نص كلمة زيدان للشعب الليبى فى مؤتمر صحفى خاص بالاحداث الاخيرة
بنغازى "المسلة" خاص … بدأ على زيدان رئيس الوزراء كلمته قائلاً : " السيدات والسادة المواطنات والمواطنون الكرام اود ان اعبر عن الحزن العميق والالم على الأرواح التي ازهقت في هذا اليوم بأيادي آثمة ومعادية للوطن ومعادية للأخلاق والدين وكل القيم الإنسانية أحسن الله عزاء أهالي الشهداء واصبغ عليهم السكينة والطمأنينة وتقبل الشهداء عنده بعميم رضوانه وفضله ورحمته أنه على ذلك قادر انه اهل الإجابة والتقوى والمغفرة ورحمهم الله جميعاً وغفر لهم وعوض الوطن فيهم خيراً لقد امتدت هذه الايادي الأثيمة لقتل هؤلاء الأبرياء وهم غافلون دون ذنب اقترفوه سوى انهم يؤدون واجباتهم الوطنية سواء بالكلمة او بالقيام بالواجب العام وتمتد هذه الايادي الآثمة لتزهق ارواحهم كيدا وغدرا وغيلة …
منذ أن بدأت هذه الاحداث والمؤتمر الوطني العام المتمثل في رئيس المؤتمر ورئيس الحكومة كنا على اتصال دائم بكيفية مباشرة وبالهاتف متابعين للأحداث وساعين لاتخاذ كافة التدابير من أجل التعامل مع الموقف فالمؤتمر الوطني العام والحكومة يدينان بكل كلمات الإدانة ويشجبان بكل معاني الشجب هذا الفعل الآثم القبيح الذي لا يمكن أن يقوم به شإنسان وطني او مسلم وتؤكد الحكومة ويؤكد المؤتمر ان كافة الإجراءات المتخذة من أجل الوصول إلى الجناة وتقديمهم للمحاكمة لكي تقول العدالة كلمتها وقد انتقل وزير العدل على الفور إلى بنغازي وكذلك وزير الداخلية لمعالجة الموقف من هناك عن كثب ولتعزية الأهالي ولمشاركة المواطنين في حزنهم وفي إشادتهم واكبارهم في هؤلاء الذين امتدت اليهم الأيادي لا لشيء إلا لأنهم ينتمون إلى هذا الوطن وإلى هذه الثورة .
أود أن اعبر باسم المؤتمر الوطني العام وباسم الحكومة مجدداً أحر التعازي لأهالي المواطنين وأسرهم ونتمنى من الله ان يحسن مثواهم كما أود ان انوه إلى أن هذه الاعمال الاجرامية ارتكبت لتعيق الثورة ولتعيق مسار الدولة ولتوقف بناء الدولة من أجل تكون ليبيا فوضى تتداعى وانتشار الجريمة وانتشار الظلم وتفعيل السلاح من أجل قتل المواطنين واجهاض المشروع الوطني المتمثل في مشروع السابع عشر من فبراير الذي ينحا إلى دولة القانون ودولة المؤسسات ودولة حقوق الإنسان ودولة العدل ودولة الحرية ودولة المبادئ العظيمة التي ترتكز إلى إسلامنا الحنيف الذي لا شطط فيه ولا تطرف ولا غلو ولا اجحاد ولا أدعاء الإسلام الذي تعلمناه من أباءنا واجدادنا والذين حفظوه على مدى السنين بالوسطية وبالاعتداء وبروح التسامح وبروح التفهم وعلى الصبر على العصاة وعلى الجهلة حتى يهديهم الله ويعودوا إلى الجادة ليس بالعنف ولا بالتكفير ولا بالإكراه لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي هكذا ليبيا المسلمة المعتدلة نحن لا نريد ان نلقي باتهامات في أي اتجاه ولكن أي من قام بهذا العمل فهو مجرم وآثم وهو جاني وهو معرى من كافة المعاني الإنسانية التي يتحلى بها الإنسان المتحضر.
ثانياً اود أن انبه المواطنين إلى أننا جميعاً حزائن وجميعاً يعترينا الغضب ويعترينا الانفعال ونود ان نذهب وننتصر لهؤلاء ولكن لا ينبغي هذا العمل ان الحماس المتأجج والذي تفهمناه ونتفهمه ينبغي أن لا يكون دافعاً للتصعيد في اتجاه تداعي الوطن وتفكيكه وإتاحة الفرصة لهؤلاء الأشخاص كي يذبوا الفرقة ويهددوا الوحدة الوطنية ويوجدوا بين أبناء الوطن انقسامات مؤسسة على انفعالات في لحظة الصدمة قد تؤدي إلى ضرر كبير يسيئ إلى الوطن ويضر بوحدته وتلاحمه في هذه المرحلة ليس لنا إلا التسامح وليس لنا إلا التماسك وليس لنا إلا التآزر وليس لنا إلا أن نعمل عقلنا بكل ما أمكن حتى نعي ما يحاك للوطن وما يحيط به من تدابير لقوى معادية لهذا الوطن لا تريد له الخروج من ازمته لعلكم تلاحظون كلما سرنا مسافة وكلما جد أمر يبشر بالأمل كل ما تحركت هذه القوى لتثير القلاقل من اجل إيقاف مسيرة الوطن لقد بدأنا حملة لتدريب عدد كبير من الجيش في الداخل والخارج ومن افراد الشرطة وحتى اليوم كنا نوقف عقود لتدريب هؤلاء وبدأنا في تفعيل مشروعات مختلفة بعد معاناة كبيرة في تفصيلات العقود ومشاكلها يتحركون اليوم ليثيروا فتنة بيننا ويجدون انفعالات المواطنين وانفعالات بعض النخب سبيل لذلك نقدر هذه الانفعالات والغضب ونتفهمه وهو شيء طبيعي ولا يمكن لإنسان يعيش هذه الاحداث المؤلمة إلا ويغضب وينفعل ويتأثر ويحقد على من يقوم بهذه الاعمال المشينة ..
لكن ينبغي ان نفكر بالوطن وفي مصير الوطن وفي الوضعية التي نحن فيها الآن والتي لا تتحمل أن نفترق ونختلف ونشتت جهودنا ونحاول ان نكلف الوطن فوق طاقته استحقاقات الثورة لا زالت وما ترتب على الثورة مستمر يحتاج لعلاج ولمواجهة والمواجهة تقتضي الرؤية العاقلة والمسؤولة والمؤسسة على ادراك كامل للتحديات وادراك كامل لما ترتب من الثورة من مغارم وجروح غائرة في المجتمع وعلى احتقانات استمرت طوال الأشهر الماضية منذ انتصار الثورة في أكتوبر 2011 وحتى الآن وتتجدد الأمور بأحداث وهنا اعيد ان أقول ان انتشار السلاح بالكيفية الموجودة خارج اطار الجيش والشرطة وخارج اطار القوة النظامية أي كان هذه القوة سواء بحجة الثورة وعلى الحفاظ على الثورة اثبتت الاحداث ان وجود السلاح في غير ايدي العسكري المنضبط من الجيش والشرطة هو مهدد للوطن ومهدد للعائلات ومهدد للشباب لأن السلاح يغري بالقتل ويغري بالعدوان ويغري بالجريمة وبذلك من يظن ان السلاح هو ضمانة له فهو فذلك وهم السلاح إذا خرج عن اطاره القانوني الذي تعارفت عليه الأمم وهو الجيش والشرطة فذلك فتاك.
وسيفتك بمن يعتقد ان السلاح يحميه ونرى اليوم بين الاسر بين الاخوة وبين الجيران وبين الاشقاء كل يوم اقتتال ليس لأن الدولة مقصرة في الامن هذا كلام فيه كثير من التجني السلاح موجود عند الناس نهبوه من مخازن النظام المنتهي ونهبوه من مخازن تكونت اثناء الثورة واحتفظوا به وهذا السلاح اصبح يستعمل قامت الحكومة وقامت الشرطة بعد انهاء شرطة النظام وليس لديها السلاح لأن السلاح خارج ايدي الشرطة والدولة اكثر بكثير مما عند الدولة وبالتالي لا يتوقع في بحر هذه الأشهر ان تكون الدولة قادرة على مواجهة هؤلاء الناس ليس لعجز منها او ضعف او عدم بذل مجهود من اجل تحقيق ذلك ولكن لأن هذا امر سابق وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة موجودة عند الناس وهؤلاء مواطنون والمواطنين بالنسبة للدولة امر مهم ولا يمكن ان تدخل معهم في مواجهات تنتهي إلى اقتتال لا يحمد عقباه ولكن ينبغي ان يعلم الجميع هذا الامر وقد قلته من أيام ان الدولة لن تسكت على هذا الامر وهي ساعية من اجل ان تتكمن على السيطرة بتحديث سلاح الجيش وتمكينه بأسلحة حديثة مختلفة عما هو موجود هنا وقد باشرنا بالفعل في تعاقدت نأمل ان تأتي خلال أسابيع من اجل هذا الموضوع.
اعود مجدداً ارجوا من السادة المثقفين والنخبة ومن يتصدرون المشهد الإعلامي ان يخففوا من التصعيد والإثارة الجميع يعلم وضع البلاد الجميع يعلم إمكانيات البلاد وامكانيات الدولة وبالتالي يجب ان ندرك جميعاً اننا مسئولون جميعاً من اجل حفظ الدولة من ان تتداعى وحفظ الوحدة الوطنية أن لا تتشظى وحفظ الوئام الاجتماعي والسلم المجتمعي وتضامن الجميع من اجل الحفاظ على الوطن ان تأجيج المواقف في هذه الظروف امر قد يؤدي إلى مهالك نحن في غنى عنها الحكومة ليست حريصة على البقاء في موقعها والمؤتمر الوطني العام ضمانة مشروعة جاءت عبر الانتخاب والتفريط بها في غمرة انفعالات قد لا تكون واعية بما ستقوم به قد يؤدي بالبلاد إلى مهاوي لا يحمد عقباها وارجوا من الجميع وامل من الجميع اعمال العقل والتعقل والنظر للأمور بعين العقل ونحن على يقين ان هذا الامر جلل وما حدث اليوم من ازهاق لهذه الأرواح يدعوا بأشد من هذا الانفعال ويدعو حتى إلى البغضاء والضغينة على من قام بهذه الأفعال …
ولكن الحياة لا بد ان تستمر والبلاد لا بد ان تبقى والمسيرة لا بد ان تنطلق هذه تحديات للثورة والثورة قامت من اجل ان تقتلع نظام والنظام له مزايا ومصالح وهناك اخرون أرادوا ان يغتنموا هذه الفرصة واعتقدوا ان ليبيا قد انتهت وتداعت وهي فرصة ان يمتطوها ويستغلوها وان تحول لوسيلة تحقق غايات لأناس يرون فيها فرصة قد لا تتكرر مرة أخرى هذا اذا الشعب والنخبة تغافلت ولم تدرك حقيقة هذا الموقف وينبغي ان نعلم جميعاً ان الاستهداف لليبيا وللشعب وهذا الاستهداف مخطط له ومبيت سواء كان من العناصر التي تريد اختطاف ليبيا وان تستفرد بها او من عناصر النظام او من قوى أخرى تريد لليبيا ان لا تخرج من هذا المأزق ان لا تنتصر ان لا تعود لها عافيتها يستوي الامر ان الشعب عليه مسئولية كبرى والفئة المثقفة عليها مسئولية كبرى والاعلاميون ومن يمتهنون السياسة ومن يتعاملون معها عليهم مسئولية كبرى هي ان يعوا حقيقة هذه التحديات ان تذهب بهم بعيدا عن التفكير العاقل والموضوعي الذي يضمن ان نتعامل معها بما يحقق الانتصار عليها وبما يعود لليبيا عافيتها وسلامتها كما قلت نحن على تنسيق مع السيد رئيس المؤتمر ومع أعضاء المؤتمر ومع هيئة الرئاسة والحكومة والمؤتمر على تواصل تام بالدقيقة واللحظة وذهب السادة الوزراء إلى بنغازي وقد يلتحق بهم عدد اخر لمعالجة الوضع عن كثب من هناك ولكن هذه لحظة الصدمة وينبغي ان لا تذهب عنا العقل وان نعالج هذا الامر بما يقتضيه بحكمة وبروية وبتدبر حتى نخرج من الموقف بسلام.
مرة أخرى اعزي عائلات الشهداء الذين سقطوا منا اليوم والذين نحتسبهم عند الله شهداء وانصح المواطنين بعدم استباق الاحداث والقاء الاتهامات على أي جهة حتى تتم عملية التحقيق وتكون المعلومات موجودة وكل ينال حقه السيد النائب العام كان موجوداً في مكان الحدث ومنذ سقوط الضحية الأولى السيد عبد السلام المسماري وباشر التحقيق ونسأل الله ان يحفظ الله ليبيا ويقيها من كل سوء وان يعيننا على هذا الامر ويهيئ لنا من عنده امر رشد نصل به إلى ما نتوخى من اصلاح حال البلاد والسير بها نحو من نتمنى من خير وتنمية واستقرار انه على ذلك قادر
يعلم الجميع ان الوقت حقيقة موضوعية في حياة الناس ينبغي ان لا نتجاهلها او نغفلها ولكن أؤكد ان المؤتمر والحكومة يبذلون جهداً متواصلا من اجل تحقيق ما نصبوا اليه رغم المعوقات الكثيرة والمتعددة ولكن الامر الذي ينبغي ان نتيقن منه ان الحكومة ليست حريصة على هذا الموقع ولكنها حريصة على ان تقوم بدور رغم ما تلاقي من ضغوط ومعوقات من جهات كثيرة لا يسمح الوقت بذكرها ولا الحديث عنها اذا كان الناس تعتقد ان الحكومة تعمل بظروف مثالية فهذا امر غير صحيح فنحن نواجه يومياً الكثير من المعوقات والمشاكل التي لا تسمح لنا بالعمل ولكننا مصرون وثابتون على الطريق ومصرون على ليبيا الوطن لليبيين بروحها الليبية وبانتمائها للوطن بتقاليدها واعرافه وبكافة المعاني التي تحكم الشخصية الليبية ونصر على الاستمرار بها لا شطط ولا تطرف ولا غلو هذا هو ديدننا في أداء واجباتنا ادعو مجدداً إلى مواجهة هذه المواقف بوعي ومسئولية وبعقل وبإدراك كافة الابعاد والتحديات التي نواجهها.
نسأل الله ان يحفظ البلاد ويحفظ العباد ويرحم الأموات ويصبغ السكينة والصبر والسلوان على أهلهم وان يهدينا سواء السبيل انه على ذلك قادر وهو المستعان اللهم ولا حول ولا قوة إلا بك والسلام عليكم ورحمة الله وبركات