غياب قوافل التضامن يغلق أبواب فنادق غزة
غزة "المسلة" … كان العثـور على غرفةٍ خالية في فنادق غزة قبل عام مهمة أشبه بالمستحيل، إذ كانت الغرف آنذاك تعج بمئات المتضامنين الأجانب والعرب وعشرات الإعلاميين، غير أن المشهد في هذه الأيام يبدو مغايرا فالفراغ والسكون يلف أروقة المكان.
وتغيب السياحة عن فنادق غزة بشكل تام بعد تداعيات الأحداث المصرية الأخيرة والفتح الجزئي لمعبر رفح الحدودي، كما يؤكد فراس المصري مدير العلاقات العامة في فندق المشتل شمال غرب مدينة غزة.
ويقول المصري في حديث لـ”الأناضول” إن القطاع السياحي تأثر بشكل واضح وكبير بعد أن تعطلت حركة دخول الوفود التضامنية إلى غزة، مشيراً إلى أن فنادق القطاع وفي الأشهر الأخيرة شهدت انتعاشا قويا غير أنه ما لبث أن توقف عقب تداعيات الأحداث المصرية.
ويقع فندق المشتل بالقرب من شاطئ بحر غزة، ويعتبر من أكبر وأضخم فنادق القطاع ، وينتعش في ظل توافد الناشطين الأجانب والعرب للتضامن مع غزة ضمن قوافل كسر الحصار.
ويخشى المصري من الأيام القادمة ويضيف قائلاً :” حركة العمل متوقفة، ولا أحد يأتي من الخارج والسياحة الداخلية لا تشكل سوى نسبة 1%، كما أن الكثير من العاملين في الفندق يتخوفون من ضياع مصدر رزقهم الوحيد.”
ويقول المدير الإداري لفندق المتحف شمال مدينة غزة “راودي الهليس″ في حديثٍ لـ”الأناضول” أنّ نشاط الفنادق والمنتجعات في غزة يعتمد بالدرجة الأولى على حركة الوفود القادمة لغزة، والقادمين من الخارج لزيارة ذويهم وقضاء الإجازة .
غير أن إغلاق معبر رفح ألغى هذه المظاهر، وأصاب فنادق القطاع بالركود والشلل والخوف من القادم كما يؤكد الهليس.
ويعد معبر رفح المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي بالنسبة لسكان غزة البالغ عددهم 1.8 مليون.
وغاب وصول الوفود إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي مطلع يوليو/ تموز الماضي .
وتقلصت أعداد هذه الوفود بشكل شبه كامل كما يؤكد “علاء البطة” نائب رئيس اللجنة الحكومية لاستقبال الوفود التابعة لوزارة الخارجية المقالة بغزة.
وقال البطة في حديث لـ”الأناضول” إن قطاع غزة شهد انخفاضا ملموسا في أعداد الوفود التضامنية، بنسبة تقترب من 95%.
وأكد أن القطاع السياحي من القطاعات التي تضررت وتأثرت بشكل كبير بتراجع وصول هذه الوفود .
وأضاف:” فنادق غزة تدور حركتها بفعل هذه الوفود التي تضم المئات من المتضامنين، ونحن نقوم بتوزيع هذه الوفود على مختلف الفنادق لكي تدور حركة العمل فيها، واليوم للأسف تغيب هذه الوفود فتصاب الفنادق بالركود.”
وتأثرت حركة قدوم المتضامنين إلى غزة بشكل كبير منذ نهاية يونيو/ حزيران الماضي، حيث كان متوسط وصول الوفود نحو 27 وفدا شهريا انخفض إلى وفدين فقط، وصلوا إلى غزة مطلع يوليو/ تموز الماضي.
وكان الوفدين قد حصلا على تأشيرة دخول غزة من السفارات المصرية بأوروبا قبل ثلاثة أشهر.
وفي شهر آب/ أغسطس لم يصل سوى وفد هو الوحيد الذي تحصل على تأشيرة عقب الأحداث الأخيرة.
ويؤكد البطة أن السفارات المصرية في الدول العربية والأجنبية تغلق أبوابها في وجه المتضامنين مع قطاع غزة، وتمتنع عن إعطائهم شهادات براءة ذمة، وعدم الممانعة، بشكل منع المتضامنين من الوصول إلى القطاع .
وعقب عزل مرسي تفتح السلطات المصرية معبر رفح بشكل جزئي لدخول العالقين داخل مصر، وسفر أصحاب الحالات الإنسانية وحملة الجوازات الأجنبية فقط.
ويرى البطة أن تأثير هذه الوفود لا ينعكس فقط على القطاع السياحي وحسب، بل يمتد لمئات العاملين في فنادق غزة والذين يتكفلون بإعالة أسرهم وتوفير حياة كريمة لهم في ظل انعدام فرص العمل في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ سبع سنوات.
ووفقاً لأحدث الإحصائيات من وزارة السياحة بغزة فإن عدد المنشآت السياحية يبلغ 120 منشأة من بينها 18 فندقا، ويشغل قطاع السياحة حوالي 1500 عامل يعملون في الفنادق والمنتجعات والأماكن السياحية الأخرى.