلوا فأحكم بالحق فيما تراه مناسبا من اجل حقن دماء الناس لأننا مسؤولون عنهم ، فكان هذا الحوار له تأثيرا على حياتي وزادني تمسكا بالسيد الشهيد الصدر الثاني ".

وأكد الشيخ " عندما رجعنا من زيارة السيد محمد الصدر أرسلوا الأمن في الناصرية يطلبوننا ‘ وانا مقعد على عربة المعاقين ( الكرسي المتحرك) ، فقال : مدير امن الناصرية لماذا ذهبت إلى محمد الصدر؟ فقلت له: لم اذهب إلى السفارة الأمريكية وإنما ذهبت إلى رجل جليل يدعو الناس إلى الإصلاح ، فقال العقيد سعد مدير الأمن :إن السيد أوصل خبرا إلى إيران بأننا ضممنا عشيرة خفاجة للمرجعية، فقلت لمدير الأمن: ( انتم تضربون بالتخت رمل)_حسب تعبيره_ وإذا تريد أن تحاسبي على زيارتي للسيد محمد الصدر بالقتل أو بالسجن فافعل ماتراه مناسباً فانا مقعد على كرسي متحرك ولا ابتغي من الحياة شيء ،فغضب سعد غضبا شديدا وقال لي بصوت عال اخرج ".

وتحدث عن الحكم العشائري " قرأنا كتاب فقه العشائر فوجدنا إن هناك فرق بين القانون الإسلامي (الشرع) ، وبين (العرف) المتعارف عليه بين الناس فقد دعانا في حياته (قده) لحكم الله ورسوله(ص) ‘ لكن بعض الناس نراهم متعصبين للحكم بالعرف ويرفض الشرع ، ولكن بعض الناس يقبلون بالشرع ونحن أول بنودنا نشترط على المتخاصمين وفق( السنينة العشائرية) ونقول لهم إن كل ما يخالف الشرع فهو باطل لان الشرع هو الله ورسوله والمعصومون(ع) ، وندعو لذلك ولازلنا نطبق الحكم الإسلامي وفي بعض الحيان عندما يرفض المتخاصم حكم الشرع ومن اجل حقن الدماء، نحكم بالحكم العشائري بشرط أن لا يكون الحكم حراما " .

الصدر ملاذ الخائفين

ويضيف أبو عامر" في عهد السيد الصدرلم يوجه أي عالم أو مرجع نداءا للعشائر كما إن العراق قبل السيد كان بعيدا كل البعد عن الله جل جلاله ولكن بعد تصديه للمرجعية و نزوله إلى الساحة بمستوى الشعب العراقي ،راح الكل يسمع خطابه من خلال صلاة الجمعة المقدسة ، حتى قلت المشاكل في الشارع والعشيرة والكل يقول بعد استشهاده، رحم الله السيد محمد الصدر لأنه أخرجنا من الظلمات إلى النور وأصلح المجتمع وأصلح أبناء عشائرنا فتأثرنا به وبتواضعه وسعت صدره فلا يخاف بالله لومة لائم وكان ملاذ الخائفين كما أثرت كلماته بالسني والمسيحي والصابئى فخطاباته تؤكد على الوحدة بين السني و الشيعي حتى وصلت خطاباته إلى الغجر. فكان السيد قريب من الفقراء والمساكين وأب للأيتام كعلي ابن أبي طالب ( سلام الله عليه) فخطاباته يتحدث بها المحب والمبغض و خطبة الجمعة في مسجد الكوفة هي الحديث الذي يدور في مجالسنا مدة أسبوع ".

حفلات الغناء والموسيقى

حاكم السلامي صاحب تسجيلات أبو خالد: اتجه(قده) بالمجتمع نحو الإصلاح حتى لغير مقلديه وتغيرت حفلات الغناء والموسيقى وشرب الخمور إلى تجمعات لإحياء ذكر محمد وآله الأطهار(ع)،كما زرع في قلب الطاغية وأزلامه الرعب، فكانوا يخافون من قصيدة (نودع شهيد الجمعة) .

من جانبه قال حاكم السلامي صاحب تسجيلات أبو خالد في مدينة الكوفة والمعروف داخل وخارج العراق بأنه كان يسجل الأغاني والحفلات لأشهر المطربين حيث يروي لنا كيف أصلحه واثر فيه المولى المقدس .


سعدي الحلي وعبادي والمنكوب وفرج

" خلال أكثر من عشرين سنة مارست فيها مهنة تسجيل حفلات الغناء والطرب والموسيقى لأشهر المطربين العراقيين أمثال سعدي الحلي وعبادي العماري وسلمان المنكوب وفرج وهاب وفؤاد جميل وسيد ضياء وغيرهم فتشبعت بالموسيقى والغناء منذ طفولتي على الرغم من معرفتي بأن هذا العمل حرام , فقد تستمر حفلات الغناء حتى بعد سماع اذان صلاة الفجر فخلال ربع قرن تقريبا لم اسمع كلمة توجيه مؤثرة من رجال الدين إطلاقا ".

خطب تهز الكيان

واضاف " بعد عشرين عام ظهر السيد محمد الصدر وبدأ يوجه دعواته للمجتمع العراقي ويوجه نداءاته إلى الشرائح المختلفة وعندما سمعته ورأيته يخطب في مسجد الكوفة اهتز كياني وأحسست بشي غريب لم أحسه خلال أربعون سنة مضت فبدأت بتقليده وفكرت في ترك مهنة تسجيلات الأغاني والمطربين بعد أن وجه المجتمع إلى إنها حرام وضرورة تغييرها إلى مواليد لأهل البيت (ع) ".

ويروي أبو خالد قصة لقاءه بالسيد الشهيد في عالم الرؤيا يقول : " كنت نائماً وفي عالم الرؤيا جاءني السيد محمد الصدر فقلت له سيدنا عندي مسألة فقال لي السيد : اذهب أنا لست فارغاً لك ، فقلت له : سيدنا لماذا تصرخ بوجهي ، أنا أريد ترك هذا عمل تسجيل الحفلات و الغناء والموسيقى وأتوب الى الله سبحانه ،وأغير مهنتي إلى تسجيلات القران الكريم والأدعية والزيارات والقصائد الحسينية فوقف السيد وقال لي : أسمعك ألان تكلم ، فقلت له : أن الإمام الحسين (ع) كم له جاهاً عند الله فقال لي السيد : كثيرا، فقلت له : سيدنا أنت عندك جاه عند الله وعند الإمام الحسين واطلب منك أنت والإمام أن تدعوا الله لي في قبول توبتي وان اختص بالتسجيلات الإسلامية فمشيت انا والسيد مسافة فتبسم المولى المقدس وقال لي : أن شاء الله) وبعد أيام جاءني السيد الشهيد مرة أخرى في عالم الرؤيا فأخبرته بأني رأيت رجلين معممين يباركون لي توبتي وترك عملي القديم فقال لي السيد : آن وقت الصلاة ، ثم ابتعد عني مسافة فرفع يديه للقنوت فنظرت إلى السماء فوجدت اطار من نور فيه صورة الإمام الحسين وصورة السيد محمد الصدر ، وكان السيد يتابعني في الرؤيا كل يومين أو أكثر ويوجهني وكلما أردت شيئاً منه جاءني في الرؤيا … فبدأت بعدها بتغيير مهنة التسجيلات أنا وأخي عبود السلامي من تسجيلات الأغاني إلى تسجيلات القران والقصائد الحسينية ، وبعد فترة من الزمن عرف الأمن بذلك وبدأت مراقبتهم لنا واستدعائهم لنا باستمرار " .

