الجزائر لم تستغل تدهور سياحة الدول المجاورة للنهوض بالقطاع
الجزائر "ادارة التحرير" … تزخر الجزائر بثروات كفيلة بجعلها من المقاصد السياحية الهامة، فمن حيث البحر هناك 1200 كلم من الشواطئ الجميلة ذات الطقس المتوسطي المعتدل، ومن حيث الصحراء ففيها امتداد وبيئة ساحرة، أما الجبال والمرتفعات الجزائرية، فيجد ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو المحب لهواية الصيد أو التخييم في الغابات أو لمحبي التزلج على الثلج في مرتفعات الشمال أو على الرمال الذهبية الناعمة في الجنوب الصحراوي.
كل هذه المقومات من المفروض أن تجعل من بلادنا قبلة للسواح، غير أن إحصاء عدد السياح مغاير للواقع ففي فصل الصيف تشهد إقبالا محتشما للزوار، أما في الشتاء فتوافد السواح قليل لا يتعدى العشرات، ما جعل «المحور اليومي» تفتح نافذة عن هذا الموضوع للوقوف على واقع السياحة في الجزائر في ظل تراجع سياحة البلدان المجاورة بسبب ما يعرف بثورات الربيع العربي.
جزائر المعالم السياحية ولكن..؟
تتميز مدينة الجزائر بشقيها الإسلامي القديم والأوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم القصبة بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر، والتي تعد تراثا معماريا تاريخيا هاما يضم عددًا كبير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة. ولا ننسى رياض الفتح وهو مجمع تجاري وثقافي يضّم أسواقًا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر.
وغير بعيد عن العاصمة، تستقبلك تيبازة بآثارها الفينيقية والرومانية وفيها الآن أماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن أماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة شرشال السياحية، وفي شرق البلاد وتحديدا بمدينة الجسور المعلقة فوسط المدينة بحد ذاته مقصد سياحي متميز، إلى جانب أنها تعد ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة. ومما يشار إليه في قسنطينة أنها واحدة من مراكز الموسيقى الأندلسية والصناعات الحرفية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم القندورة الذي يمكن مشاهدة الحرفيين وهم يقومون به في دكاكينهم في أسواق المدينة القديمة، ونبقى في شرق البلاد وفي عنابة ومن أبرز معالمها المسجد الكبير وكاتدرائية القديس أوغسطين وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل أكثر من 1500 عام، وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف به ومما يشار إليه أن لهذا القديس 18 مليونا من الأتباع، ولا سيما في الولايات المتحدة، حيث بنوا هناك أكثر من 500 كنيسة.
غرب البلاد تقع الباهية وهران كما يطيب لأهلها أن يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري، وميناؤها من أشهر موانئ المتوسط ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الأول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ أرصفة يحلو فيها التنزه عصرا ومساء، وفي وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الأندلس السياحي المطل على خليج على المتوسط، وفيه برج «سانتا كروز» الذي أسسه الأسبان، ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجا من التراث الأندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعا للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف، وفي منطقة وهران توجد مدينة
معسكر الأمازيغية القديمة وهي عاصمة الأمير عبدالقادر.
للوكالات السياحية رأي آخر…
للوقوف على موضوع السياحة في الجزائر زرنا عدد من وكالات السياحة بالجزائر للاطلاع على واقع السياحة في موسم الاصطياف، فبالنسبة لوكالة «ديسكوفري» للسياحة والسفر بساحة أول ماي أكدت مسؤولة الوكالة السيدة طايبي أمينة أن السياحة الخارجية تقتصر على السياحة الدينية كعمرة المولد النبوي الشريف وغيرها ورحلات شهر العسل أما بالنسبة للوجهة الأكثر طلبا فتحتل تركيا المرتبة الأولى لكونها من أجمل البلدان وأكثرها حيازة لمقومات السياحة الشتوية في العالم من حيث الرحلات، خاصة بعد تراجع المكانة السياحية لمصر عقب الثورة، أما تونس فقد نفذت تذاكر الرحلات الخاصة بها لأن المناطق السياحية بتونس لم تتأثر، أما فيما يتعلق بالجزائر فالسياحة تكاد لا تقارن بمثيلاتها المغربية لأن المشكل ليس في المناطق السياحية وإنما يكمن في الذهنية والمشاريع السياحية مثل الفنادق والمواصلات واستطردت متحدثتنا قولها إن في تونس الشقيقة والتي هي اصغر مساحة من الجزائر يكفيك 100 أورو لقضاء أسبوع في أفخم الفنادق لكن هنا 100 أورو لا تكفي لقضاء ليلة في «الأوراسي»، فأين هي السياحة وعوامل جذب السواح؟. والنسبة لوكالة «النورس للسياحة والأسفار «ببراقي، أطلعنا أحد الأعوان هناك، أن توافد السواح إلى الجزائر قليل في كل المواسم ويقتصر فقط على رجال الأعمال وزيارة المهاجرين لعائلاتهم في الجزائر أما بالنسبة لرحلات الجزائريين إلى الخارج فترتفع في موسم العطلة، لأن العادة في بلادنا أن السفر يكون في عطلة الصيف، أما في فصل الشتاء فتقتصر على رحلات المعتمرين إلى البقاع المقدسة وقليل من رحلات شهر العسل. عون وكالة السياحة والسفر بديدوش مراد، أرجع هر الآخر تراجع السياحة في الجزائر لثقافة الشعب على العطلة المقتصرة على فصل الصيف فترى أشخاصا يعملون طول السنة لجمع تكاليف الرحلة للصيف والأمر ذاته بالنسبة للأجانب لأنهم تعودوا أن فصل الشتاء في الجزائر يقتصر على العمل لذلك لا تجد هناك توافد للأجانب في هذا الفصل الشتاء ويقتصر وجودهم على فصل الصيف فقط.
السياحة في بلادنا مرتبطة بالحمامات المعدنية والمعالم الأثرية
تستوعب الجزائر أزيد من مئتي حمام معدني ومنبع مائي طبيعي، تحتاج إلى تثمين، خصوصًا مع ما تتوفر فيه من مزايا فيزيائية وكيمائية وعلاجية بمعدل حراري لا ينزل تحت سقف 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لترًا في الثانية، يثير اهتمام آلاف السياح كل عام، في صورة معسكر المؤهلّة لأن تغدو قطبا سياحيا متميزا، احتكاما لاحتوائها على 44 فندقًا، واتخاذها قبلة لأكثر من 150ألف سائح يأتون للاستحمام ولتداوي بالمياه الساخنة لحمام بوحنيفية الشهير. وتعرف هذه الحمامات إقبالا ملحوظا في فصل الشتاء أين ترتفع حرارتها وتصبح وجهة للزوار في فصل معروف ببرودة الطقس وكثرة الأمراض خاصة الأشخاص الذين يعانون الآلام في العظام وغيرها فتصبح تلك الحمامات الملجئ الوحيد لهؤلاء المرضى.
المحور