Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تركيا تعزز مقومات السياحة الطبية

 

تركيا تعزز مقومات السياحة الطبية

 

اسطنبول "ادارة التحرير" …. كانت الأناضول مركز الشفاء للإغريق، والرومان، قديماً وامتد دورها الحيوي إلى السلاجقة والعثمانيين. ووفقاً للاعتقاد السائد عاش الإله الإغريقي القديم «أسكليبيوس» وتُوفيّ في منطقة إزمير في الأناضول وبعد وفاته قدم الخدمات العلاجية في المعبد الذي أعطي اسمه. كما ان هيبوغراط المعروف باسم ابو الطب فقد أعطي اسمه بعد الانتهاء من دراسته التعليمية بوعد ويمين هيبوغراط الذي يستعمله جميع الأطباء عند البدء وممارسة مهنتهم، فقد عاش في الأناضول وبجوار مدينة إزمير.

 

ووفق هذا التاريخ العريق نهضت تركيا بقطاع السياحة الطبية وتم تطوير نظام الرعاية الصحية بشكل كبير خلال السنوات العشر الأخيرة.

 

أصبحت تركيا نموذجاً بارزاً في نظام الرعاية الصحية العالمية وباتت تتفوق على كثير من دول العالم وأصبحت وجهة عالمية لهذا النوع من السياحة مع توفر كافة مقومات النجاح من مصحات ومستشفيات ومنتجعات طبية في مختلف مدن مدنها.

 

وعزز من هذا الازدهار وجود نسبة تصل إلى 99% من السكان يعيشون تحت مظلة الضمان الاجتماعي يمكنهم تلقي خدمات الرعاية العلاجية من المستشفيات العامة والخاصة ومستشفيات الجامعة، حيث يغطي تكاليف العلاج من طرف إدارة الأمن الاجتماعي مع الأخذ في الاعتبار المعايير الدولية في جميع المستشفيات التي أعدتها وزارة الصحة حسبما ذكرت صحيفة البيان.

 

10 ملايين سائح

تتمتع تركيا بقدرات وإمكانات كبيرة وجدية في مختلف قطاعات السياحة العلاجية وأقسامها المختلفة بما تملكه من موقع جغرافي وثقافة راسخة ومناخ ملائم جعل منها وجهة السياحة والرعاية الصحي. وتطورت السياحة الطبية في تركيا بسرعة في السنوات الــعشر الماضية وقد تجاوز عدد أولئك الذين يسافرون للسياحة الطبية 10 ملايين فقط ولقد بلغت إيراداتها السنوية 100 مليار دولار أميركي في السنة. وتمتاز بالتنوع الكبير في منتجاتها في مجال الرعاية الصحية وحتى توزيعها على مختلف شهور العام وباتت الدولة تحقق منها عائدات تجارية كبيرة.

 

ويوجد اليوم في تركيا اكثر من 50 مؤسسة علاجية وجميعها تمتلك الاعتماد الدولي وتقدم خدمات بالمعايير الدولية، مما يمهد الطريق للمناطق الحرة الصحية من الناحية القانونية. وقد بدأت بناء المستشفيات المدن والعمليات المتنوعة والمختلفة في تعزيز البنية التحيتة للسياحة الطبية لدى المستشفيات الخاصة والمستشفيات الحكومية والدولية.

 

وتتوفر في تركيا خيارات واسعة للباحثين عن العلاج أو ما يعرف بالسياحة العلاجية أو الطبية ومن يرغبون في السفر من أجل الاسترخاء و الاستمتاع و استرداد حيويتهم.

 

وهناك العديد من المرافق والخدمات والتي تنتشر في العديد من مناطق الدولة بما فيها مصحات ومنتجعات العلاج الطبيعي في مناطق ذات طبيعة خلابة وفي مدن تاريخية في غاية الجمال والروعة من حيث طرازها المعماري القديم وحدائقها الغناء المليئة بالأشجار وأنهارها الجارية وبحيراتها الكثيرة التي أصبحت تعج بالمرضى والسياح من أوروبا وروسيا والخليج العربي.

 

وتولي الحكومة التركية هذه المرافق عناية كبيرة خصوصاً أنها تعد أحد مصادر الدخل القومي، وفي تركيا اليوم هناك مجمعات من المياه تختلف عن مثيلاتها في المحتوى الكيميائي والمعدني من حيث درجة الحرارة والمواصفات الكيميائية والفيزيائية، وتشير الدراسات التي قام باحثون من وزارة الصحة التركية ومعهد أبحاث الفارابي إلى أن المياه المعدنية الموجودة في منطقة أيدر مثلاً تتميز باحتوائها على مواصفات الاستشفاء من الأمراض.

 

الينابيع الساخنة

هناك قول يتردد في تركيا ويؤمن به كل من زار الينابيع في تركيا وهو إن السياحة في تركيا بدون المرور على أحد ينابيعها الساخنة والمعدنية سياحة ناقصة لذا فإن أغلب برامج السياحة التركية تشمل من ضمن برامجها زيارة ولو لساعات لأحد حماماتها الطبيعية الساخنة .

 

والتي تنتشر بكثرة في أرجاء تركيا فهي موجودة في كل مقاطعة تركية وفي كل ركن من أركان البلد بل إنها كانت العامل الأساسي في انتعاش صناعة السياحة سابقاً في تركيا وأقامت حول هذه الحمامات والينابيع فنادق سياحية متنوعة وعديدة.

 

كما تعرف تركيا وتشتهر بحماماتها المدنية وهي التي توجد داخل المدن ويزورها السياح لعمل تنظيف جلدي واسترخاء عضلي يعطي للسائح متعة جسدية واسترخاء نفسياً وهذه الحمامات تنتشر في المدن التركية الكبيرة والصغيرة.

 

ولكل من هذه الحمامات مميزات خاصة وخصائص طبيعية فينابيع (كنقال السمكية) والتي توجد في جنوب مدينة كنقال في مقاطعة سيفاس بوسط تركيا فريدة بنوعها ولا يوجد لها مثيل في العالم، فدرجة حرارة الماء من الينابيع ثابتة على 36 درجة مئوية وتحتوي على العديد من الأملاح والمعادن مثل البيكربونات والكلسيوم والمغنيسيوم.

 

وفي هذه الينابيع تعيش أسماك صغيرة جداً ولا يزيد طول الكبيرة منها على 10 سم ولهذة الأسماك فائدة كبيرة لمن يشكو من الأمراض الجلدية فهي تتغذى على ما تجد عالقاً بجلد الإنسان وتصل بصغرها وصغر أسنانها إلى الأجزاء الدقيقة من الزوائد والداخل في طبقات الجلد الإنساني.

 

ينابيع بورصة الاستشفائية

مدينة بورصة من مدن الشمال ومن المدن السياحية المشهورة وتقع إلى الجنوب من بحر مرمرة وتتميز بحماماتها الساخنة التي يؤمها الباحثون عن العلاج الطبيعي لأمراض الروماتيزم وأمراض المسالك البولية والمعوية والأمراض النسوية والاستجمام لفترة النقاهة التي يحتاجها بعض المرضى.

 

مركز العلاج الطبيعي ريدويس ..فخامة عالمية

يتميز مركز العلاج الطبيعي ريدويس بفخامته العالية ومساحته الرحبة وتجهيزاته المتطورة التي تؤمن للضيوف والزوار مكاناً مثالياً للاسترخاء وتجديد الشباب واستعادة الحيوية والنشاط للعقل والجسم. ويمنح ضيوفه معالجة فيزيائية وروحية شاملة عن طريق المعالجة بالمياه الفوارة وغرف البخار والساونا، الأمر الذي يمنحهم الراحة والاسترخاء،.

 

هذا إلى جانب أجهزة اللياقة المتطورة وتمارين الأيروبيك لاستعادة النضارة والحيوية والشباب مع اختيار طرق معالجة فريدة من نوعها، كما يوفر طرق تدليك متميزة وطرق معالجة ماهرة بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الطرق المبتكرة في العلاج منها التدليك التقليدي المصمم على تنشيط الشرايين والأوردة للسماح للطاقة بالتدفق وذلك مع الزيوت العطرية الأساسية والأعشاب الطبية والبهارات والتوابل مع الأيدي الخبيرة من مختلف أصقاع العالم لتقوم بمختلف التطبيقات والممارسات المتنوعة، وهذه الطريقة مثالية للأشخاص الذين يشعرون بالخمول والتعب.

 

وتتوفر طرق أخرى ومتنوعة لمعالجة الجسم كما تستخدم بعض المستحضرات التي تتكوّن من عناصر طبيعية خاصة باستخدام تقنيات متطورة في العلاج لتحقيق أفضل النتائج في مجال العناية بالبشرة والجسم على حد سواء. ونذكركم بأن هناك نساء للتدليك الطبي والصحي للنساء ويوجد طبيبة أخصائية بالمركز للنساء.

 

قصور وينابيع

تم بناء العديد من القصور في العهود التركية السابقة حول ينابيع المياه الساخنة وتحولت هذه القصور إلى فنادق إضافة إلى الفنادق الحديثة التي تم تجهيزها بأحدث وسائل العلاج الطبيعي لتقدم خدماتها المميزة للزوار الذين يمكن استيعاب أعداد كبيرة منهم يومياً تزيد على الألف زائر علماً بأن خدمات العلاج الطبيعي والإقامة والسكن المميز بجوار الينابيع المعدنية متوفرة بأسعار معقولة وتتوافر في العديد من المدن التركية مثل مدينة يلوفا بجوار مدينة بورصة.

 

كما أن مدينة إزمير محاطة بعدة مناطق سياحية هامة ومشهورة للعلاج الطبيعي، حيث أقيمت الفنادق الفخمة بجوار بحيرات ساخنة من المياه المعدنية التي تعتبر جنة للسياح والمرضى.

 

إن تكلفة زيارة هذة الينابيع لا تكلف كثيراً بل إن الكثير من برامج السياحة تقدمها ضمن برامجها التي تقدمها للسياحة الجماعية وتكون ضمن التكلفة الإجمالية.

 

في حالة السياحة العلاجية يمكن اختيار الينابيع ذات المفعول العلاجي المناسب لأن الأملاح والمعادن وتركيزاتها تختلف من منطقة إلى أخرى فيفضل الاستفسار عن المكان المناسب للعلاج وهذه المعلومات متوفرة لدى السفارات التركية ولدى مكاتب السياحة وفي الفنادق في تركيا.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله