ألمانيا.. سياحة متجددة ومناظر طبيعية خلابة
برلين " المسلة " … تعد ألمانيا واحدة من أنشط الدول السياحية في العالم فبالإضافة إلى مناظرها الطبيعية الخلابة والأنشطة المتنوعة التي تقام في مدنها، توفر ألمانيا لضيوفها خدمات سياحية متنوعة بدءاً بشبكة المواصلات العامة المتطورة، ومروراً بالمؤسسات السياحية كالفنادق ودور الضيافة والمطاعم والمقاهي، وانتهاء بالأماكن الترفيهية كالمسارح والحدائق العامة وما شابه ذلك، وبلغ عدد السياح الذين زاروا ألمانيا العام الماضي 23 مليون سائح، كما أن ثلث الألمان يقضون عطلاتهم داخل ألمانيا.
وتعد مدينة ميونيخ من أهم المدن السياحية في ألمانيا حيث تزخر المدينة بمعالم سياحية خلابة مثل كنيسة العذراء وساحة مارين والحديقة الأولمبية، غير أن ذروة السياحة في ميونيخ تكون عند انطلاق مهرجان أكتوبر السنوي، حيث يتوافد على المدينة قرابة سبعة مليون زائر. ومن أهم المعالم السياحية، بوابة براندنبورج الواقعة وسط برلين والتي تعد رمزاً للوحدة الألمانية ويرجع تاريخ بنائها إلى نهاية القرن 18، وتسمح البوابة لزوارها بالانتقال من الجانب الشرقي إلى الجانب الغربي للمدينة.
وفي شهر مايو من كل عام يحتفل ميناء هامبورج، الذي يعد أكبر ميناء في ألمانيا، بعيد ميلاده ويتيح هذا الميناء لزوراه فرصة القيام بجولة عبر الباخرة في مختلف مرافقه مما يجعله أحد أهم المراكز السياحية في ألمانيا. ومن المعالم السياحية أيضاً القطار المعلق في مدينة فوبرتال، تذكرة القطار العادية تكفي السائح لركوب هذا القطار المعلق الذي يختلف عن القطارات الأخرى. فالقضبان الحديدة التي يمشي عليها توجد في الأعلى، في حين يبقى هو معلقاً في الأسفل. الافتتاح الرسمي لهذا القطار تم عام 1900 عندما قام القيصر فيلهيلم الثاني بجولة تجريبية لهذا القطار ويسمح للسائحين ركوب المقصورة التي ركبها فيلهيلم الثاني والتمتع بجمال مدينة فبورتال والواد الذي يمر بها.
ويعتبر برج التلفزيون في مدينة برلين أعلى مبنى في ألمانيا، حيث يصل طوله إلى 368 متراً ويتيح المطعم الواقع في أعلى البرج فرصة للسائحين لاكتشاف سحر العاصمة من زوايا مختلفة. ويعتبر مبنى البرلمان الألماني «رايخستاج» الذي بناه المهندس باول فالوت عام 1894 واحداً من المعالم السياحية التي يمكن لزوار مدينة برلين الاستمتاع بها ففي عام 1991 قرر حكماء مجلس النواب إعادة بناء مبنى رايخستاج وتحويله لمقر للبرلمان الألماني ويستقبل هذا المبني ذو القبة الزجاجية وفودا كثيرة من السياح يوميا.
وتعد البوابة السوداء الواقعة في مدينة ترير غرب ألمانيا، واحدة من أهم الآثار التاريخية التي ظلت صامدة في وجه الزمن، حيث استخدمت هذه البوابة الرومانية على امتداد ألف عام ككنيسة، قبل أن يأمر نابليون عام 1802 بإعادة بنائها على شكلها السابق وتبقى الأحجار السوداء الموجودة في هذه البوابة شاهدة على ثقافة العصور المختلفة التي مرت على هذه المدينة. وأُدرج قصر فورتسبورج الذي بني في النصف الأول من القرن 18 في لائحة اليونيسكو للترات العالمي. واختيرت هذا القصر على بأنه الأروع من بين كل قصور مرحلة الباروك وبإمكان السائحين زيارة 40 غرفة من غرف هذا القصر.
وتنتشر في ألمانيا الكثير من البحيرات التي توفر فرصاً ترفيهية لا متناهية، في ازدواجية ما بين مشاهدها الطبيعية الخلابة والتشبع بتنشق هوائها النقي المنعش. فبحيرة «شيمسي» مثلا ذات اللمسات الملكية، هي البحيرة الأوسع في بافاريا، وترتفع عن سطح البحر نحو 518 متراً، وهي الأعلى في أوروبا ولدى البحيرة جزيرتان هما: «هيرنشيمسي» والتي تحتوي على الكثير من القلاع المذهلة التابعة للملك «لودفيج» الذي انطبع نمطها بأسلوب «الريفييرا» والجزيرة الأخرى «فراونشيمسي»، وخلال الصيف تتحول إلى جنة للرياضات المائية، مثل ركوب الأمواج، والإبحار، والتجديف والغطس في الأعماق وغيرها من الرياضات المائية.
وتقع بحيرة «كونيجسي» بين أحضان الجبال الحادة القمم، و «واتزمن» المشهورة، وتعود شهرة هذه البحيرة لمياهها التي عرفت بـ «الزمردة الخضراء»، والتي تتشكل من الكتل الثلجية، ويقطعها مضيق ضيق، ويقابل هذه البحيرة قرية «كونيجسي» التي تقع أيضاً إلى جانب حدائق الألب «بيرشتيس جاردن» الطبيعية الباهرة الجمال، ما يجعلها وجهة شعبية محببة بشكل لا يوصف تجذب المتجولين والسياح على حد سواء. وبمجرد أن تترك يابسة البحيرة والضجيج والأماكن المحمومة خلفك، لتتسلل إلى سطح البحيرة الهادئ في واحدة من سفن «كونيجسي» الإلكترونية حتى تشعر بأنك انتقلت إلى مكان آخر على سطح الأرض إلى أجمل الأماكن وأروعها، حيث تتحد فيها المياه مع الجبال والسماء، في مشهد يسحر الألباب وتتحسسه الروح.
وهناك أيضاً بحيرة فان البرلينية، ولا تختلف المنطقة المحيطة ببحيرة فان البرلينية كلياً عن بقية أجزاء العاصمة الألمانية في نواح كثيرة، فهي هادئة وفاخرة، كما أنها تعد من الشواهد المهمة على أحداث تاريخية مرت بها العاصمة برلين. تقع بحيرة فان الكبيرة جنوب غرب العاصمة برلين، ولكنها ليست الأكبر بين بحيرات العاصمة، إذ تُعتبر بحيرة موجيل الواقعة شرقاً هي الأكبر، ومن له هواية الإبحار يمكنه استعارة ما يحتاجه من حظائر الزوارق المنتشرة على شاطئي البحيرة غرباً وشرقاً: كزوارق الكانو والمراكب ثنائية الهيكل والزوارق التي تعمل بالطاقة الشمسية.
بيد أن البحيرة تزدحم بالمصطافين طالما يتحسن الطقس، وعندها يتوجب على المرء أثناء الإبحار تفادي الاصطدام بالزوارق الأخرى، وذلك يتطلب مهارة خاصة. وتُعتبَر الحديقة الإنجليزية في ميونخ من أكبر الحدائق في العالم بمساحتها البالغة 375 هكتاراً، وفي أيام الصيف الدافئة يتدفق الناس إليها أسراباً وفرادى. في عطلة نهاية الأسبوع لا يمكن الذهاب إلى مكان في مدينة ميونخ الألمانية أجمل من الحديقة الإنجليزية.
