سميسم يبحث مع ايران الغاء تأشيرة دخول العراقيين وتنشيط السياحة الدينية
بغداد "المسلة" …. اعلنت وزارة السياحة والاثار، اليوم السبت، أن الوزير لواء سميسم غادر الى ايران على راس وفد رسمي من وزارات الداخلية والخارجية والنقل لمناقشة تطوير الجانب السياحي وخاصة الديني بين البلدين، فيما اكدت ان الزيارة التي ستستمر اربعة ايام ستشهد مناقشة الغاء تأشيرة الدخول للعراقيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الاثار والسياحة حاكم الشمري في حديث إلى (المدى برس)، إن "وزير السياحة لواء سميسم توجه، صباح اليوم، الى ايران على راس وفد رفيع المستوى من وزارة الداخلية والخارجية والنقل والسياحة ورابطة الفنادق والمطاعم في محافظتي كربلاء والنجف للتباحث مع الجانب الايراني حول تفعيل العمل السياحي مابين البلدين وخصوصا في مجال السياحة الدينية".
واضاف الشمري أن "الزيارة التي ستستمر لمدة اربعة ايام ستشهد مناقشة الغاء تأشيرة دخول العراقيين إلى ايران وكلما يتعلق بحل المشاكل والمعوقات مابين البلدين"، مشيرا إلى أن "اعداد الزوار الايرانيين في الآونة الاخيرة بدأت بالتناقص بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على الجارة ايران ما انعكس سلبا على الزائرين الى المحافظات المقدسة كالنجف وكربلاء والكاظمية وسامراء".
وتابع المتحدث باسم وزارة السياحة والاثار أنه "سيتم مناقشة الامور التي تخص الجوازات والاقامة واعداد الزوار".
وكانت وزارة السياحة والاثار اعلنت السبت، (6 تموز 2013)، قدرة العراق على الاستمرار في استقبال الزوار الايرانيين، وفيما شددت على ضرورة تفعيل العمل السياحي بين البلدين، أكدت تذليل العقبات التي تقف في وجه زيادة عدد السياح الايرانيين ،خصوصا بعد تناقص اعدادهم في الفترة الاخيرة، فيما طلب وفد من منظمة الحج والزيارة الايرانية زيادة حل "المشاكل" المتعلقة بمجال السياحة الدينية بين البلدين.
واعلنت رابطة الفنادق في محافظة النجف، في السابع من حزيران 2013، أن العام 2013 الحالي هو "الأسوأ" في مجال السياحة الدينية سواءً في المحافظة أم العراق بعامة، بعد التراجع الكبير بعدد الزوار الإيرانيين من 13 ألف إلى نحو 2500 يومياً بسبب العقوبات المفروضة على بلدهم وتدني عملتها، وفي حين تطالب وزارتي الداخلية والخارجية بتسهيل إجراءات دخول الزوار العرب والأجانب إلى البلاد ومنحهم سمات الدخول في المطارات والمنافذ الحدودية، يؤكد زوار إيرانيون أن العنف الذي "لا ينتهي في العراق لن يثنينا" عن زيارة المراقد المقدسة.
إلا أن تراجع السياحة الدينية الإيرانية الجماعية، لم تمنع توافد حالات فردية من الزوار، برغم تعرضهم للاستهداف من قبل الجماعات المسلحة، لاسيما في محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد، وكان آخرها هجوم على حافلة لهم في محافظة ديالى، في (7 حزيران2013)، أدى إلى مقتل 10 زوار إيرانيين وإصابة 30 آخرين بتفجير سيارة مفخخة استهدفت حافلتهم في قضاء المقدادية (35 كم شمالي بعقوبة).
وكانت إدارة مطار النجف قد أعلنت في (الـ20 من كانون الأول 2012 المنصرم)، عن منح سمة الدخول إلى العراق في المطار بمناسبة مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين.
يذكر أن أربع شركات سياحية كبيرة في النجف وأكثر من ثلاثين فندقاً، أعلنت مطلع (تشرين الأول 2012 المنصرم)، عن إنهاء تعاملاتها مع منظمة الحج والزيارة الإيرانية وشركة شمسا المسؤولة عن تسيير أفواج الزوار الإيرانيين إلى العراق بسبب الديون الكثيرة على الجهات الإيرانية، فضلاً عن قرار الجانب الإيراني التعامل بعملته الوطنية (الريال) بدلاً من الدولار الأميركي نتيجة العقوبات الدولية المفروضة عليه.
وكان خبراء متخصصون في مجال السياحة دعوا الحكومة مراراً إلى ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية والاثارية في البلاد والاستفادة منها، منى خلال استكمال البنية التحتية الضرورية لإدارتها على وفق المعايير العالمية، بنحو يتيح استقطاب الزوار من مختلف بقاع العام لاسيما أن العراق هو مهد الحضارات، وأن تلك المناطق يمكن أن تكون "دجاجة تبيض ذهباً" وأحد أعمدة الاقتصاد العراقي.
وادى تركيز السلطات العراقية على السياحة الدينية منذ سقوط نظام صدام وإهمال باقي الجوانب الأخرى من السياحة، خصوصا مع وجود المئات من المواقع الأثرية التي تمتد من شمال البلاد الى جنوبها، الى اختصار السائحين القادمين الى العراق على زيارة المدن المقدسة فقط.
كما أدى التساهل في إعطاء تأشيرات الدخول للإيرانيين من قبل الحكومة العراقية وتشديده على السائحين القادمين من الخليج لزيارة العتبات أو السائحين القادمين من اوروبا او الولايات المتحدة الامريكية، الى اعتماد السائح الإيراني عمادا لقطاع السياحة الأمر الذي أدى إلى تدهوره حاليا بعد تدهور القدرة الشرائية للريال الايراني.
وكان العراق قد وقع اتفاقا مع ايران منذ تسعينات القرن الماضي، يقضي بالسماح لأعداد معينة وبأوقات محددة من المواطنين الإيرانيين بزيارة مراقد الأئمة في العراق، إلا أن الفترة التي تلت سقوط نظام صدام حسين، سمحت بزيادة اعداد الزائرين الإيرانيين ومن دون احتساب، فيما يتوافد العراقيون في فترات غير محدد إلى إيران لزيارة الإمام علي بن موسا الرضا في مدينة مشهد الإيرانية.
وبحسب احصاءات لوزارة الداخلية فإن عدد العراقيين العابرين الى ايران تضاعف عدة مرات بعد الازمة الاقتصادية التي تشهدها، فالعراقيون الراغبون بالزيارة، او رؤية الثلوج والجبال، او حتى مجرد التفرج على النساء الجميلات، يستطيعون البقاء لعشرة أيام أو أكثر في فندق متوسط والتنقل عبر طول إيران وعرضها بوسائل النقل العامة ولن يكلفهم هذا أكثر من 300-400 دولار، وهو مبلغ أقل من الذي ينفقونه في العراق ربع هذه الفترة.