الامن الصدامي يخاف من قصيدة نودع شهيد الجمعة

ويضيف السلامي " كما أن لطف الله عليًّ ولد عندي إحساس قبل دخول امن صدام لتفتيش محل التسجيلات فكنت اعرفهم فوراً دون ن أراهم مسبقاً واقرأ دائما قصار السور وبعض التسبيحات وأقول (يا ناطر الغافلين يا الله) وابكي واستعين بالله ، فكان سبحانه ينقذني منهم فكان الطاغية وأزلامه يحاربون السيد حياً وشهيداً لأنه (قده) زرع في قلوبهم الرعب ،فكانوا يخافون حتى من قصيدة (نودع شهيد الجمعة) فكنّا مراقبين باستمرار وقد مررنا بظروف صعبة منها اقتحام أمن النجف للبيت وإصابة زوجتي بمرض مزمن يفقدها وعيها استمر حتى الان بسبب الرعب , كما تم اعتقال أخي عبود ومصادرة أجهزة التسجيلات لأننا كنا نخفي الأشرطة الحسينية بعيداً عن مكان العمل بسبب المداهمات المستمرة وكان للمجتمع دور في مساعدتنا حيث كان يبلغ احدهم الأخر ،ساعدوا حاكم السلامي واشتروا أشرطة القران وقصائد وأدعية وغيرها وهذا بفضل هدايته للناس وتأثيره فيهم"

توبة… المسيقيين والمطربين والمستمعين

وأكد أبو خالد أن" للسيد اثرا كبيرا في المجتمع بالخصوص على المطربين والشباب الذين يسمعون الأغاني , فالكثير منهم أعلن التوبة وترك المحرمات . فقد تحول فؤاد الكاظمي من مطرب إلى رادود يقرأ القصائد الحسينية والأدعية رغم أن الأغاني تدر أموالا كثيرة ، إلا انه فضل التوبة والرجوع إلى الله سبحانه " .

ويشير حاكم" أن للإمام الحسين (ع) وللسيد محمد الصدر فضل كبير علي وعلى المجتمع، كان الشخص الذي يقصدني يطلب أغاني وعندما أتحدث معه أقنعه بأن له عائلة ونساء يجب أن يسمعن ما يرضي الله فبدلاً من كاسيت الأغاني يطلب (4-5) من أشرطة الأدعية والقصائد والمراثي الحسينية .فالمولى (قده) اتجه بالمجتمع نحو الإصلاح حتى لغير مقلديه و تغيرت حفلات الغناء والطرب والموسيقى وشرب الخمور في الأعراس ،إلى تجمعات لإحياء ذكر محمد وآله الأطهار(عليهم الصلاة والسلام) فصار المجتمع يلوم من يقيم حفلة غنائية ويعتبره شاذاً كما أن الناس كانت تستمع الحسينيات والقران والأدعية خلال شهري رمضان ومحرم إلا أن السيد قلب الموازين وأصبح إقبال المجتع العراقي على التسجيلات الإسلامية على مدار السنة .لقد رزقنا الله حسن العاقبة بفضل السيد (قده) الذي جعلني أعيش أحلى أيام حياتي لأنه أخرجني من النار إلى الجنة وجعلني أحس بالأمان" .

بعد كل ما قدمناه من ومضات مضيئة في حركته الإصلاحية(قده) التي لايمكن الإحاطة بجميع جوانبها لأنه سار على نهج المصلحين من أنبياء الله ورسله والأئمة الطاهرين(عليهم الصلاة والسلام) فعاد للإسلام والمذهب صوته وهيبته، ولطالما ارهب أعداء الله من على منبر الجمعة.

فلم يكن السيد الشهيد محمد الصدر (قده) مرجعاً فحسب وإنما كان مصلحاً وممهداً للإمام المهدي( عج).

كما لايمكن اعتباره أفضل شخصية في القرن العشرين فقط وإنما كان أفضل مصلح خلال القرون الماضية فقد أصبح مدرسة للعلماء والمفكرين ومحط أنظار الباحثين وسيبقى السيد الشهيد محمد الصدر(رضوان الله عليه) آية عظمى للحرية والإصلاح ترتلها الأجيال .
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله